حقيقة « تحريم » أكل «الفسيخ» في شم النسيم

قبل ساعات من احتفال المصريين بعيد شم النسيم، ظهر جدل بين علماء الدين حول مدى تحريم أكل الفسيخ من عدمه، حيث انقسم العلماء إلى فريقين، الأول يؤكد جواز أكل الفسيخ بضوابط شرعية وصحية، والثاني يؤكد حرمة أكل الفسيخ في العيد.
وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن أكل السمك «الميت» مباح بإجماع الفقهاء، لأنه لا ينطبق عليه حكم أكل الميتة، مشيرا إلى أن المشكلة في الأسماك المملحة، لافتا إلى أن أكلها من عدمه يتوقف على رأي الأطباء وأهل التخصص، فإذا كان الضرر خفيفا وبتأكيد أهل الاختصاص أيضاً، فيصبح الحكم الشرعي هنا هو «الكراهية»، مؤكداً أنه من الأفضل تناول الأسماك الطازجة فقط يوم «شم النسيم» والابتعاد عن الأسماك المملحة أو الفاسدة، التي لا تتناولها الدول المتقدمة لما تؤدى اليه من أضرار، إضافة إلى نسبة الأملاح الزائدة فيها.
أما الشيخ
عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر، فأكد أنه لا يمكن القول
بتحريم تناول الفسيخ أو الرنجة أو الأسماك المملحة، وإنما من الأفضل أن يتناول
المواطنون الأسماك الطازجة فى هذا اليوم.
في سياق متصل حرّم مشايخ السلفية
أكل «الرنجة والفسيخ» ،حيث أفتى الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، على
موقع «صوت السلف» بتحريم أكل سمك الرنجة، وأضاف برهامى: «الفسيخ المنتن»، إذا كان يضر
فأكله محرم؛ لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى الصيد: «إِذَا رَمَيْتَ بِسَهْمِكَ
فَغَابَ عَنْكَ فَأَدْرَكْتَهُ فَكُلْهُ مَا لَمْ يُنْتِنْ»، وإذا كان «نتنه» يسيراً
لا يضر فى الغالب، فأكله مكروه وليس بمحرم، ولا بأس من أكل السردين المملح، دون ربطه
بأيام معينة كـ«شم النسيم» أو غيره.
أما الدكتور عبد الغني سعد أستاذ
الفقه بجامعة الأزهر، فقال أن فقهاء المذاهب الأربعة ذهبوا إلى طهارة الصغير من الفسيخ،
لأنه معفو عما في بطنه لعسر تنقيته مما فيه، مشيرا إلى أنهم اختلفوا في أمر الفسيخ
الكبير على قولين، الأول:
أنه طاهر، وبه قال الحنفية، والحنابلة، وبعض المالكية، وجماعة من المعاصرين، والثاني:
أنه نجس، وبه قال جمهور المالكية والشافعية خلافاً للسيوطي، لافتا إلى أن سبب الخلاف
يرجع إلى أن الفسيخ - غالباً - لا يستخرج ما في بطنه، إضافة إلى ما يخرج منه بعد تمليحه
هل هو دم أم لا؟ وإذا كان دماً فهل هو طاهر أم نجس؟
أما دار الإفتاء المصرية
فأكدت على أن أكل الفسيخ جائز شرعا ما لم يترتب على أكله ضرر، لافتة إلى أن الاحتفال
بشم النسيم "مباح"، وكذلك الخروج إلى المتنزهات والأماكن العامة بشرط الالتزام
بآداب الإسلام.
وأكدت دار الإفتاء فى فتوى لها، أن الإسلام لا يعرف سوى عيدين؛ هما عيد الفطر وعيد الأضحى، مشيرة إلى أن المشاركة فى يوم شم النسيم والخروج للحدائق العامة والمتنزهات وشم الزهور والورود التي تتفتح، أمر مباح، مضيفة أن هذه الأمور تأتى من باب العادة، ويجوز المشاركة فيها بشرط الالتزام بالضوابط والآداب العامة، مؤكدة أن أكل الفسيخ والرنجة حلال.