رئيس التحرير
خالد مهران

«الأوقاف» ..تهدي كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام» للبابا تواضروس

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف


في إطار تجديد الخطاب الديني، وتعميق مبدأ المواطنة التى نص عليها الدستور، تطرح وزارة الأوقاف قبل شهر رمضان القادم، أول كتاب تحت عنوان "حماية الكنائس فى الإسلام"، الذى يتم طباعته حاليًا؛ بهدف إرسال رسالة إلى العالم بسماحة الإسلام وقبوله للتنوع، مؤكدين على أن الإسلام جاء من أجل سعادة واحترام الناس أجمعين بدون تفرقة بين مسلم ومسيحى، وأن احترام مقدسات الديانات الأخرى، واجب فعله الإسلام على مر التاريخ.، كما يظهر الكتاب موقف الإسلام الواضح لغير المسلمين، ورصد نصوصًا بالقرآن تؤكد على ذلك وكذلك من السنة النبوية. كما يسرد الكتاب نماذج تاريخية كدليل على احترام الإسلام للمسيحيين وكنائسهم،حيث "لم يهدم الإسلام كنيسة واحدة، وكذلك لم يأمر بهدمها بدليل أن الكنائس فى مصر وفى العراق وكل البلاد التى دخلها الإسلام موجودة إلى الآن". وفى عهد أحمد بن طولون، صدر قرار عن الحكومة بفتح المساجد والكنائس، وأن يذهب كل متعبد إلى مكان عبادته وأن يدعو للشفاء لأحمد بن طولون، الذى كان واليًا علي مصر فى هذا الوقت، كذلك وُجدت وثيقة فى العصر الأيوبى، تقول: "أكرموا رجال الدين المسيحى وزيدوا فى رواتبهم، فإن أهل ملتهم من الفقراء يقصدونهم.


 هذا ومن المنتظر قيام وزارة الأوقاف بطبع أكثر من مائة وخمسين ألف نسخة على أن توزع مائة ألف على جميع مكاتب المساجد ليطلع عليها الأئمة، كما سيتم إهداء بعض النسخ لعدد من الكنائس المصرية الثلاث، وعلى رأسها الكنيسة الأرذوكسية والبابا تواضرس.


في السياق ذاته، أشاد علماء الأزهر والدعاة بحرص وزارة الأوقاف على طرح هذا الكتاب في الوقت الحالى، حيث أكد الشيخ، سليم عبد العزيز، الداعية بوزارة الأوقاف، أن طبع مثل هذا الكتاب، يؤكد على وحدة صف المسلمين والأقباط في مصر، وأن الجميع يسعي لخلق مناخ لتاكيد مبدأ المواطنة في مصر.


وأشار أيضًا إلى أهمية وجود هذا الكتاب في الوقت الحالى، بإعتباره وثيقة إسلامية ترد على الجماعات المتشددة التى تتحدث باسم الإسلام، وتقتل المسيحيين وتفرض عليهم الجزية كما يحدث في ليبيا والعراق من قبل "داعش".
كما يري الشيخ أحمد صابر الداعية بوزارة الأوقاف، أن دين الإسلام لم يأت ليحارب هذه المقدسات، فالإسلام جاء مخيرًا للناس، ويبين لهم طريق الحق وطريق الضلال. وأضاف: "النبى جسد لنا هذا المعنى بقوله: إنما مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كرجل بنى بيتًا فجمله وزينه فكان الناس يطوفون بهذا البيت، فيقولون ما أجمله لولا أن يكمل بهذه اللبنة، فأنا هذه اللبنة..


 إذًا الإسلام جاء لإسعاد الإنسان وحمايته فى نفسه ومعتقده وماله وعرضه، وما ينقل عن الإسلام من هذه الناحية محض افتراء". وأشاد الداعية بقرار الأوقاف بطرح هذا الكتاب فى الأسواق المصرية، قائلًا: "الكنائس جزء من الكيان المصرى، والمسيحيون مواطنون مصريون يعيشون فى هذا الوطن، والدولة يحكمها قانون ونظام عام واحد، فليس هناك فرق بين مسلم ومسيحى فيما يعتقد ويدين به لله عز وجل، شكلًا ومظهرًا لعبادته وواجب على الدولة حماية.