«استشاري أمراض قلب» يكشف أسباب الإصابة بـ «تصلب الشرايين»
يعرف القلب بأنه أقوى عضلات الجسم، فعلى الرغم من كونه بحجم قبضة اليد، إلا أنه يعمل ليلا ونهارا دون توقف، لأن توقفه يعني نهاية صاحبه، ويمكن تشبيهه بمضختين ماصتين تعملان بشكل متوازٍن تماما، ويتراوح عدد ضربات القلب بين 72 و100 ضربة في الدقيقة بالنسبة للرجل العادي، وتزيد عند بذل مجهود غير اعتيادي كالجري أو حمل شيء ثقيل لتصل إلى أكثر من 100 ضربة حسب المجهود ومدته، وتقل في حالة الراحة فتهبط إلى 40، أما إذا زاد عدد النبضات أو نقصت عن ذلك فهذا نذير خطر، يستدعي مراجعة الطبيب المختص.
ويقول الدكتور حاتم غازي، استشاري طب الحالات الحرجة وأمراض القلب، إن تصلب الشرايين أو "التصلب العصيدي" هو مصطلح طبي يطلق على حالة تراكم وتجمع مواد دهنيه متأكسدة على طول جدران الشرايين وتفاعلها مع جدار الشريان، وترسب الدهون وتجمع الصفائح الدموية والمواد الليفية على جدار الشرايين مسببة تضيقها.
ويضيف، ومع مرور الزمن وتراكم المواد الدهنيه التي تصبح كثيفة وقوية تضيق الشرايين، وبالتالي تفقد ليونتها ومرونتها وربما انسدادها، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان للعضو الذي يغذيه، فيؤدي ذلك إلى ضعف حيوية ووظيفة هذا العضو. أما إذا حصل انسداد كامل للشريان فهذا يؤدي إلى موت العضو أو الجزء المعتمد على هذا الشريان، كما يحدث عند موت جزء من عضلة القلب نتيجة انسداد الشريان التاجي الذي يغذي هذه العضلة، وقَد يسبب الانسداد في نهاية الأمر حدوث نوبة أو سكتة قلبية.
وأشار "غازي" إلى إمكانية أن يؤثر التصلب في شرايين أي جزء من أجزاء الجسم، وتكون أكثر حالاته خطورة عندما يسد شرايين القلب أو الشرايين التي تغذي الدماغ؛ إذ يبدأ التصلب عادة بمجرد فقدان الشريان خاصيته ووظيفته الأساسية في الانبساط والانقباض مع تغير الدورة الدموية، نظرا لوجود الترسبات الدهنيه والمواد المؤكسدة والعوامل الأخرى المساعدة على التصلب في جدار الشريان، حيث يتكون نتوء يشبه التلة يؤدى إلى ضيق الشريان مع مرور السنين، ومع تقدم الحالة والإهمال في عدم إتباع النصائح المفيدة في التعامل مع هذه الحالات، قد يصل الأمر إلى انسداد تام في الشريان، إلى جانب حدوث أعراض مرضية تختلف باختلاف مكان الشريان المسدود؛ فإذا انخفض جريان الدم في شرايين الساقين مثلا قد يؤدي ذلك إلى جلطة في الأطراف السفلية، ومعها سيشعر المصاب بألم عند المشي يعرف بالعرج، أو يصاب بأمراض الشريان التاجي، أو جلطة الدماغ.
أما عن الأسباب المساعدة في الإصابة بمرض تصلب الشرايين فيؤكد استشاري أمراض القلب أنها تنقسم إلى قسمين؛ الأول مفروض علينا وغير قابل للتعديل والتغيير، ويشمل التقدم في السن, فكلما تقدم السن زاد خطر الإصابة بتصلب الشرايين، العِرق, حيث أظهرت الدراسات أن بعض المجموعات العرقية أكثر عرضة من غيرها للإصابة بتصلب الشرايين مثل الزنوج، العوامل الوراثية التي تلعب دورا مهما، حيث تلعب حالة الوارثة المعروفة بفرط شحمية الدم والتي تسبب ظهور مستويات عالية من الدهون في الدم، وهذه الحالة تزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، الجنس حيث يعد الرجال أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين من النساء، إذ أن النساء لديهن حصانة طبيعية قبل سن اليأس نتيجة إفراز هرمون الأستروجين، وبعد سن الخمسين يتساوى الجنسان في احتمالية التعرض للإصابة.
أما القسم الآخر من هذه العوامل فيوضح أنها التي نستطيع السيطرة عليها والتحكم بها وبذلك نقلل من خطر هذا المرض القاتل، ويشمل السمنة المفرطة ويمكن تجنبها بإتباع نظام غذائي صحي مفيد ومتوازن، وبالتمارين الرياضية يوميا كالمشي مثلا والتحكم بالوزن، الكوليسترول العالي ويمكن تجنبه بعدم الإكثار من المأكولات الدهنية خصوصا الحيوانية منها. وعوامل أخرى مثل التدخين, ارتفاع ضغط الدم, مرض السكري الذي يمكن علاجه والتحكم به، بل يمكن تجنبه إذا كان من النوع الثاني.
وأوضح "غازي" أن الإصابة بمرض تصلب الشرايين تؤدي إلى حدوث عدة مضاعفات منها حصول أمراض القلب مثل جلطة القلب أو الذبحة الصدرية, السكتة الدماغية, الإصابة بجلطة الشريان المغذي للأطراف السفلية, ارتفاع ضغط الدم، ضعف حيوية ووظيفة أعضاء الجسم المختلفة مثل ضعف الحركة، أو حدوث ضعف في الإبصار، ووظائف المخ العليا مثل ضعف الذاكرة.