"السلطة" قاسم مشترك بين الشعوب على مر العصور
منذ قرون بعيدة أدخل الإنسان في نظامه الغذائي الخضر والفاكهة بأصنافها المختلفة، فقبل اكتشافه النار، كان يتناولها نيئة دون طهو، ومع تطوره بدأ يطبخها ويتفنن في وصفات إعدادها.
وبالرغم من ذلك حافظ الإنسان على تخصيص جزء من وجباته اليومية للخضروات، وبدأ يخلط الأصناف بعضها مع بعض، ويدخل عليها مكونات جديدة تزيدها غنى، وهكذا ظهرت السلطات البسيطة في بادئ الأمر ثم السلطات الساخنة ثم المركبة.
واحتلت السلطات مكانة مهمة في قوائم الطعام المختلفة في شتى المطابخ ومختلف الثقافات، وتعددت الأصناف حتى تناسب جميع الأذواق.
كما بدأت تظهر السلطات الغربية الجديدة التى تمزج بين النكهات المختلفة، وكان ذلك جراء إلتقاء ثقافات مختلفة من بلاد مختلفة، فبدأت مخيلة الطاهى الماهر الواسعة بالمزج بين النكهات المختلفة ووضعها في نفس الوصفة مثل "السلطة الحلوة المرة".
ووجود النكهات الجديدة وأحيانا المتضاربة كان من خلاله إستعمال المواد الجديدة "مثل المواد المستوردة من الشرق الأقصي"، أو الفاكهة الإستوائية كـ "الموز والمانجو والبابايا".
أما السلطات الساخنة فتضمنت مكونات أضيفت إلي باقي المكونات الباردة، بعد شيها أو سلقها أو قليها، مثل سلطة الدجاج أو الجبنة.. ولاقت هذه الأصناف نجاحا كبيرا إذ تحصل علي نكهة جيدة وعالية، إذا رفعنا من نكهة صلصة السلطة بإضافة خواص الدجاج مثلا، أو نكهة الجبنة المشوية في الفرن إليها.
ومهما كانت الأصناف بسيطة أو مركبة أو ساخنة، فيجب دائما أن تكون السلطة راحة للعين قبل الفم، ويجب أن يكون طبق السلطة مثل لوحة فنية صغيرة تلعب داخلها بألوان المواد المستعملة مظهرين المواد الأساسية بقوة، وأهم شئ أن تكون المواد طازجة، وأن تكون الصلصة المستخدمة طازجة.
ولا يجب أن ننسي أن أول طبق يقدم للضيوف بين جميع شعوب العالم هو السلطة، لذلك يجب الاعتناء بظهوره في أفضل شكل وأشهى مذاق لكسب رضا الضيف من البداية.
ويشار إلى أنه لا يوجد حدود لأصناف السلطة التى يمكن لشخص إبتكارها.