«ياسر سليم».. جنرال المخابرات الجديد الذي يدير الإعلام «من الباطن»
الصديق المقرب لـ«أبو هشيمة» وصاحب العلاقات القوية مع «الأجهزة السيادية»
يملك شركة «بلاك أند ويت».. وموقع «دوت مصر».. ويخطط لشراء «فيتو» وشبكة تليفزيون «الحياة»
أسباب خروجه من الجهاز الأمنى «مجهولة».. وسافر للخارج ثم عاد بأموال للسيطرة على «الميديا»
تدرك الأجهزة السيادية فى الدولة الدور الكبير الذى لعبه الإعلام فى إسقاط الدكتور «محمد مرسي» من حكم مصر، فضلا عن الدور نفسه الذى لعبته الصحف والقنوات الفضائية فى الترويج لـ«عبد الفتاح السيسي» قبل وصوله إلى سدة الحكم، ولهذا فإن السيطرة على وسائل الإعلام المسموعة والمرئية هدف رئيسى لكل الأجهزة الأمنية فى الدولة، التى تريد تثبيت دعائم النظام الحالى، وعدم الانقضاض على شعبيته.
ويشهد الوسط الإعلامى حاليًا حالة شديدة من الارتباك؛ لاسيما بعد استحواذ رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة على جميع أسهم قناة «أون تى في» التى كان يملكها إمبراطور الإعلام فى مصر «نجيب ساويرس»، هذه الصفقة التى جعلت كثيرين يرددون أن الأيام القادمة ستشهد تغيرات فى خريطة «مالكى وسائل الإعلام فى مصر».
صفقة بيع فضائية «أون تى في» لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، كشفت عن وجه جديد اسمه غير معروف جيدًا فى الوسط الصحفى، ولكنه من المؤكد أنه سيكون «الأخطبوط» القادم فى الوسط الإعلامى.
هذا الوجه الجديد هو «ياسر سليم»، الجنرال القادم من جهاز المخابرات العامة، والذى بدأ يظهر فى الوسط الصحفى والإعلامى بشدة، خاصة مع وجود معلومات خطيرة كشفتها مصادر خاصة لـ«النبأ» تشير إلى أنه يتم إعداد هذا الرجل ليكون «إمبراطور الإعلام الجديد فى مصر»، ليحركها ويرسم سياستها التحريرية نيابة عن الأجهزة الأمنية والمخابراتية فى الدولة.
المعلومات المتوافرة عن «ياسر سليم» تشير إلى أنه يملك شركة دعاية وإعلام تحمل اسم «بلاك آند وايت»، فضلا عن شراءه لموقع «دوت مصر»، بعد رحيل مؤسسه الأول الكاتب الصحفى عبد الله كمال، كما أنه منتج برنامج التوك الشو الوحيد فى التليفزيون المصرى، والمعروف باسم «أنا مصر».
جنرال المخابرات «ياسر سليم»، الرجل الذى ظهر فجأة من الخفاء ليصبح أحد النجوم اللامعين أمام الكاميرات، خاصة عند ظهوره فى المناسبات العامة والخاصة، تربطه علاقات قوية بشخصيات بارزة فى مصر خاصة فى الأجهزة الأمنية، ولكن لا أحد يعرف كيف ظهر هذا الرجل.. وما هو تاريخه.
رجل المخابرات «ياسر سليم»، أو كما يلقب بـ«مايسترو الاختراق فى الوسط الإعلامى»، كل المعلومات المتوافرة عنه تشير إلى أنه كان يعمل ضابطًا بالمخابرات، وخرج منها، ولكن فى الوقت نفسه لا يعلم أحد ما أسباب خروجه من المنصب دون سابق إنذار.
مقربون من الذين يعرفون «ياسر سليم»، أكدوا أنه رفض الأفصاح عن أسباب خروجه من الجهاز السيادى، وكيف أصبح رجل أعمال، وفى الوقت نفسه يؤكدون أنه مازال يحتفظ بالعديد من العلاقات القوية له بأعضاء فى الأجهزة السيادية، بل إنه يعمل معهم حتى الآن فيما يسمى «العمل المدنى»، وهو ما يثير الشكوك حول تلقيه «أجندات» من هذه القيادات لتنفيذها فى الوسائل الإعلامية التى سيملكها فى الأيام القليلة القادمة.
بعد خروج «سليم»، من عمله فى المخابرات، اختفى لفترة من الوقت قيل وقتها إنه خارج مصر، حيث بدأ العمل فى "بيزنس" خاص به، لكن بعد فترة من الوقت عاد وبدأ فى الظهور من خلال افتتاحه لمطعم شهير فى القاهرة الجديدة، وذلك فى حضور نخبة من نجوم المجتمع ورجال الأعمال والفنانين، من بينهم، رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، والمخرج عادل أديب، واستمر بعد ذلك فى الظهور أكثر، حيث أنشأ شركة دعاية، وبدأ الظهور فى العديد من المناسبات، على أنه رئيس مجلس إدارة شركة «بلاك أند وايت».
يملك ياسر سليم جزءا من أسهم جريدة «اليوم السابع»، وموقع «دوت مصر» الذى غير كثيرًا من سياسته التحريرية، ما جعل عددًا من المحررين يتركون العمل فى هذا الموقع الإخبارى، ثم أعلن إنتاجه لبرنامج «توك شو» ضخم على التليفزيون المصرى، وهو برنامج «أنا مصر»، وذلك فى صفقة ضخمة تمت بينه وبين عصام الأمير، رئيس اتحاد الأذاعة والتلفزيون السابق.
لكن كل ذلك لم يكن مرضيَا له، فاتخذ خطوات أخرى، حيث أعلن أن شركته «بلاك آند وايت»، وقعت شراكة مع شركة «سينرجى» للإنتاج الفنى، لصاحبها المنتج تامر مرسى، لإنتاج عدة مسلسلات منها "الطبال"، و"سبع أروح"، و"أزمة نسب".
ياسر سليم، ارتبط اسمه منذ ظهوره على الساحة الإعلامية باسم أحمد أبو هشيمة، رئيس مجلس إدارة شركة «المصريين»، وأصبح من المعروف لدى الجميع أنه أحد الأصدقاء المقربين له، حيث دائما ما يتواجد معه فى جميع المناسبات، كما أنه يسافر معه فى جميع المحافل والمناسبات، وهناك واقعة شهيرة وهى تواجده مع "أبو هشيمة" فى مهرجان "الرواد" أثناء انعقاد الدورة الثانية له بمصر، وهو المهرجان الذى كرم "أبو هشيمة"، باعتباره من نجوم الوطن العربى الذين ساهموا فى بناء أوطانهم.
الصداقة التى جمعت بين أحمد أبو هشيمة، وياسر سليم، لم تتأثر بالاختلافات السياسية بينهما، فالأول من المعروف أنه الممول الرئيسى لحزب «مستقبل وطن»، بينما كان الثانى، رجل الظل فى إدارة قائمة «فى حب مصر»، وبالرغم من ذلك توطدت العلاقة بين «القطبين الكبيرين» القادمين بقوة فى عالم الصحافة والإعلام.
الصداقة القوية بين الاثنين طرحت العديد من التساؤلات حول اتجاههما لتكوين إمبراطورية إعلامية كبيرة تتكون من «اليوم السابع»، وموقع «دوت مصر»، وفضائية «أون تى في»، ثم الشراكة فى «بروموميديا»، لمالكها الأصلى رجل الأعمال إيهاب طلعت، الذى تترد أنباء عن أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة يخطط للإطاحة به من الوكالة الإعلامية لـ«أون تى في».
ياسر سليم، يبدو أنه سيقود عملية التطوير القادمة فى فضائية «أون تى في»، فضلا عن محاولاته لإقناع أحمد أبو هشيمة وتامر مرسي؛ لشراء قنوات «الحياة» من مالكها السيد البدوى الذى يريد التفرغ لحزب «الوفد»، وهى الصفقة التى قد تصل إلى مليارى دولار.
وكشفت مصادر، أن ياسر سليم فكر أيضًا فى الدخول بصفقة لشراء جريدة وموقع «فيتو» من رجل الأعمال نجيب ساويرس، إلا أن تكاسل «ساويرس» فى إبداء نية للمفاوضات، جعل «ياسر» يتراجع عن التفكير فى هذا الأمر، ليتجه إلى محاولة شراكة رجل الأعمال أحمد بهجت فى إنقاذ قناة «دريم» من الخسائر التى تتعرض لها، ما يطرح تساؤلات عن الدور الكبير الذى سيلعبه ياسر سليم فى الوسط الإعلامى خلال الشهور القادمة.