شعبية البابا شنودة بين المصريين في السما.. وتواضروس "لسه بعيد"
"بشري": مواقف "فم الذهب" الوطنية تشهد له
"فرنسيس": الحبر الأعظم يعتبر البقاء فى مصر "ترانزيت"
تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة، لتجليس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسي البابوي، خلفا للبابا شنودة الثاني، وذلك بعد أن تم اختياره من خلال القرعة الهيكلية، يوم 4 نوفمبر 2012، وتم تجليسه بعدها بأسبوعين في 18 نوفمبر، ليصبح البطريرك الـ 118 فى سلسلة بطاركة الكنيسة الشرقية.
البابا تواضروس أجرى الكثير من الاصلاحات داخل الكنيسة والتى كانت سببا فى شن الهجمات عليه وتدشين الصفحات على مواقع التواصل ضده، حتى وصل الأمر إلى مطالبات تبناها البعض بالخروج عليه والتظاهر لعزله.
كذلك جاءت زيارة البابا تواضروس إلى القدس؛ للصلاة على مطران الكنيسة هناك، لتحدث ضجة كبيرة حوله، وتخلق انقساما حول ازيارة التي رآها البعض وسيلة للتطبيع مع العدو الصهيوني.
"النبأ"، أجرت استطلاعا لرأي بعض النشطاء السياسيين من الأقباط، حول مدى شعبية البابا لديهم، وهل يحظى بنفس شعبية البابا شنودة؟ وما تأثير زيارته الأخيرة للقدس على شعبيته؟
بعض الاقباط يرون أن المقارنة بين البابا شنودة والبابا تواضروس ظالمة خاصة أن شعبية البطريرك يكتسبها بعد مرور العديد من السنوات، بينما يرى آخرون أن البابا تواضروس لا يحظى بنفس الشعبية التى حظي بها البابا شنودة مشيرين إلى أن الزيارة الاخيرة على القدس أسهمت فى إسقاط شعبيته.
وفي هذا السياق قال الناشط القبطى، جرجس بشرى، إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مشهود لها بالوطنية الراسخة طوال تاريخها، كما أن بطاركتها مشهود لهم بمواقفهم الوطنية الثابتة التي هي حصن وصمام الأمن والأمان الذي حمى مصر من تدخلات أجنبية خبيثة لتقسيمها بحجة حماية الأقليات.
وأضاف فى تصريح خاص لـ«النبأ» أنه لو قورن بين شعبية البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث وشعبية البابا تواضروس الثاني فستكون لكل منهما مواقفه الوطنية ودوره في خدمة الكنيسة القبطية والوطن، موضحا أنه حاليا لا يمكن أن تقاس شعبية البابا تواضروس الثاني بشعبية البابا شنودة الثالث، لأن شعبية البابا شنودة الثالث أقوى وأوسع انتشارا خاصة على المستوى الخارجي والعربي وساهم في ذلك طول المدة التي قضاها على الكرسي المرقسي والتي أنجز فيها خدمات جليلة للكنيسة والوطن، لدرجة أن أطلق عليه "فم الذهب"، تشبها بالقديس يوحنا ذهبي الفم.
وأشار إلى أن البابا تواضروس رجل وطني ومواقفه الوطنية الثابتة من ثورة 30 يونيو وانحيازه للجيش المصري، ورفضه لأي تدخلات خارجية بحجة حماية الأقباط عقب حرق الكنائس رفع من شعبيته لدى الأقباط والمسلمين على حد سواء، ولدى قطاع لا بأس به من العالم العربي، مضيفا أن البابا تواضروس هو أحد من رسمهم البابا شنودة الثالث الراحل أسقفا وهو يصف البابا بأنه معلمه ويقتدي دائما به وبمواقفه الوطنية.
وتابع الناشط القبطى أن زيارة البابا الأخيرة للقدس المحتلة أثرت بلا شك على شعبيته خاصة لدى قطاع كبير من العرب والمسلمين، منوها بأن المسلمين والعرب كانوا يتباهون بموقف البابا شنودة الثالث الرافض للتطبيع مع إسرائيل تحت أي مبرر، مضيفا أنه يتوقع زيادة شعبية البابا تواضروس كلما زادت انجازاته وعطاؤه للكنيسة وللقضية الفلسطينية وللوطن، وقال: "لن ينسى العالم كله مقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".
ويقول إسحاق فرانسيس مؤسس «حملة تمرد» القبطية، إنه لو أجريت المقارنة بين شعبية البابا تواضروس والبابا شنودة سنجد أن البابا تواضروس بلا شعبية موضحا أن السبب فى ذلك هو اهتمامه بالرحلات الرعوية إلى الخارج وترك الشعب المصري معتبرا أن وجوده في مصر مجرد "ترانزيت"، على حد تعبيره.
وأضاف فرانسيس فى تصريح خاص لـ«النبأ» أن من بين العوامل الأخرى التى أثرت على شعبية البابا تواضروس هو اختلاطه بالسياسة أكثر من اهتمامه بشعبه من الأقباط والكنيسة، مشيرا إلى أنه كثيرا ما تحدث معه عن مشكلات الأحوال الشخصية ولم يضعها فى الاعتبار على حد قوله، منوها إلى أن الشعب يحب من يرعاه ويهتم به و? يتجاهله.
وتابع قائلا: "البابا شنودة كان ملما بكل صغيرة وكبيرة، ولو رجعنا إلى التاريخ سنجد أن جنازة البابا شنودة حضرها أعداد أكبر ممن حضروا جنازة جمال عبد الناصر منوها إلى أن هذا يؤكد على محبة الأقباط للبابا شنودة.
واختتم فرانسيس حديثه قائلا: "لو عملنا تصويت للبابا تواضروس ? أعتقد أنه يحصل على نصف مليون من بين ملايين المسيحيين"، مضيفا أن زيارته للقدس أثرت على شعبيته وهزت الثقة بينه وبين شعبه وأصبحت فتنة كبرى لأنة سبق وحرمها ولكن حللها لنفسه.
من جانبه يقول نبيل عزمى عضو مجلس الشورى السابق، إن البابا تواضروس جاء بعد الراحل شنودة الذى كان يشغل قلوب وعقول المصريين من الأقباط والمسلمين كما أنه لقب بـ"بابا العرب" مضيفا أن البابا شنودة كان أسقفا للتعليم قبل أن يرسم على كرسى البابوية ويجيد الخطابة والشعر ويملك مفردات اللغة ودراسة الأديان المقارنة، موضحا أن البابا شنودة عندما جاء لكرسي البابوية لم يكن بهذه الشعبية التى حصل عليها فيما بعد.
وأضاف عزمي فى تصريح خاص لـ«النبأ» أن البابا شنودة اكتسب شعبيته فترة بعد فترة معتقدا أنه سيكون هو الحال مع البابا تواضروس لتحقيق شعبية كبرى منوها أن الأقباط يأخذون فترة طويلة للتكيف مع البابا الجديد، موضحا أن البابا تواضروس رجل ذو حكمة وأتى فى ظروف غير طبيعية وذلك بعد حرق الكنائس"، مضيفا أن البابا كيرلس كان لديه شعبية كبرى أكثر من شنودة وتواضروس.
وعن مدى تأثير زيارة تواضروس للقدس على شعبيته أوضح عزمي أن هناك اختلافا كبيرا في المواقف بين البابا شنودة وتواضروس ولكل منهما رةية رافضا مصطلح أنها أفقدته شعبيته، مشيرا إلى أن هذه الزيارة أحدثت نوع الاختلاف حول البابا وأوجدت ردود فعل قوية ضد البابا.
من جانبه قال هانى عزت، رئيس ومؤسس رابطة منكوبى الأحوال الشخصية للأقباط، إن شعبية البابا تواضروس كانت كبيرة جدا إداريا، موضحا أن التيار المتشدد داخل الكنيسة يجعل كل قراراته التى يتخذها خطأ يمارس ضده من أجل إسقاط شعبيته لدى شعبه، مضيفا أنه من الصعب التفرقة بين البابا تواضروس والبابا شنودة.
وأضاف فى تصريح خاص لـ"النبأ" أن البابا شنودة كان يمتلك الكثيرة من الجرأة التى يتفقدها البابا تواضروس ويحتاج إليها الآن، مشيرا إلى أن إذا أردنا المقارنة بين البابا شنودة فلنسأل هل شعبية البابا شنودة أكثر أم شعبية كيرلس، فسنجد أن شعبية كيرلس كانت أكثر محبة لدى الأقباط لأنه كان الرجل الحقيقى.
بينما يقول ممدوح رمزى النشاط القبطى وعضو مجلس الشعب السابق، إنه لا يصح أن نقارن بين البابا تواضروس الذي مر على تولية كرسى البابوية سوى عامين والبابا شنودة الذي ظل على كرسي البابوية لمدة 41 عاما، موضحا أن الشعبية تحكمها السنين فمن الصعب المقارنة بين الاثنين.
وأضاف رمزي فى تصريح خاص لـ«النبأ» أن البابا شنودة كان صاحب رؤية ومتعدد المواهب وكذلك البابا تواضروس رجل وطنى، مشيرا إلى المقارنة بين الاثنين ستكون ظالمة للبابا تواضروس.
وعن تأثير زيارته للقدس على شعبيته أوضح رمزى أن الزيارة ليس لها أى تأثير على شعبية البابا موضحا أنها ليست زيارة وأنها لإتمام وصية وحضور جنازة الأنبا أبراهام.