رئيس التحرير
خالد مهران

مينا أسعد لـ«النبأ»: التظاهر ضد الكنيسة «غير مشروع».. والرقابة على أموالها يخالف «الكتاب المقدس»

مينا أسعد، مدرس اللاهوت
مينا أسعد، مدرس اللاهوت بمعهد الكتاب المقدس

البابا تواضروس الثاني «ديمقراطي».. والمجلس الإكليريكى لا يتستر على الفساد

توجد مؤامرات ضد «البطريرك».. والكاتدرائية لا تحتاج إلى إصلاح

أكد مينا أسعد، مدرس اللاهوت بمعهد الكتاب المقدس، أن الكنيسة تفتح البابا أمام أبنائها جميعا؛ لحل مشاكلهم، منوهًا إلى أن الدعوات الخاصة بتنظيم تظاهرات ضد الكنيسة يوم 15 يناير، لا تهدف سوى لتحقيق نوع من أنواع الشو الإعلامي.

وأضاف أن منسق حركة «تسعة تسعة» لا يمتلك أية مستندات أو فيديوهات تثبت وجود فساد في الكنيسة، لافتا إلى أنه لا يمكن إجبار الكنيسة على فعل أشياء تخالف تعاليم الكتاب المقدس، وإلى نص الحوار:

كيف ترى دعوات التظاهر ضد الكنيسة يوم15 يناير؟
هي مظاهرات غير شرعية، ويقودها أصحاب الفكر الديني غير السليم، وهؤلاء يحاولون كسر تعاليم الكتاب المقدس ومخالفته، كما أن هذه المظاهرات تحمل تطاولا فجا ضد الكنيسة، فالتظاهر ضد البابا مرفوض تماما، كما أن الدعوات بالتظاهر تصدر من أطفال غير متزنين ويطالبون بما لا حق لهم بأسلوب مرفوض وغير لائق.

الداعون لهذه التظاهرة أكدوا أن الكنيسة تخلت عنهم.. تعليقك؟
هذا الكلام عار تمامًا من الصحة؛ فالكنيسة بابها مفتوح لجميع أبنائها، ولا تعطى ظهرها لأحد، كما أنها تبذل المستحيل لمعاونتهم وحل جميع مشاكلهم، والذين يدعون لتظاهرات ضد الكنيسة يريدون أن تخالف الكنيسة تعاليم المسيح والكتاب المقدس، وهذا لن  يحدث.

كيف ترى المطالبات بإجراء انتخابات المجلس الملى والرقابة على الكنيسة؟
هذه مطالبات غير مشروعة؛ فالرقابة علي أموال الكنيسة طلب غرضه التشكيك في الذمم المالية للكنيسة لإشغال الرأي العام، وهو طلب باطل حسب تعاليم الكتاب المقدس، وببساطه تخيل أن رجل وزوجته اختلفا في أوجه الإنفاق، فطلب الأبناء رقابة اتحاد الملاك علي مرتب والدهم، فإن هذا كلام غير منطقي، أما فيما يتعلق بطلبهم الخاص باجراء انتخابات المجلس الملي، فهو طلب مشروع، ولكن المشكلة أن حركة 9/9 طالبت بهذا بشكل فيه تطاول وتجاوز، كما أن الغرض الرئيسي من طلبهم ذلك أنهم يعتقدون أنه إذا تم تشكيل مجلس ملي فاسد سيمرر لهم لائحة الطلاق التي يطالبون بها، والتي تخالف الكتاب المقدس كما حدث عام 1938 عندما تملك المجلس الملي أغلبية فاسدة ووضعوا لائحة باطلة لم يُعمل بها نهائيا.

من وجهه نظرك.. كيف ترى الحركات التي ترفض سياسيات البابا؟
البابا تواضروس الثاني ديمقراطي، ويعلمنا كيف نتقبل الرأي الآخر بمحبة؛ لذا أثق أنه يتقبل كافة الآراء بروح الأبوة ولكن البعض لا يعترض علي سياسات البابا، ولكن يعترض على تعاليم الإنجيل نفسها، ويضع في الواجهة البابا، واعني تحديدا المجموعات التي تطالب بالطلاق والذين يريدون مخالفة الانجيل ويحاولون تصوير الأمر كذبا أنه سياسات كنيسة، فجميع تلك المجموعات الخاصة بالطلاق فشلت في حياتها وتعلق فشلها علي الكنيسة.

الداعون للتظاهرات يؤكدون أنهم يريدون محاربة الفساد داخل الكنيسة.. ما تعليقك؟
هذا كلام عار من الصحة، والشخص الذي يقود حركة «تسعة تسعة»، يحاول الاستعراض، وهدفه الاساسي تنظيم مظاهرة وليس الصلاة داخل الكنيسة كما يردد، ولو افترضنا وجود أخطاء فهناك آليات كنسية يستطيع من خلالها إصلاح هذا الخطأ، وإجراء المحاكمات الكنسية، كما أن الاتهامات الخاصة بوجود فساد داخل الكنيسة هي مجرد افتراءات لإحداث نوع من «الشو الإعلامي»

بعض الحركات القبطية تطالب بإصلاحات كنسية.. ما ردك؟
الكنيسة لا تحتاج إلى أي إصلاح، ولكن هؤلاء يتاجرون بهذه الكلمة من أجل تحقيق مكاسب شخصية ويقولون بخبث عن البابا أنه بابا الإصلاح، والواقع أن البابا رائد للتطوير والتحديث وليس الإصلاح.

مؤسس التظاهرة قال إنه يمتلك بعض المستندات عن كهنة يمارسون الرذيلة والشذوذ.. ما تعليقك على ذلك؟
أعتقد أنها كلها افتراءات وكلام كاذب ولا أساس له من الصحة، ولو كان هذا الشخص بالفعل يمتلك هذه الفيديوهات لتقدم بها للمجلس الإكليريكي، ولتمت محاكمة هؤلاء الكهنة، كما أنني أضع علامات تعجب واستفهام بشأن مصدر هذه الفيديوهات والمستندات.

ولكنه قال إنه تقدم بها للكنيسة ورفضت النظر فيها؟
أشك بشدة فى ذلك؛ لأني أدرك آليات عمل المجلس الأكليريكي فهو غير متهاون علي الإطلاق فى مثل هذه المواقف، ولكن أعتقد أن هناك احتمالين، الأول أن الكنيسة اكتشفت أن هذه المستندات غير صحيحة، والأمر الثاني أنه لم يتقدم بها من الأساس، ولكنى متأكد 100% أن هذه المستندات لا وجود لها من الأصل.

من وجهة نظرك من يحرك هذه الحركة؟ ومن يمولها؟
لا أستطيع تحديد ذلك، خاصة أنني لا أملك أدلة، سوى بعض ما وصل إلي من أن ناشطة تسمي نفسها حقوقيه تقوم بدفع مبالغ طائلة لمعاونة هذه الحركة.

هل تعتقد أن هناك أحد الكهنة يحركها؟
لا أعتقد ذلك، فمن وجه نظري لن يسمح كاهن أن يزج بنفسه فى مثل هذه المواقف والحركات التي تسئ للكنيسة.

هل تعتقد أن الداعين لهذه الوقفة يبحثون عن الشهرة؟
بالطبع فهناك مجموعه منهم تسعى إلى الشهرة والشو الإعلامي

كيف ترى جمع توكيلات لإجراء انتخابات المجلس الملى؟
هذا قانوني، ولكنه ليس صحيحًا «كنسيا»، فالمجلس الملي له تاريخ سوداوي من محاولات عزل بطاركة، وتشريع أمور مخالفة للكتاب المقدس، كما أنني أشك بشدة في تفاعل الشعب القبطي تجاه تلك التوكيلات أو المشاركة في انتخابات تمت بهذه الطريقة.

9/9 هددت أنها ستستمر فى التظاهر ضد البابا؟
عشرون قرنا من الزمان لم يستطع حكام عتاه إجبار الكنيسة علي مخالفة الكتاب المقدس؛ ولذلك لن يكون هناك تأثير لهذه المظاهرات على الكنيسة، وهذه الحركات لا قيمة لها، وقد قال البابا شنودة الراحل أنه لا توجد قوة علي الأرض تجبرنا علي مخالفه الكتاب المقدس، فكيف سيكون لهؤلاء تأثير، فالكنيسة باقية وقوية ولن يجبرها أحد على تنفيذ مطالب تخالف تعاليم الكتاب المقدس.

هل تعتقد أن تنجح التظاهرات فى إجبار البابا لتنفيذ مطالبها؟
لن تنجح نهائيا، فالكنيسة لن تخضع لتنفيذ مطالب تخالف تعاليم الكتاب المقدس.

الحركات القبطية تتهم بعضها بالعمالة.. ما تعليقك؟
هذا السؤال يوجه لمن يقودون هذه الحركات، فأنا لم أوجه أية اتهامات، وكذلك الكنيسة، ولكن بشكل عام، العاجز علميا وفكريا فقط هو من يوجه اتهامات للآخرين، لأنه غير قادر علي الحوار فيلجأ إلى توجيه الاتهامات من أجل إظهاره أنه على حق.

ما حقيقة أن الكنيسة تؤسس حركات لمواجهة الحركات المعارضة لها؟
هذا غير كلام غير صحيح، ومجرد شائعات مغرضة يروجها البعض من منطلق «رمتني بداءها وانسلت»

كيف ترى قرارات البابا وسياسياته داخل الكنيسة؟
أرى أن قرارات البابا جيدة فسياساته الإدارية واهتمامه بتحديث اللوائح بما لا يخالف تعاليم الكتاب المقدس هو مجهود نصلي أن يكلله الله بالنجاح، وندعو له بالحكمة والعون.

هل تعتقد أن هناك مؤامرة تدار ضد البابا والكنيسة؟
نعم.. لا يوجد من يجرؤ أحد على ذلك، فعلى الرغم من وجود العديد من المحاولات التي تحدث من قبل البعض لإحداث مؤامرة ضد الكنيسة والبابا، ولكن هذه المحاولات تفشل، وهناك وعد في الكتاب المقدس مفاده أن أبواب الجحيم لو فتحت فلن تستطيع هدم الكنيسة.