«شفرة» الحاسب الآلي لـ «ريجيني» تؤكد تورط دول أجنبية في مقتله
في إطار سعي الحكومة الإيطالية للوصول إلى حقيقة مقتل الباحث الإيطالى "ريجينى" وبدعوة من النائب العام المصرى، التقى الوفد الإيطالى، الذى يضم 5 من كبار المحققين الإيطاليين بنظرائهم المصريين أثناء زيارته للقاهرة، فى محاولة لكسر الجمود بشأن التحقيق فى قضية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، وذلك بعد تجديد حبس أحمد عبد الله، الناشط الذى قدم المشورة القانونية لعائلة ريجينى، لمدة 15 يومًا.
الوفد الإيطالى وصل مصر، مساء السبت الماضي، بعد شهر من استدعاء روما سفيرها فى القاهرة، بسبب عدم الرضا عن تطورات التحقيقات فى مصر.
وحول تفاصيل مباحثات الجانب الإيطالى والمصري حصلت "النبأ" من مصادرها على معلومات غاية في الأهمية تتعلق بسير التحقيقات، والتي كشفت أن الوفد الإيطالى جاء مصر خصيصًا للحصول على المزيد من التسجيلات الهاتفية التى لها علاقة بقضية مقتل ريجينى.
وأفادت المصادر أن الوفد الأمنى الإيطالى اطلع على التحريات التى أجرتها الداخلية على 400 شخص، وورد ذكر أسمائهم في أثناء تحلل 600 ملف عثر عليها بالحاسب الآلى الخاص بالشاب الإيطالي، حيث كان بعضها خاص بمذكرات المجني عليه، واخرى متعلقة بعمله كباحث ورصده للنقابات العمالية في مصر ولقائه ببعض الشخصيات، وورود اسمهم في تلك الملفات.
كما قدمت السلطات المصرية تحليلا لكاميرا مترو الدقي، بعد الاستعانة بخبراء اجانب من اجل ادخال نظام معين يمكن من خلاله اعادة الصور والفيديوهات التى تم التقاطها قبل حذفها.
وقدم المسئولون المصريون الوثائق التي كانت مطلوبة رسمياً في منتصف أبريل من قبل النيابة العامة الإيطالية، وضمن تلك الوثائق الهامة التى حصل عليها الوفد الأمنى الإيطالى، العديد من المكالمات التى تم تسجلها على هاتف ريجيني من بينها مكالمة تمت مع محمد عبد الله، رئيس اتحاد نقابة العمال، وسجلات الهاتف المحمول الخاص برئيس نقابة للباعة الجائلين في مصر، وهي من بين خمسة سجلات طالبها الجانب الإيطالى من مصر أثناء زيارة الوفد الأمنى روما مؤخرا.
ووفقا للمعلومات أيضا فإن الجانب الإيطالى قدم مذكرة تحريات حول اختراق جهاز الحاسب الآلى لـ"ريجينى"، وأن المحققين الإيطاليين رجحوا أن يكون حاسب ريجينى اخترق باستخدام "تابلت" كان متصلا بشبكة الإنترنت عن طريق هاتف محمول أو عن طريق الهاتف الذكى الخاص بـ"ريجينى"، ومن ثم تم فحص البيانات الموجودة ببنوك بيانات محرك البحث للتعرف على هوية مخترق حاسب ريجينى.
في السياق نفسه كشفت المصادر القريبة من الوفد المصري الذي اجرى لقاءاته مع الجانب الإيطالي، عن أن لهجة فريق التحقيق الإيطالي تغيرت كثيرا هذه المرة، حيث ظهرت له عدد من الأمور المتعلقة بالتحقيقات، فقد أبلغ الجانب الإيطالي الوفد الأمنى المصري أنه تم الكشف عن محادثات بين ريجينى وخطيبته بعد التوقيت الذى افترض أنه تم اختطافه فيه، وذلك ضمن الملفات التى حصل عليها الامن الياطالي وجار تفريغها حاليا، وهو الأمر الذي كان سببا في توجه التحقيقات والتحريات نحو دور العلاقات الشخصية للطالب فى اختفائه.
كما أن الجانب الإيطالى مهتم كثيرا بالتحريات التى تفيد تعرض ريجيني لمراقبة شديدة من جهات مجهولة، خاصة أنه كان يفضل العمل السرى فى النقابات المستقلة بمصر، وكان يراسل جهات أجنبية وخاصة فى بريطانيا، وينشر مقالات باسم مستعار، مؤكدين أن فك شفرة الحاسب الالى له سوف تكشف الكثير من الغموض حول القضية.
وأكد المصدر الأمنى أن الجانب الإيطالى أبدى ارتياحه بشان الجهود المصرية نحو كشف الحقيقة كاملة، الا انه مازال لديه شكوك حول تورط اجهزة امنية مصرية في عملية القتل، ولذلك طالب من الجانب المصري الاطلاع على التحريات التى اجريت مع قيادات امنية وسيادية في مصر، لكن الوفد المصري رفض ذلك.
وأفادت المصادر الأمنية أن المباحثات أيضا تناولات مقتل الشاب المصرى محمد باهر بـ"نابولى" واختفاء عادل معوض بروما، وعرض الوفد الإيطالى تقارير بالمعلومات التى جمعها عن "عادل معوض" والأماكن التى كان يتردد عليها، والسيناريوهات التى يعمل وفقها الأمن الإيطالى، كما عرض خطوات العمل فى قضية مقتل محمد باهر.
واكد الجانب الإيطالى التوصل إلى المتورطين في مقتل الشاب محمد باهر قريبا حيث يتم إجراء التحريات على خمس شخصيات تدور حولهم الشبهات، مؤكد أن الحادث جنائي بسبب خلافات شخصية، وحصل الجانب المصري على كافة الاوراق الخاصة بتحريات الامن الايطالى في روما حول تلك القضية.