رئيس التحرير
خالد مهران

اشتعال حرب «لا طلاق إلا لعلة الزنا» بين تواضروس و «رجالة» شنودة

النبأ

«لا طلاق إلا لعلة الزنا» مقولة كان يرددها دائما الراحل البابا شنودة، وكانت سيفا مسلطا على رقاب من يطالبون بالطلاق أو تعديل لائحة 38، سنوات طويلة ظل جميع الأقباط مقيدين بهذه المقولة فكان دائما يواجه بها البابا من يطالبون بقانون للأحوال الشخصية، وأن الطلاق يخالف الكتاب المقدس وأن « لا طلاق إلا لعلة الزنا» نصا ذكر مرات كثيرة في الإنجيل.


إقناع الأقباط

ظلت هذه الجملة يرددها كثير من الكهنة والقساوسة لإقناع الأقباط، وأن الطلاق مرتبط بشروط مقدسة ولا يجوز تجاوزها، فيما ظل من يطالبون بتعديل الأحوال الشخصية سنوات عديدة فى صدام مع الراحل شنودة حتى طفح على السطح الكثير من المشاكل المتعلقة بالأقباط فيما يتعلق بالطلاق دون.


مقولة وليست نصا

ولكن بعد سنوات وصدام مستمر يبدو أن أزمة الطلاق لدى الأقباط وجدت حلا  وخاصة عندما فجر البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ، مفاجئة فى أحدى حواراته الصحفية بأنه « لا طلاق إلا لعلة الزنا» ليست أيه  ولكنها مقولة كتبها البابا شنودة الثالث في أحد مقالاته، وليست هناك آية تقول ذلك، ولكن هناك آيات تشير إلى ذلك.


تحريف الانجيل

تصريحات «تواضروس» أثارت الكثير من الجدل لدى الكثير من الأقباط، واعتبرها البعض أن هذا يعد اتهاما للراحل شنودة  بتحريف الإنجيل وأنه ظل طوال فتره تولية كرس البابوية يضحك على الشعب القبطي، فيما اعتبرها البعض من طالبي الطلاق بأنه نصره لهم لأنه كثيرا ما كانوا يقولون أنه لا يوجد نصا لذلك.


شنودة يرد

جدل جديد طرح على الساحة بسبب تصريحات البابا ، ويبدو أن البابا شنودة كان يتوقع أن يحدث ذلك، فكان الراحل شنودة صرح في أحد لقائته التليفزيونية عام 2010 قائلا:«المسيح قال خلال عظته على الجبل، والتي تعتبر دستور المسيحية، إنه لا طلاق إلا لعلة الزنا، وأن هذه الآية وردت بالإنجيل أربع مرات، ومن يقول غير ذلك يحتاج إلى قراءة وفهم الإنجيل جيدًا».


تصريح شنودة أيضا يوجه الاتهام إلى تواضروس بأنه يحتاج إلى قراءة وفهم لإنجيل جيدا، وخاصة أن تواضروس دائما كان يفتخر دائما بأنة أحد تلاميذ البابا شنودة، ولكن تصريحات تواضروس تطرح العديد من التساؤلات هل ما قاله يؤكد أن شنودة حرف الكتاب المقدس؟ ويفتح الباب أمام هل الأقباط تحتاج إلى التنقيب عن الأفكار المغلوطة التي روجها الكهنة وبعض الاساقفة؟


أول من انفردنا بذلك

في هذا السياق، قال هاني عزت، مؤسس حركة منكوبي الأحوال الشخصية، أن الرابطة أول من انفردت منذ بداية حملتها وتكوين رابطة منكوبى الاحوال الشخصية فى 2009 بذلك، مضيفا أن  الرابطة أعلنت بدراسات مستفيضة ومن تاريخ الكنيسة ومن الكتاب المقدس أن مقولة« لا طلاق إلا لعلة الزنا» هرطقة والمسيحية بريئة منها تماما، منوها إلى أن المسيح جاء بتعليم وليس بتشريع.


وأضاف عزت فى تصريح خاص لـ«النبأ» أن ما أعلنه البابا تواضروس هو حقيقة وموثقة، موضحا  أن هذه الهرطقة فعلا منسوبة للبابا شنودة فقط دونا عن اى بطاركة قبله، مشيرا إلى أن شنودة الغى جميع اللوائح التي كانت تبيح الطلاق لأسباب بعينها مثل الجنون والشذوذ الجنسى والسجن واستحالة العشرة واستحكام النفور.


الضحك على الأقباط

 وتابع « مقولة لا طلاق إلا لعلة الزنا تثبت تماما انه  تم الضحك على المسيحيين » مضيفا أنهم صاروا ورائها كالقطيع دون قراءة سليمة للكتاب المقدس، مشيرًا إلى أنه جاء الوقت لتأكيدها والاعتراف بها متابعًا بقول الإنجيل «لا خفى لا يعرف ولا مكتوم لا يستعلن»، متمنيا أن يكون البابا أكثر حزمًا فى إصدار لائحة الأحوال الشخصية المصدق عليها من المجمع المقدس، وأن يكون مواكبا للعصر الحالى .


وأوضح عزت، أن  الآية الحقيقية هى «من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزنى»، مضيفا أن الترجمة الحقيقية لكتاب الطلاق الذي ذكر في الإنجيل فى الهجر، وفى أيام موسى النبي، هو كتاب عفة الزوجة، وليس معناه الطلاق.


نصا وليست مقولة

من جانبه أعرب الناشط القبطى جرجس بشرى عن دهشته من تصريح البابا تواضروس الثاني في احد الحوارات الصحفية بأن عبارة لا طلاق إلا لعلة الزنا "مقولة للبابا شنودة "، مؤكدا ً أن هذه العبارة عبارة عن جزء من آية من الأنجيل المقدس وتعاليم السيد المسيح خاصة في الموعظة على الجبل وقد وردت في أكثر من أنجيل ، مشيرا إلى أن هذه العبارة رددها من قبل في 2015 ،الأنبا باسيليوس المقاري أحد تلاميذ الأنبا متى المسكين كما رددها الأنبا بولا نفسه من قبل، منوها إلى أن  الكتاب المقدس  كان واضحا وصريح في هذا الأمر.


وأضاف بشرى لـ«النبأ» أن قداسة البابا شنودة الثالث وقف في مواجهة السلطة على خلفية القرار الصادر من المحكمة الإدارية العليا بإلزام الكنيسة بالزواج الثاني للمطلق قائلا :«لا توجد قوة على الأرض تجبرنا على تغيير حرف واحد من الإنجيل أو الكتاب المقدس مع خضوعنا لأحكام القضاء في الأمور المدنية»، مضيفا أنه  كان قد صرح من قبل في حوار تليفزيوني في يوليو 2010 لبرنامج "قلب مصر " على فضائية نايل لايف قائلا : أن «لا طلاق إلا لعلة الزنا وردت في الإنجيل أربع مرات ومن يقول غير ذلك يحتاج إلى قراءة وفهم للإنجيل جيدا ً».


تواضروس انقلب على شنودة

وأشار بشرى إلى أن البابا تواضروس الثاني دائما ما يصرح بأنه تتلمذ على يد البابا شنودة الثالث، فكيف تتلمذ على يديه وفي ذات الوقت انقلب على تعليمه في هذه النقطة، منوها إلى أنه معروف جيدا عن البابا شنودة الثالث أنه لاهوتي كبير ومن أعظم اللاهوتيين على مستوى العالم، وحفظ الإيمان الصحيح للنفس الأخير، ولم يفرط لحظة في تعاليم الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية تحت اي ضغط لدرجة انه لقب بــ«فم الذهب»، مضيفا أن البابا شنودة أكد على انه لا طلاق إلا لعلة الزنا من مرجعية إنجيلية وأبائية، ولم تكن هذه العبارة من  عنده كما انه شرحها بالتفصيل في كتابه "شريعة الزوجة الواحدة".


كما أعرب بشرى عن دهشته أيضا من تصريحات البابا تواضروس التي لا تبيح الطلاق إلا بالإلحاد ، متسائلا كيف يؤتمن الأولاد على التعليم الصحيح واحد والديهم لا يؤمن أصلا بالله بل رفضه، مضيفا أن الإنجيل والآباء يؤكدون على أن تغيير الملة أو الطائفة أوالدين مبررا للطلاق واحد أسبابه، فما بالك بمن لا دين له ولا ملة ولا طائفة.