رئيس التحرير
خالد مهران

فوزي برهوم: التقارير الأمنية «المفبركة» وراء شائعات تورط حماس فى العمليات الإرهابية.. «حوار»

المتحدث باسم حركة
المتحدث باسم حركة حماس

قال «فوزى برهوم»، المتحدث باسم حركة «حماس»، إن الاتهامات الموجهة للحركة بالوقوف وراء اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام الراحل، هى اتهامات لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن الحركة أوضحت للسلطات بالقاهرة، أنها لا تتدخل مطلقًا فى الشئون الداخلية المصرية.

وأوضح «برهوم»، أن حركة حماس لا ترتبط إداريا أو تنظيميا بجماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن الأوضاع فى غزة فى غاية الخطورة، وإلى نص الحوار:

كيف ترى اللقاءات الأخيرة بين الأجهزة الأمنية بالقاهرة وحركة حماس؟ 
زيارة حماس لمصر كسرت حاجز الجليد بين الطرفين، وعنونت لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بعد أن عمل كثيرون من أعداء حماس وخصومها على تعميق الهوة وتغذية الخلاف الذى لم نر له مبررا أصلا بين حماس والسلطات المصرية؛ لأن حماس عندها مبدأ ثابت، وهو أنها تحترم الدول وسيادتها على أرضها، وأنها لا ولن تتدخل فى أى شأن داخلى لأى دولة وعلى رأسها مصر؛ لأننا نعتبر استقرار وأمن مصر مصلحة لفلسطين ولغزة تحديدا.

هل شملت اللقاءات فتح معبر رفح ودخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة؟
‏تمت مناقشة قضايا كثيرة وعلى رأسها حاجة غزة لفتح المعبر، وفك الحصار، ودخول المساعدات إلى القطاع، وضبط الحدود، والأمر بحاجة بالتأكيد إلى مزيد من اللقاءات من أجل مناقشة كافة القضايا المطروحة، ولن ننقطع فى التواصل مع السلطات المصرية وتوضيح مواقفنا لها رسميا من كافة القضايا ونطمح فى إقناع السلطات المصرية فى تغيير موقفها من الحركة، بما يضمن تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الجيدة والتى تخدم المصالح المصرية والفلسطينية لأن المستفيد الوحيد من هذا التصعيد هو العدو الإسرائيلى.

هل علاقة حركة حماس بجماعة الإخوان هى سر أزمتها مع مصر؟
‏لا أعتقد ذلك.. لأن الحركة أكدت للأشقاء المصريين مرارا وتكرارا أن حماس غير مرتبطة إداريا وتنظيميا بحركة الإخوان المسلمين فى مصر، ولا تتلقى منها أى أوامر، ولكن سبب الأزمة هى التقارير الكاذبة والمفبركة من جهات عديدة تتحدث عن تدخلات أمنية لحماس فى أحداث سيناء، وهذا ما نفاه وفد الحركة تماما وتهدف هذه الجهات إلى تعميق الهوة وإحداث وقيعة بين السلطات المصرية وحماس.

كيف ترى اتهام حركة حماس بالتورط فى اغتيال هشام بركات؟
‏هذه الاتهامات عارية من الصحة تماما، ونحن نستغرب ونستهجن مثل هذه التهم فى ظل بداية تحسن العلاقة مع السلطات المصرية وتأكيدات الحركة على أنها لا ولن تتدخل فى الشأن المصرى الداخلى ومعركتنا فقط فى فلسطين المحتلة ومع العدو الإسرائيلى وأن حماس لن تنجر إلى أى مناكفات إعلامية مع مصر، ومازلنا نطمح إلى إحداث تغير إيجابى فى المواقف المصرية الرسمية تجاه حماس وغزة وتجاه القضية الفلسطينية.
 
هل هناك من يحاول تعكير الصفو بين حركة حماس و القاهرة؟
‏جهات عديدة ساهمت فى هذا الاتجاه، وتحديدا تيار فى حركة فتح والعدو الإسرائيلى وتيار فى مصر لا يرغب فى أى تحسن فى العلاقة بين مصر وحماس.

هل تنوى الحركة إعادة فتح مكتبها السياسى بمصر؟
‏لا يوجد أصلا لحماس مكتب فى مصر بل كان بيتا للدكتور موسى أبو مرزوق يقيم فيه.

كانت هناك حكومة وفاق قبل عملية الجرف الصامد ما سر عدم تفعيلها؟
‏للأسف الشديد الرئيس أبو مازن لم يتعامل بأى جدية ولا موضوعية لإتفاقيات المصالحة السابقة، وعمد على تعطيل الحكومة ومنعها من تسلم مهامها ومنعها من تسلم الوزارات فى غزة وعمل على تعطيلها وتحجيم صلاحياتها وتعطيل المجلس التشريعى وتعطيل مؤسسات منظمة التحرير فهو له دور رئيسى فى إفشال اتفاق المصالحة وعلى رأسها حكومة الوفاق.

هل هناك أطراف عربية حريصة على اتمام الحوار والمصالحة بين حماس وفتح؟
‏ما من شك أن الأطراف العربية حريصة على إتمام المصالحة وإنهاء الإنقسام وبالتأكيد القاهرة دورها رئيسى فى هذا الموضوع وهى أيضا من رعت هذا الملف وملفات فلسطينية أخرى منذ البداية وقطعت القاهرة شوطا طويلا فيه وأى دور لأى طرف عربى هو دور مكمل ومتمم لدور مصر.

 ماذا عن ملف المعتقلين السياسيين الذى يشعل الصراع دائما بين فتح وحماس؟
‏هذا الملف على رأس أولويات حماس دائما وفى كل نقاش وحوار؛ لأن المصالحة يجب أن تضع حدا للاعتقالات السياسية، والتنسيق الأمنى بين السلطة والعدو، ولا يوجد فى غزة اعتقالات سياسية على عكس ما يجرى فى الضفة.

 هل المقاومة مازالت ترى أنه لابد من وقف التنسيق الأمنى مع الصهاينة؟
‏هذا مطلب كل فلسطينى، وليس مطلب حماس وحدها، وهو ما أكدت عليه كل الفصائل فى حوارات القاهرة منذ عام 2009، خاصة أن التنسيق مع الصهاينة يعد خيانة وطنية؛ فبقاء التنسيق الأمنى بين السلطة الفلسطينية والعدو، هو أكبر خطر على الشعب الفلسطينى ومقاومته.
 
كيف ترى الحركة انتفاضة السكاكين والاتهامات الموجهة لها؟
انتفاضة السكاكين هى نتيجة طبيعية لوجود الإحتلال وجرائمه البشعة بحق أهلنا وشعبنا فى الضفة والقدس والمطلوب أن ينخرط فى هذه الانتفاضة المقدسة (انتفاضة القدس) كل قطاعات شعبنا وفصائله وأما بالنسبة لحركة حماس فهى موجودة على رأس أبناء شعبنا وفى مقدمة المدافعين عن أبناء شعبنا وحقوقه وثوابته وتعمل بكل قوة من أجل استمرار هذه الانتفاضة وتطويرها ومن أجل ذلك تدفع الحركة الثمن غاليا من خلال الاستهداف المزدوج لها ولشبابها ولقياداتها من قبل العدو الإسرائيلى والسلطة الفلسطينية.

ما موقف الحركة من الحرب فى سوريا والعلاقة مع إيران؟
نحن لسنا طرفا فى أى محور ضد محور آخر ومدى قربنا من أى دولة هو بمدى قربها من القضية الفلسطينية ودعمها للشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة ونسعى إلى حشد الجميع من أجل دعم قضية فلسطين.

هل بالفعل هناك مفاوضات بين المقاومة والصهاينة لتمديد الهدنة مقابل فتح المطار والمعابر؟
أفكار كثيرة كانت تطرح على الحركة من جهات عديدة كانت تزور غزة وتلتقى بقيادة حماس السياسية ولكنها لم ترتق إلى درجة المفاوضات ولم تأخذ مطلقا الطابع الرسمى، هم لم يأتوا مبعوثين من الجانب الصهيونى بل كانوا يطرحون أفكارًا ذاتية وليس بشكل رسمى، وهذا كان فى فترة سابقة ولم يترتب عليه أى جديد.

هل بالفعل ظهرت "داعش" بداخل قطاع غزة؟
هذا كلام غير صحيح ولا يوجد تنظيم لداعش فى غزة بل بعض الشباب متأثر بهذا الفكر المنحرف والمتشدد وتم وضع برنامج شامل لمعالجتهم والتعامل معهم، هناك برنامج متكامل أمنيا واجتماعيا ودينيا وثقافيا وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية للعمل على إصلاح هؤلاء وتثقيفهم وإعادة دمجهم فى المجتمع وحقق هذا البرنامج نجاحات كثيرة.
 
ماذا عن الأوضاع الإنسانية بداخل قطاع غزة وماذا تحتاج الحركة لإعادة الحياة لطبيعتها؟
الأوضاع فى غزة فى غاية الخطورة والأوضاع الداخلية فى الإقليم تلقى بظلالها على قضية غزة المحاصرة ومن هنا تسعى الحركة إلى إنهاء هذا الحصار وإنجاز المصالحة وإقناع كافة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولى للعمل على فك الحصار.

ما آخر تطورات فى ملف الأسرى الإسرائيليين؟
بالنسبة لأسرى العدو لا يوجد أى مفاوضات حتى الآن بهذا الخصوص، ولا جديد بهذا الملف، من المبكر الحديث فى أولويات للحركة فى قوائم الأسرى، إذا ما حدثت عملية تبادل للأسرى.

ما أبرز المشكلات الحياتية بقطاع غزة حاليا؟
مشكلة عدم دخول مواد البناء من أجل إعادة الإعمار، والمعبر المصرى المغلق والبطالة، والوضع الصحى الصعب، حيث لا ينقل الفلسطينيون للعلاج بالخارج إلا عندما يفتح المعبر أحيانا.

هل تتعرض نشاطات حركة حماس فى الضفة الغربية بالفعل لقيود؟
الحركة فى الضفة الغربية، تتعرض إلى استهداف مزدوج من قبل السلطة والاحتلال سواء بالاعتقالات اليومية والتعذيب والاختطاف وإغلاق المؤسسات والتعاون الأمنى بين السلطة والعدو لاستئصال حماس وإخراجها من المشهد الفلسطينى كونها فقط مصرة على المقاومة واستمرارها، ونحن نتحدث عن مصالحة شاملة وحكومة ترعى مصالح شعبنا سواء فى غزة أو فى الضفة وبالتالى المصالحة بكافة ملفاتها بما فيها إنهاء الإعتقالات السياسية والمصالحة المجتمعية وتسوية الأوضاع فى الضفة وغزة.
 
كيف ترى قضية الغاز المنهوب من مياه قطاع غزة ومعاناة الصيادين؟
العدو الإسرائيلى دأب على نهب كل ثروات شعبنا مستغلا اتفاق أوسلو المشئوم بينه وبين السلطة الفلسطينية، وللأسف السلطة برئاسة أبو مازن لا تقوم بواجبها تجاه حماية مقدرات شعبنا وحقوقه، ومن هنا استمر الغول الصهيونى على غزة، وعلى الصيادين وعلى الأرض الفلسطينية، وهذا كان سببا رئيسيا فى انفجار الأوضاع فى الضفة الغربية.