شبح الإهمال يطارد «آثار الغربية».. وسرقة المتاحف التاريخية «عينى عينك»
تتميز محافظة الغربية بتاريخها العريق، حيث ظلت تمارس دورًا مهمًا فى تاريخ مصر طوال العصور المختلفة نتيجة لموقعها الاستراتيجى فى وسط الدلتا.
وتعد قرية «صالحجر» التابعة لمركز ومدينة بسيون بمحافظة الغربية من أهم القرى الأثرية بالمحافظة، حيث يوجد بها منجم أثرى كبير، ويتعدى عمر هذه القرية 7 آلاف سنة، ويرجع تاريخها إلى الأسرة 26 فى العصر الفرعونى، حيث كانت عاصمة مصر الرومانية وأكبر ممر تجارى فى العهد الإسلامي.
ولا يختلف الأمر كثيرا داخل معبد «بهبيت الحجارة»، أحد أهم المواقع الأثرية بمركز «سمنود» والوجه البحرى، وتتضح أهميته من خلال الأحجار الجرانيتية الضخمة بمختلف أنواعها التى تم بناؤها بها، وله قيمة تاريخية باعتباره من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى تميزه بجمال نقوشه التى تمثل العديد من الطقوس المختلفة فى معبد «إيزيس».
الا أن هذه المناطق الأثرية الهامة أصبحت أماكن مهجورة تعانى من الفوضى العارمة والإهمال الشديد من المسئولين، حيث تسكن هذه المعابد الحيوانات والكلاب الضالة وتملؤها الحشائش والأعشاب، وتنتشر فيها «أكوام القمامة» من كل جانب، فضلا عن كثرة عمليات التنقيب غير المشروعة لنهب الآثار النادرة التى تركت عرضة لعوامل التعرية ومياه الأمطار والعوامل الجوية لتنخر فى تاريخ مصر، واكتفى المسئولون بوضع لوحة مكتوب عليها "ممنوع الاقتراب أو البناء منطقة الأثرية".
أما عن الآثار الإسلامية فى المحافظة فانها أيضا لا تختلف كثيرًا من حيث الإهمال عن الآثار الفرعونية؛ حيث أكد بعض الأثريين بالغربية، أن الآثار الإسلامية لا تلقى اهتماما من المسئولين، خاصة آثار قرية «إبيار» وجامع البجم وسبيل رمضان وزاوية الشريف ومدرسة الأمير محمد بن بغداد بقرية محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا، وسيدى عز الرجال، وكذلك سبيل على بك الكبير، وأغلب تلك المواقع تحتاج إلى ترميم عاجل وسريع ومعرضة للانهيار والمشكلة الأكبر أنه لا توجد ميزانية لذلك.
الغريب فى الأمر، أن محافظة الغربية، يوجد بها متحف أثرى من أكبر المتاحف بوسط الدلتا، إلا أن حاله أيضا لا يختلف كثيرا، فقد أصبح هذا المتحف «مبنى» يسكنه الموظفون والأثريون.
أنشئ متحف طنطا عام 1990 وتم إغلاقه للتطوير عام 2000، ومنذ ذلك الحين لم يتم افتتاحه حتى الآن بعد مرور ما يقرب من 15 عاما على إغلاقه دون سبب معلوم.
ويتكون المتحف من خمسة طوابق خصصت من الأول حتى الرابع لعرض القطع الأثرية أما الطابق الخامس فيحوى المكاتب الإدارية ومخزنًا وقاعة للمؤتمرات.
ويحتوى المتحف على قطع فنية ومعمارية تمثل حضارة مصر فى العصور الفرعونية واليونانية الرومانية والمسيحية والإسلامية، ولا يعد المتحف متحفًا إقليميًا؛ فهو يحوى قطعًا فنية من خارج محافظة الغربية.
وطالب عدد كبير من أبناء محافظة الغربية بالتدخل الفورى من اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، للعمل على إيجاد سبل سريعة لتطوير هذه المناطق والاستفادة منها وعمل مزارات سياحية فى هذه المناطق، وكذلك طالبوا بتوفير اعتمادات مالية للإسراع فى عمليات الترميم الخاصة بالآثار الإسلامية التى تحتاج إلى «ترميم عاجل».