«دفن الموتى» كلمة السر وراء عرقلة مساعي «تواضروس» لتوحيد الطوائف المسيحية
يبدو أن مساعي البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى التوحيد بين جميع الطوائف المسيحية، تعرضت إلى أزمة جديدة بعد أن رفضت كنيسة السيدة العذراء بطوخ الصلاة علي متوفى بروتستانتي قبل دفنه بمدافن العائلة في طوخ، على الرغم من طلب عائلة المتوفى من الكنيسة في بلدته بتلا منوفية لتلقي العزاء، فرفض قمص الكنيسة بحجة أن القاعة إذا تم فتحها سيقوم بعض الواعظون البروتستانت بإلقاء كلمات تعزيه داخل القاعه وهو ما يزعج القمص ويرفضه تماما علي حد قوله.
حادثه
رفض الصلاة على المتوفى كلاكيت ثانى مرة يتكرر هذا العام، وذلك بعد رفض الكنيسة
الأرثوذكسية الصلاة على متوفى بالمنيا مما
صعد أزمة بين الكنيستين الأرثوذكسية والإنجيلية بسبب دفن الموتى.
يبدو أن دفن الموتى ستكون كلمة السر التى تؤكد استحالة الوحدة بين الطوائف الكنيسية، والتى أصبحت تشكل أزمة حقيقة أمام البابا بسبب تعصب البعض للتعاليم المقدسة والذين يعتبرون أن التفريط فيها تفريط فى ديناتهم.
حادثة فردية
في هذا السياق
يقول القس رفعت فكرى، ممثل الكنيسة الإنجيلية بمجلس كنائس مصر،إن حادثة رفض الكنيسة السيدة العذراء بطوخ الصلاة علي
متوفى بروتستانتي قبل دفنه بمدافن العائلة تعتبر حادثة فردية، ويجب أن نتلافها
مستقبلا، مضيفا أن الصلاة على المتوفى هي لأحياء وليس لها علاقة بالشخص المتوفى،
كما أنها عبارة عن كلمة تعزية لأحياء.
وأضاف فكرى في
تصريح خاص لـ«النبأ» أن الظرف كان استثنائيًا لأن راعى الكنيسة الإنجيلية كان مسافرا
خارج القرية، بالإضافة إلى صغر مساحة الكنيسة الذي يحول دون استقبال أهالي المتوفين
والمعزين، منوها إلى أنه كان يجب عدم التزمت، وموافقة الكنيسة على إقامة العزاء.
لن تؤثر على
الوحدة
وأشار فكرى إلى ذلك
لا يعنى رغبة الإنجيليين في الصلاة عليهم وفقًا للطقس الأرثوذكسي، مؤكدًا أن الظرف
الإنساني يكسر أى حدة خلافات عقائدية، متوقعا أن مثل هذه الحوادث لن تؤدى إلى خلافات بين الطوائف المسيحية،
كما أن لن يؤثر على المساعي الوحدة بين جميع الطوائف.
متشددين
وتابع« هناك بعض متشددين ولا يفهم الوحدة بين المسيحيين،
ولكن كل هذا سينتهي»، موضحا أنه يتمنى أن يتم القضاء على مثل هذه الحوادث الفردية
وأن نبتعد عن التعصب.
أمر طقسى
من ناحية أخرى
قال الناشط الحقوقي جرجس بشرى، إنه غير اللائق أن يتجه أتباع الكنيسة الإنجيلية في
المدينة إلى كهنة الكنيسة الأرثوذكسية، مضيفا أنهم يعرفون جيدا أن هناك طقوس كنسية
يتم إتباعها على المتوفي وهو أن يكون خاضع للتعليم الأرثوذكسي إلى النفس الأخير،
وأن يؤمن بأسرار الكنيسة السبعة وخلافه من
التعاليم الأرثوذكسية، منوها إلى أن هذا أمر طقسي.
اللوم يقع على الكنيسة الإنجيلية
وأشار بشرى في
تصريح خاص لـ«النبأ» إلى أن كل اللوم يقع على الكنيسة الإنجيلية، وهى على عدم وجود
بديل من القساوسة في اي كنيسة إنجيلية حتى لو غاب أحد القساوسة سيكون هناك بديلا للصلاة أو إقامة مراسم الزواج أو
غيره، موضحا أن هذا ما طالبنا به مسبقا عن أنه لابد من«وجود بديل »، كما أن الأمر لا علاقة له بالرحمة أو المحبة.
وتسال الناشط القبطي هل يرتضي الإنجيلي نفسه أن تصلى عليه صلاة
أرثوذكسية بعد وفاته؟؟ ولو كان هذا صحيحا فيجب
أن يصدر رئيس الطائفة الإنجيلية بيانا يبيح فيه الصلاة على الإنجيليين في الكنائس الأرثوذوكسية
بعد وفاتهم، وأن يطبق هذا القرار على القسس
من الإنجيليين.
محاسبة الكاهن
وتابع « لجوء بعض
شخصيات البلدة بالمتوفى للصلاة بكنيسة أرثوذكسية أمر أما ينطوي على عدم فهم بالتقاليد الكنسية وعدم
فهم أيضا بالإيمان الإنجيلي «البروتستانتي»، موضحا أن مثل هذه الأحداث يستهدف منها إثارة بلبلة في هذا التوقيت
الحرج، مطالبا بمحاسبة
الكاهن الذي ترك القرية دون بديل للطوارئ.
واختتم بشرى حديثة قائلا:« الأمر يرجع للطقوس والتقليد الكنسي الأرثوذكسي ، كما انه سيعاب على الكنيسة الأرثوذكسية، أنها تستقطب أبناء الطوائف الأخرى»، مضيفا أنه مع وحدة الطوائف، ولكن فى نفس الوقت مع احترام الاختلاف.