ننشر نص كلمة السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم، الثلاثاء، في حضور رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأعضاء مجلس الوزراء، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس، احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف، بقاعة مؤتمرات الأزهر.
ووجه الرئيس كلمة إلى العالم الإسلامى بهذه المناسبة، حول رؤيته لتجديد الخطاب الدينى ومختلف التطورات الراهنة على الصعيدين المحلى والدولى.
وهنأ السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الشعب المصري مطالبا بضرورة أن يكون الاحتفال بهذه المناسبات بالاستفادة منها وما تحمله من قيم سامية وأسوة حسنة.
وطالب الرئيس الشعب المصرى أن يسانده؛ من أجل النهوض بالدولة؛ لأنها مسئوليتنا جميعا، قائلًا:
"هتتحاسبوا على عملتوه معايا... زي ماهتحاسب عنكم عملت معاكوا إيه".
وانتقد من يفرق الأمة إلى أقباط ومسلمين والتمييز على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد، مؤكدًا أن الله خلق الناس أممًا وليس أمة واحدة، وأديان وليس دينا واحدا قائلا: «هو إحنا هنعيش لوحدنا مش هنعيش مع العالم».
ووجه الرئيس السيسي رسالة إلى أعضاء مجلس النواب بضرورة العمل مع المسئولين يدا بيد وليس بمبدأ المواجهة، قائلا: "احنا مع بعض مش ضد بعض".
وأضاف الرئيس السيسي، أن السلطة بيد الله، "لو عايزينى أمشى هامشى من غير ماتنزلوا بشرط أن تكونوا كلكوا عايزين كده مش تيجى مجموعة توجه نفس الدعوات في مناسبة الأعياد التي نحتفل بها -أنا لست طامعا في السلطة؛ لأن السلطة بإرادة الله".
وطالب الرئس السيسي بالتصدي للفكر الخاطئ، الذي يسيء للإسلام والمسلمين ويدمر الأمة الإسلامية، مؤكدا ضرورة تجديد الخطاب الديني وفقا للدين الإسلامي الحنيف.
وانتقد السيسي في كلمته الفكر الديني الخاطئ لدى البعض، والذي يسيء للإسلام، مؤكدًا أهمية إيجاد خطاب ديني حقيقي يتناغم مع مقتضيات العصر ويرفض الأعمال التي تسيء إلى الدين.
وأكد على أهمية احترام أجهزة الدولة لكرامة المواطن، مشددا على أن المؤمن بالأديان السماوية لا يقتل الناس كما تفعل الجماعات التي شوهت الدين ووضعت تفاسير مغلوطة له تستخدم في القتل مستغربا من قتل الناس المختلفين في العقائد دون مبرر في الدين.
وأوضح الرئيس أن استهداف المتطرفين لرجال الجيش والشرطة والقضاء لا يقره دين، لافتا إلى أن من يموت وهو يؤدى عمله فهو شهيد وأن السلطة لا تقتل أحدا بل تواجه إرهابا يقتلها؛ لذا تضطر لمحاربته وأنه لم يضيع مصر بل سيعمل على تأمينها.
وشدد السيسي على أن مصر تحتاج إلى صبر ونكران ذات وعمل، خاصة بعد استكمال استحقاقها الأخير بانتخاب البرلمان لتفتح صفحة جديد من تاريخها بإرادتها.
وأكد الرئيس السيسي أنه سيظل يعمل؛ من أجل حياة أفضل لـ90 مليون مواطن وسوف يسأل عنهم يوم القيامة، كما يسألون عن تعاونهم معه.
وأشار الرئيس إلى أنه التقى مؤخرا أسرة الجندي الشهيد محمد أيمن، ليشد من أزرهم فوجد أنهم جاءوا ليشدوا من أزره، معبرا عن اندهاشه من الذين يخونون الوطن، ويمارسون الإرهاب والعمالة لصالح دول أخرى، تستخدمهم من أجل تفكيك الوطن تحت مسميات ودعوات متعددة.
وقال السيسي إن هناك أوطانا ودولا تفككت منذ 30 عاما ولم تعد مرة أخرى، وتحول شعبها إلى لاجئين ومشردين افتقدوا الوطن وافتقدوا الأم، مؤكدا أن ترويع، وليس تشريد، مواطن واحد ضمن الـ90 مليون يعد جريمة لن يقبلها.
كما طالب الرئيس علماء الدين بتحويل ما يقولونه إلى أفعال يراها الناس في ترسيخ المواطنة والكرامة والوطنية، وتوظيف الكلام؛ من أجل مصلحة الناس قائلًا: «كلام شيخ الأزهر صحيح احنا صحيح هننتصر في المعركة دى، بس المسألة هتاخد وقت طويل وإذا لم نغير سلوكنا يبقى احنا بنضيع الدين؛ لأن الدين لا يقبل القتل والخيانة والتآمر، كما فعل البعض وضيعوا أوطانهم».
وكرم رئيس الجمهورية 8 علماء من مصر والخارج؛ لنشرهم الفكر المعتدل، وهم كل من الشيخ محمد مطر الكعبى رئيس هيئة الأوقاف بدولة الإمارات العربية، والدكتور يعقوب الصانع وزير الأوقاف الكويتى؛ لجهدهم في دعم الفكر الصحيح والاستقرار ودعم مصر.
بالإضافة إلى تكريم 6 كوادر مصرية من رجال الدين، منهم القيادى بوزارة الأوقاف الدكتور أمين عبد الواحد مدير مديرية أوقاف شمال سيناء، والدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ عبد الحكم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرى، والدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور جعفر عبد السلام أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور عبد الغفار هلال من كبار أساتذة جامعة الأزهر.