رئيس التحرير
خالد مهران

سر فشل «تواضروس الثاني» في تحقيق الوحدة بين «الطوائف المسيحية»

البابا تواضروس
البابا تواضروس

«الوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال في الإيمان، فكر منفتح، وقلب متسع ،وروح المتضرع الذي يحرس النعم والعطايا التي يمنحها الله"، كلمات سطرها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في أحدى عظاته، كما أنه جعل كل شغله الشاغل منذ أن اعتلى كرسي البابوية هو الوحدة بين جميع الكنائس.

محاولات الوحدة بين الكنائس لقت ترحيبا كبيرا من جميع الأطياف المسيحية، كما أن مجلس كنائس مصر سعى إلى تدشين هذه الفكرة ولم يؤتى ثمارها حتى الآن وخاص بعد أن دعى البابا تواضروس إلى توحيد يوم للعيد لجميع الطوائف، مما يؤكد أن هذه المحاولات ستفشل.

ومما يؤكد أن الوحدة بين الطوائف المسيحية لن تتم ما حدث فى محافظة المنيا بعد أن رفض أحد الكهنة الصلاة على جثمانيين لعروسين ماتوا داخل شقتهم فى ليلة الزفاف، وسلطت بعض الكهنة الاتهامات إلى الكنيسة الأرثوذكسية  بأنها لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.

العديد من علامات الاستفهام طرحت حول  هل سيحقق البابا أهدافه فى تحقيق الوحدة بين جميع الطوائف المسيحية؟ أم أن مثل هذه الأحداث تهدد هذه الوحدة وتبشرها بالفشل.

في هذا السياق قال الناشط القبطي جرجس بشرى، أن الوحدة بين الكنائس المصرية كانت بالنسبة لعدد كبير من أتباع الطوائف المسيحية حلما ، كاشفا أنه أول من دعا لتأسيس وحدة للكنائس المصرية عبر مقال صحفي عام 2010، موضحا أنها لاقت ترحيبا كبيرا بين عدد كبير من أتباع الطوائف المسيحية ورجال الدين، كما رحب الراحل البابا شنودة الثالث وقتها وقال أنه سيقوم بدراستها.

وأضاف بشرى في تصريح خاص "للنبأ" أن الطوائف المسيحية كان غالبيتهم ينظرون بنظرة تشكيك في إيمان وعقيدة الآخر ، كما كان بعضهم ينظر نظرة استعلائية للأخر على أنه يملك الإيمان المطلق بالعقيدة المسيحية ، ووصل الأمر من الخطورة إلى تكفير بعض الطوائف للطوائف الأخرى ، منوها إلى أن المسيحية لا يوجد بها «تكفير» من الأساس.

وأوضح الناشط القبطي أن هذه الأفعال أثرت على وحدة الكنيسة التي يجب أن تكون جميع طوائفها أعضاء في جسد المسيح الواحد، مضيفا أن مجلس كنائس مصر ما زال قاصرا وعاجزا على تحقيق الوحدة بين الكنائس وينحصر دوره فقط في بيانات من قياداته وأغلبها بيانات سياسية وبيانات تتعلق بحقوق الأقباط.

وحول رفض الكنيسة للصلاة على جثمان عروسين في المنيا، وما هو مدى تأثيرها على محاولات البابا تواضروس للوحدة بين الكنائس أوضح بشرى، أن ما حدث ضجة مصطنعة ولا جدوى منها وتؤكد على عجز مجلس كنائس مصر طيلة الفترة الماضية عن شرح مفهوم الوحدة بين الكنائس التي يجب أن تنطلق أساسا من الاتفاق على الثوابت الإيمانية والاحترام. مشيرا إلى أن امتناع الكاهن عن الصلاة على عروسين اتليدم بمحافظة المنيا بعد وفاتهما فهو رفض مبرر ويستند إلى أسس عقيدية وطقسية راسخة في الكنيسة الأرثوذكسية ولا علاقة له بالمحب أو الكراهية.

وطالب الناشط القبطي البابا تواضروس أن يسعى إلى إيجاد يوما احتفاليا في السنة للوحدة بين الطوائف يجمع القادة الدينيين وأتباع الطوائف، وأن يؤكد على احترام الطوائف لبعضها البعض، متابعا "أتحدى رجال الدين الإنجيليين الذين زايدوا واتهموا الكنيسة بعدم المحبة واللا إنسانية أتحداهم لو طالب رجل دين إنجيلي أن تصلي عليه كاهن أرثوذوكسية وفي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية"، موضحا إذا لم يتحقق الاحترام بين الطوائف سيفشل البابا فى التوحيد بين الكنائس، مشيرا إلى أن أتباع الطوائف لا يريدون وحدة ديكورية.

من جانبه قال فادى يوسف، مؤسس ائتلاف أقباط مصر، إن هدف البابا تواضروس منذ أن اعتلى الكرسي المرقسى هو الوحدة بين جميع الكنائس المصرية، موضحا أن هذه الوحدة لا تأتى فردية ولكن جماعية، مطالبا جميع رؤساء الطوائف المسيحية الالتفاف حول هدف واحد.

وأضاف يوسف فى تصريح خاص"للنبأ"، أن النقاط المشتركة بيننا كثيرة ونقاط الاختلاف قليلة ولكن في كل طائفة هناك المتشددون فكريا، كما يجب على كل كنيسة تنقية أفكارها من هؤلاء، موضحا أنه طلب من الكنيسة الإنجيلية أن تنتقى من أفكار الطائفيين أمثال قس المنيا الذي قام بالتشهير لكنيسة أخرى دون حق ودون حساب.

وتابع أن الحدث الأخير برفض الصلاة على جثمان عروسين فى المنيا، لن يؤثر على محاولات البابا في الوحدة بين الكنائس، موضحا أن ما حدث موقف فردى، كما أن ما حدث سوف يحل داخل نطاق مجلس كنائس مصر، كما رؤساء الطوائف لا يتأثرون بمثل هذه الأحداث.

وأشار إلى أن ما حدث محاولة فاشلة من راعى الكنيسة الإنجيلية بالقرية بعد تقصيره في حضور مراسم دفن أحد الأشخاص التابعين لطائفته، فقام بالهجوم والتشهير على طائفة أخرى عبر وسائل الإعلام والميديا، مطالبا المشيخة الإنجيلية بمصر في التحقيق مع القس يبوح عازر حول أثارته للفتنة بين الأقباط.