بالصور.. التفاصيل الكاملة لمؤتمر شيخ الأزهر العالمى
انتهى منذ قليل المؤتمر الذي نظمته مشيخة الأزهر؛ للحديث عن استراتيجيتها التطويرية المتبعة في الفترة المقبلة، بحضور الإمام الأكبر الدكتور، أحمد الطيب، والمستشار، محمد عبد السلام، المستشار القانوني للمشيخة والدكتور، إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد أبو هاشم نائب رئيس الجامعة ولفيف من قيادات المشيخة والجامعة وعدد من الشخصيات العامة.
وبدأ الطيب حديثه بتهنئة الرئيس والحكومة والشعب المصري، كما وجه التهنئة لملوك وأمراء العرب متمنيًا للجميع عامًا حافلًا باليمن والبركات.
وشدد "الطيب" علي أن كلمته تأتى في إطار استراتيجية الأزهر في الإصلاح والتجديد، في المعهد العلمي الذي ارتضاه المسلمين لأبنائهم وأثبتت الأيام أنه لا تعكره المطامع السياسية، موضحًا أن الأزهر حين يخبو فإن الأمة تضل طريقها ويعلو صوت التكفير ويصبح الحوار بالسلاح، معلنًا أنه لا مخرج للمسلمين من الفتنة العمياء إلا بالعودة إلى المنهج القويم وهو منهج الأزهر الوحيد علي وجه الأرض الذي عصمه الله من فوضى التكفير واستباحة دماء الناس.
وأكد شيخ الأزهر أن الاستراتيجية المعلنة ليست وليدة اليوم وكان من المفترض أن تُعلن من وقت طويل لولا الظروف التي مرت بها مصر، مؤكدًا أنه تم بذل الكثير من المجهود وتحقق عدد من أهدافها رغم كثرة المعوقات اللامعقولة واللامنطقية، معتبرًا أن الفضل بعد الله فيما أُنجز يعود للفريق الذي يعمل معى ليل نهار وبالأخص الشباب منهم.
وأشار الطيب إلي أن الأزهر يقف إلى جوار مصر علي مدى أكثر من 1000 عام ويؤمن أن مصر لها خصوصية في التاريخ والجغرافيا ويقدر مايحدث فى مصر من نهضة كبيرة علي كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والمشاريع القومية وفوق كل ذلك مطاردة الكيانات الإرهابية وتأمين مصر من شرها داعيًا الله أن يوفق الرئيس السيسي؛ لتحقيق آمال الشعب.
وقدم شيخ الأزهر التحية لرجال الجيش ورجال الأمن الذين يقدمون أرواحهم فداءً للوطن، موجهًا النداء لكل طوائف الشعب أن يدركوا ما يحاك لمصر ومشددًا علي أن الوحدة والتفانى والعمل في صمت هو طوق النجاة الوحيد والصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات.
ولفت الطيب إلي أن الأزهر به أقدم جامعة في العالم بها 71 كلية ويدرس بها ما يقرب من نصف مليون طالب علوم الدين والدنيا ومن بين هؤلاء 40 ألف وافد من 102 دولة ترسل أبناءها؛ ليدرسوا في الأزهر بالإضافة إلي 10 آلاف معهد قبل مرحلة التعليم الجامعي يدرس بهما مليونا طالب بينهم عدد كبير من الوافدين، مؤكدًا أن الأزهر بدأ بتطوير المناهج؛ لتواكب العصر مع الحفاظ علي التعمق في التراث واستعيابه جيدًا وتجديد ضوابط العلوم كما تم استحداث مادة الثقافة الإسلامية؛ لتدرس في التعليم قبل الجامعي وتحصن الطلاب ضد الانحراف الفكري والتطرف.
وتابع : عاد الأزهر إلى سابق عهده عن طريق أروقته التي عادت لها الحياة مرة أخرى والعلوم التي تُدرس بها، مشيرًا إلي أن حرص الآلاف على التعلم علي يد علماء الأزهر يحصنهم؛ كى لا يسقطوا في براثن المتطرفين.
وأضاف الطيب: التعليم في الأزهر متاح أمام جميع المسلمين عن طريق برامج التعليم عن بعد الذى تنظمه الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، مُركزًا علي اهتمام المؤسسة بالوافدين وعملها علي تطوير المعامل وإنشاء كلية خاصة لهم تعلمهم اللغة العربية، الذي تبرع به الشيخ زايد، وتطوير البعوث الإسلامية وإعطاء الطلاب الوافدين حق انتخاب البرلمان الخاص بهم.
واستعرض الطيب جهود الأزهر في إنشاء بيت الزكاة مؤكدًا أن القانون حدد النصاب والتبرعات والهبات والإعانات للجميع، وموضحًا أن كافة أعضاء مجلس الأمناء يعملون تطوعًا.
وأردف شيخ الأزهر: عقدنا العديد من الدورات لتأهيل الوعاظ أرسلنا عشرات القوافل لجميع أنحاء الجمهورية تنوعت مابين قوافل دعوية وطبية ومساعدات كما أوفدنا 630 قافلة خارجية في 2015 منها 420 لإفريقيا و5 للأمريكيتين و198 لأوروبا كما تم إرسال 64 قافلة أخرى تنوعت ما بين دعوية وإغاثية، مُفصحًا أن الأزهر أفصح بتلقى طلبات من دول العالم؛ لإيفاد مبعوثين؛ لنشر الوسطية والسلام فى العالم العربي وخارجه وفق منهج الأزهر.
واستعرض "الطيب" الجهود المبذولة لإيصال رسالة الأزهر وتوصيل رسالته معلنًا عن أكبر حركة تطوير تنطلق من عالمية الأزهر وخططه المدروسة بروح العصر؛ لتفكيك التطرف ترتكز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، و إطلاق برامج تليفزيونية لأول مرة في رمضان كذالك بث مقاطع دعوية عبر الإنترنت؛ لتناول القضايا الحياتية وفق المنهج الأزهرى، وتطوير آلية العمل بالمركز الإعلامى للأزهر وتدشين مراكز إعلامية عالمية، بالإضافة لإطلاق مركز الأزهر للرصد والفتوى بلغات مختلفة؛ للإسهام في القضاء علي فوضى الفتاوى، كذلك انطلاقة جديدة لبوابة الأزهر بتصميمات جديدة وجذابة، و أيضًا تطوير جريدة "صوت الأزهر" من حيث الشكل والمضمون، وإطلاق قناة الأزهر خلال العام الجارى، و إصدار كتب متخصصة؛ للرد علي المتطرفين، ووضع خطة محددة عن طريق عقد لقاءات فى المقاهى والحدائق ومركز الشباب وتحذيرهم من الفكر المتطرف وحل مشاكلهم، مع الاستمرار في تطوير مناهج الأزهر، وتطوير الشعبة الإسلامية ودمجها في معهد واحد بالقاهرة، وتطوير الرابطة العالمية لخريجى الأزهر وافتتاح مكاتب جديدة؛ لتحقيق التواصل مع خريجى الأزهر في ربوع العالم، بجانب دراسة عقد مؤتمر عالمى للسلام بمشاركة الفاتيكان ومجلس حكماء المسلمين، و إنشاء مدينة جامعية جديدة في القاهرة الجديدة بتمويل سعودي.
وأكد شيخ الأزهر أن كل المشاريع التي تم الإعلان عنها ستنفذ بتكلفة وتنفيذ دولتى الإمارات والسعودية دون أي تدخل من الأزهر من قديم أو بعيد.
يذكر أن خطة تطوير الأزهر تأتى في إطار رؤية الأزهر للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية ومواجهة الفكر المتشدد التي يربطه البعض بالدين الإسلامى ومكافحة الفتاوى التكفيرية التي تزرع الفرقة بين أبناء الأمة.