رئيس التحرير
خالد مهران

عبد اللطيف البديني: توصيل المياه لإسرائيل يحل أزمة «سد النهضة».. وأبو إسماعيل وراء إسقاط «الإخوان»

محرر النبأ أثناء
محرر النبأ أثناء حواره مع اللواء البديني

قال اللواء عبد اللطيف البدينى، مساعد وزير الداخلية السابق، إن الجيش يواجه فى سيناء "حرب عصابات" لم يكن متعودًا عليها، فضلًا عن أن عناصر تنظيم "داعش" تم تدريبها على أعلى مستوى؛ لتنفيذ خطة الشرق الأسوط الجديد.

وأضاف "البدينى" أن مجلس النواب الحالى لم يقدم إنجازات حقيقية؛ بل انشغل فى "الخناقات"، منوها إلى أنه رفض الترشح للانتخابات على قائمة "دعم مصر".. فإلى نص الحوار:

بداية.. إلى أين تتجه مصر؟
أعتقد أن مصر ستكون بخير، وهذا وعد من الله؛ فمصر ستظل آمنة، ولكن نحن الآن فى موقف صعب يكاد يكون أول موقف يمر على مصر بداية من عصر النهضة فى عهد محمد على، فلم نرى أى إنجازات حقيقية منذ ذلك العهد، فنحن نعيش فى «كبوة شديدة»، ونتعرض لمؤامرة خطيرة أيضًا، وهذا الكلام قولته للمشير طنطاوى، عندما أرسلت له مذكرة تحذر من الأخطار التى نتعرض لها اليوم.

ماذا عن مؤامرات التقسيم التى يتعرض لها الوطن العربى؟
مؤامرات تقسيم الوطن العربى بدأت بعد معاهدة «سيكس بيكوا» بـ40 سنة، وهذه المؤامرات مستمرة حتى اليوم، وشملت مصر أيضًا؛ لضمان واستقرار إسرائيل، فمنذ عام 1952 مصر قسمت 3 مرات، التقسيم الأول: انفصال السودان، والتقسيم الثاني: تقسيم السودان فى الجنوب، والتقسيم الثالث المتوقع سيكون فى سيناء، فضلا عن أن الخطة الاستعمارية هدفها تقسيم مصر إلى دولتين «قبطية وإسلامية»، ثم إمارتين؛ واحدة فى العريش، والأخرى فى «النوبة».

ماذا عن الاتصالات بينك وبين المجلس العسكرى فى عهد طنطاوى؟
كنت على اتصال بالمجلس العسكرى عن طريق تقديم تقارير إصلاحية متعلقة بوزارة الداخلية، ووضعت لهم سيناريوهات بالمخاطر التى تواجهها مصر الآن، فالمشير طنطاوى كان على قدر المسئولية، وحمى مصر، كما طالبت أن يدير مجلس «طنطاوي» مصر لمدة أربع سنوات، لا تجرى فيها انتخابات؛ خاصة أنه كان الجهة الوحيدة القادرة على إدارة الدولة، وهذا كان سيعطى الفرصة لظهور كيانات سياسية قادرة على الدخول فى الانتخابات، وبعد ثورة 25 يناير لم نر قوتين فى الشارع سوى الإخوان المسلمين والكنيسة الأرثوذكسية، وكنت أرى أن نعطى فترة للقوى الليبرالية أن تكون نفسها، خاصة أنه لم يكن هناك أى تجمع ليبرالى قوى، كما أن حزب «الوفد» زاد ضعفا فى الفترة الأخيرة.

هل عٌرض عليك تولى منصب وزاري؟
 نعم.. عُرض على منصب وزير الداخلية مرتين فى عهد حكومة هشام قنديل، وحكومة الجنزورى، وأجريت مقابلة مع أحد الأشخاص نيابة عن "الجنزوري"؛ لإقناعى بتولى المنصب، ولكنى اعتذرت؛ لأننى أخاف بشكل أو بآخر من المسئولية، كما أن الفترة التى كانت تعيشها مصر كانت فترة «متوترة»، وكنت متخوفا من حدوث مواجهة بين الشرطة والجماهير، وأنا أخاف أن أتحمل مسئولية "الدماء".

كيف ترى أداء وزير الداخلية الحالى؟
الله يكون فى عون وزير الداخلية الحالى، المشاكل الموجودة كثيرة؛ لأن الوضع الذى تعيشه مصر سيئ جدا ومتوتر جدا، وأشفق عليه؛ فحياته الشخصية انتهت، وأصبح غير قادر على الخروج، وإذا قام بعمله اتهم، وإذا لم يقم بهذا العمل اتهم بأنه مهمل، فأرى أنه أفضل وزير داخلية جاء بعد الثورة؛ فهو أعاد الانضباط داخل الأقسام بشكل نسبى، بعد أن كان مفقودا تمامًا، وهناك بعض المشكلات التى تواجهه مثل مشكلة الأمناء وهذه تحتاج إلى مزيد من الانضباط، خاصة أن هذه الفئة كانت من أسباب قيام ثورة 25 يناير، وأعتقد أنه سيستطيع التغلب على تجاوزاتهم.

ما المطلوب للتصدى للعمليات الإرهابية التى تتم داخل مصر؟
نريد أن نفرق بين ما يجرى فى سيناء، وما يحدث داخل مصر؛ خاصة أن الجيش يواجه حرب عصابات فى سيناء، وهى حرب لم يكن متعودًا عليها، وهذا النوع من الحروب يحتاج إلى «طولة بال»، والجماعات الإرهابية الموجودة فى سيناء تحصل على دعم دولى كامل، فلو نظرت إلى تحركات "داعش" فستجد أن به عناصر على أعلى مستوى من التدريب، وهذا التنظيم هو "صنيعة" دول وأجهزة مخابرات أجنبية، تحاول تنفيذ خطة الشرق الأوسط الجديد.

هل جماعة الإخوان هى السبب فى الإرهاب الذى يحدث فى مصر؟
الرأى العام كله يرى أن جماعة الإخوان هى المسئولة عما يحدث فى الوطن العربى وفى مصر، ولكن قد يكون هذا الأمر مناقضًا للحقيقة، فهذه الجماعة ليست هى المسئولة عن ذلك ولكن لها دور، فما يحدث فى المنطقة العربية ليس بسبب الإخوان.

هل تؤيد المصالحة مع جماعة الإخوان؟
النظام كان يريد التصالح مع شباب الإخوان، وحدثت محاولات لإتمام هذا الصلح الذى يجب أن يتم فى أقرب وقت، وتتم معاقبة المخطئ، وأعتقد أن المصالحة مع الإخوان "أمر وارد" ولكن هناك أصوات تعرقل وتؤجل مثل هذه المصالحة التى تعد مهمة جدًا فى هذه الفترة؛ لتوحيد الجهود للنهوض بمصر، فمن يعارض المصالحة لهم هدف أن يظل الوضع كما هو.

ماذا عن اتهام الشرطة بأنهم سرقوا متعلقات السياح بعد تحطم الطائرة الروسية؟
«دى قلة أدب»، فالسياح الروس «هم لاقيين ياكلوا علشان يبقى معاهم ساعات ودهب»، والحديث عن سرقة هذه المتعلقات هدفه الحصول على تعويضات من مصر، كما أن الطائرة دمرت بالكامل، ولابد أن ترفع وزارة الداخلية دعوى تشهير ضد الروس.

هناك شائعات تروج أن حلم توصيل المياه لإسرائيل كان عبارة عن اتفاقية بين السادات وإسرائيل.. ولكنها لم تنفذ.. ما تعليقك على ذلك؟
لا أعتقد ذلك؛ السادات من أفضل وأعظم الرؤساء الذين مروا على مصر، وهو الرئيس الوحيد الذى يستحق كلمة "زعيم"، فمصر لم يحكمها أحد حتى الآن بعقلية السادات ولا عبقريته، فكان "داهية" ورجل سياسى "محنك".

هل تتوقع أن يوافق النظام على توصيل المياه لإسرائيل؟ 
هناك حلان أمام مصر، الحل الأول: الحرب، والحل الثاني: التفاوض المستمر، وأعتقد أن أثيوبيا لن توافق على التفاوض، والحل الوحيد لهذه الأزمة هو توصيل المياه لإسرائيل، وهذا الأمر سيحل مشكلة "سد النهضة" فى ساعات.

لماذا لم تترشح لمجلس النواب؟
عرض على أحد لواءات قائمة "دعم مصر" الترشح فى الانتخابات، ولكنى رفضت؛ ليس لاعتراضى على الائتلاف، ولكن أنا أريد الاستراحة عن العمل العام.

كيف ترى أداء مجلس النواب حتى الآن؟
مجلس النواب حتى الآن لم يقدم شيئا حقيقيا، كما أنه لم ير المشاكل الحقيقة التى يعانى منها المصريون، خاصة بعد غرقه فى «الخناقات»، فالبرلمان به أعضاء يريدون فرض السيطرة، ويستخدمون ألفاظًا خارجة تؤذى المواطنين، فما يحدث داخل «البرلمان» يسيء إلى السلطة الحالية، خاصة أن معظم أعضائه من نظام "مبارك".

ما تقييمك للرئيس عبد الفتاح السيسى؟
الله يكون فى عونه، وشعبيته قلت فى الفترة الأخيرة؛ لعدة أسباب منها: الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعيشها مصر، ووجود أشخاص محسوبين عليه وليس لهم قبول شعبى، ويجب أن يختفى هؤلاء حتى يكون لهذا النظام مصداقية.

هل هذه الممارسات تنذر بثورة ثالثة ضد النظام؟
مصر لا تتحمل ثورة ثالثة، ولكن إذا لم يتدارك النظام هذه المساوئ، قد يؤدى هذا إلى ما لا يحمد عقباه، وحدوث غضب شعبى ضد القيادة السياسية الحالية.

كيف ترى الهجوم على حزب الله؟
أرفض حالة "التكفير" التى تحدث بين السنة والشيعة، كما أن "حزب الله" هو من أوقف إسرائيل، ودمر مخطط تنفيذ الشرق الأوسط الجديد، وكل الذين يهاجمون "حزب الله" الآن، كانوا فى السابق يدافعون عنه.

ما الرسالة التى توجهها للدكتور محمد البرادعى؟
أنت لا تملك كاريزما، ولا قبول، ولا القدرة على العمل السياسى، كما أنك متحدث غير لبق، وعليك أن تتمتع بالحيادية، وأن تعيش بقية عمرك فى هدوء.

وماذا عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح؟
عبد المنعم أبو الفتوح «مش فاهم هو إيه بالضبط"، فهو لا يدين لأحد، سوى لعبد المنعم أبو الفتوح.

ماذا تقول للفريق سامى عنان؟
كفاية كده، وأعتقد أنه ليس لك دور واضح له.

والفريق أحمد شفيق؟
"شفيق" ليس رجل الساعة، خاصة بعد سقوطه فى الانتخابات الرئاسية أمام "مرسي".

وحازم صلاح أبو إسماعيل؟
لايمتلك أى فكر وكان سببا رئيسيا فى إسقاط جماعة الإخوان المسلمين، وساهم بنسبة كبيرة فى كره الشعب للإخوان؛ بسبب أفكاره المتشددة.