طبيب يحذر مرضى الضغط والقصور الشرياني من «الرجفان الأذينى»
يقول الدكتور حاتم غازي، استشاري أمراض القلب والصدر، إن الرفرفة الأذينية "الرجفان الأذينى"، أو ما يطلق عليه Atrial Fibrillation، هي عبارة عن اضطراب في معدل وسرعة ضربات القلب، ناشئ عن تولد بؤر كهربية متمردة على البؤرة المسئولة عن تنظيم ضربات القلب؛ إذ تقوم هذه البؤر بتحفيز انقباض القلب ولكن بمعدلات أعلى وطريقة غير مضبوطة أوغير منتظمة؛ مما يجعل البطين ينقبض بشكل أسرع وغير منضبط.
ويؤكد "غازي" أن الإحصائيات العالمية، تشير إلى حدوث الذبذبة الأذينية بنسبة تتراوح بين1 و5 فى الألف من كل سكان العالم، وتزيد هذه النسبة مع تقدم العمر، وكذلك عند مرضى ضغط الدم المرتفع، وقصور الشريان التاجى المصحوب بضعف عضلة القلب، ويمكن أن يصاب بها صغار السن أيضا، خاصة فى مصر، حيث ترتفع معدلات الإصابة بالحمى الروماتيزمية فى الصغر؛ مما يؤدى إلى أمراض صمامات القلب الروماتيزمية مثل ضيق أو ارتجاع فى الصمام الميترالى أو الأورطى.
وتصيب أيضا مرضى تضخم عضلة القلب، ومرضى هبوط وظائف القلب، وعند المصابين بنشاط زائد للغدة الدرقية.
وفى 20% من الحالات قد لا يكون هناك أى سبب مرضى ظاهر لحدوثها، وعندئذ تسمى بالذبذبة الأذينية الأولية.
ويضيف استشاري أمراض القلب، أن خطورة الذبذبة الأذينية، أنها تؤدى إلى شبه ركود للدم داخل الأذينين؛ مما قد يتسبب فى حدوث جلطات داخل تجويف الأذينين.
وتكون هذه الجلطات قابلة للمرور مع سريان الدم إلى الشرايين الحيوية بالجسم، حيث يكون هؤلاء المرضى معرضين لمخاطر الجلطات الدموية، المنقولة إلى أعضاء الجسم المختلفة، مثل شريان العين فتسبب فقدان البصر الدائم، أو شريان الكلى؛ مما يؤدى إلى جلطة بالكلى والتى يمكن أن تؤدى إلى الفشل الكلوى.
ويشير غازى، إلى أن أخطر مضاعفات الرجفان الأذينى، أنها تؤدى إلى الإصابة بالسكتة الدماغية (الشلل النصفى)، التى تصيب 3 ملايين شخصًا سنويا بالعالم؛ مما يؤدى إلى خروج مبكر من سوق العمل، وعدم القدرة على الإنتاج، وتحول الشخص من طاقة منتجة فى المجتمع إلى عالة على أهله وذويه حتى الممات.
وينصح "غازي" بتناول أدوية خاصة، تسبب سيولة بالدم؛ لمنع تكون الجلطات داخل الأذينين، مؤكدا أن هذا يعد أهم جزء فى علاج الذبذبة الأذينية، كما يوصي بتناول مضادات فيتامين (ك)، التي تعد من أهم الأدوية التقليدية؛ إذ يمكنها منع تكون الجلطات بكفاءة عالية، مؤكدا أنها تتطلب عمل تحليل دورى كل أسبوعين تقريبا؛ لضبط درجة السيولة، حيث تؤدى زيادة نسبة السيولة إلى نزيف قد تكون عواقبه وخيمة.
من ناحية أخرى، يقول "غازي" إن قلة السيولة قد لا تكون كافية لمنع الجلطات؛ فإن العلاج بمضادات فيتامين K، قد تتأثر فاعليته بتناول أدوية أخرى، أو حتى نوعيات معينة من الغذاء مثل معظم أنواع الخضر الطازجة، التى تؤدى لتقليل فعالية الدواء.
وأكد على ظهور نوعية أخرى من العلاجات المضادة لأحد عوامل تجلط الدم الأخرى، وعلى رأسها عقار زاريلتو (Zarelto)؛ ونظرا لثبات جرعة العلاج فى هذه الحالة، فهى لا تتطلب من المريض إجراء أى تحاليل دورية لضبط معدل السيولة، مشيرا إلى أن نتائج الدراسات التى أجريت على مدى 4 سنوات، وشملت أكثر من 18 ألف مريض من 44 دولة، أكدت فاعلية هذا العلاج الجديد فى منع تكون جلطات المخ لمرضى الذبذبة الأذينية، مع انخفاض واضح بنسبة تزيد على 20% فى حالات النزيف. وهذا العقار متوفر فى مصر وبأسعار معقولة مقارنة بالعقار المستورد من الخارج.
ونتيجة لحدوث آثار جانبية للعلاج الدوائي، من حيث الفاعلية، والكفاءة والأعراض الجانبية يؤكد استشاري أمراض القلب، أنه قد تطور علاج الذبذبة الأذينية، وتم استخدام التدخل الجراحي (مثل عملية المتاهة)، والدراسات الكهروفسيولوجية، وأشعة الراديو لكيّ البؤر النشطة، التي تؤدي لحدوث هذا المرض، ومن أهم هذه البؤر تلك التي توجد في الأوردة الرئوية، وباستراتيجيات متقدمة للكيّ الكهربائى أمكن تحديد مكان البؤر النشطة في الوريد الرئوي، وعزله بما يضمن اختفاء البؤرة تماما ومنع المضاعفات.