رئيس التحرير
خالد مهران

أشهر 5 إشاعات كاذبة طالت أنبياء الله نوح وهود وموسى وصالح وشعيب

شيخ الأزهر الراحل
شيخ الأزهر الراحل

كشف بحث للدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الراحل، بعنوان «الإشاعات الكاذبة وكيف حاربها الإسلام»، عن كل ما أشاعه أعداء الأنبياء عنهم.

وقال الإمام الأكبر فى مقدمة البحث: "والإشاعات الكاذبة موجودة منذ وجود الإنسانية، ينشرها الأعداء ضد من يعادونهم، لإضعافهم، أو لإنزال الهزيمة بهم، أو لإزالة نعمة منحها الله تعالى لهم، أو لغير ذلك من الأسباب التى يراها كل صم أنها تساعده على الانتصار على خصمه". وأضاف فى مقدمة الكتاب "وأنت تقرأ سيرة الرسل، عليهم الصلاة والسلام، فترى أعداءهم قد أشاعوا عنهم الأراجيف، والقبائح المنكرة"، وذكر فى هذا الكتاب 5 إشاعات عن الأنبياء مدعومة بالآيات القرآنية. 

الأولى: عن سيدنا نوح عليه السلام، فقال طنطاوى "ومع أن نوحا عليه السلام قد خاطب قومه بأسلوب منطقى بليغ يقنع العقول السليمة، إلا أن المترفين من قومه، قد أشاعوا حوله وحول دعوته، أنواعا من الإشاعات الكاذبة، وألوانا من الأراجيف الباطلة، لكى يصرفوا الناس عنه وعن دعوته، ولكى يشككوا العامة فى صدقه، فتارة يشيعون عنه أنه إنسان تائه عن طريق الحق، بسبب ما أصاب عقله، على حد زعمهم، من اضطراب وخلل، وتارة نرى قوم نوح عليه السلام يشيعون عنه أنه لو كان نبيا حقا، لما كان مثلهم فى البشرية، وفى موطن آخر نرى المترفين الجاحدين من قوم نوح، عليه السلام، لا يكتفون بتلك الإشاعات الكاذبة عنه وعن الذين آمنوا به، بل أضافوا إلى ذلك أنهم أشاعوا عنه أنه ما يريد بدعوته سوى التباهى والتفاخر وطلب الرئاسة عليهم".

الثانية: عن سيدنا هود عليه السلام، حيث قال الشيخ طنطاوى "وهكذا نجد أن هودا، عليه السلام، قد سلك فى دعوته لقومه أحكم الأساليب وأبلغها، إلا أن الطغاة من قومه – لكى يصرفوا الناس عنه وعن دعوته- أشاعوا عنه ما أشاعوا من أكاذيب، حيث وصفوه بالسفه، وبالكذب، وبأنه لم يأتهم بما يقنعهم، وبأن بعض أصنامهم قد انتقم منه، وبأن كلامه كسكوته لا فائدة منهما".

الثالثة: عن صالح عليه السلام، ومن الإشاعات الكاذبة التى أشاعها أعداؤه عنه، أنه كان قبل أن يدعى النبوة إنسانا عاقلا سويا محل ثقتهم، أما بعد النبوة فقد اختلفت نظرتهم فيه، لأنه جاءهم بما يخالف ما ورثوه عن آبائهم، ومن الواجب على الناس كافة أن يبتعدوا عنه، كما أن من الواجب على من آمن به أن يعود إلى عبادة الأصنام التى كان يعبدها أباؤه، وإلا كان، فى زعم هؤلاء الطغاة، خائنا لعهد الآباء والأجداد".

الرابعة: عن سيدنا موسى عليه السلام، حيث يقول الإمام الأكبر، ومن العجيب أن هذه الإشاعات الكاذبة عن موسى- عليه السلام- لم تكن من فرعون وشيعته فقط، بل كانت منهم، وممن أرسل الله موسى لإنقاذهم من القتل والظلم وهم بنو إسرائيل"، ثم ذكر الإشاعات التى أطلقها فرعون وجنوده وبنو إسرائيل عن موسى عليه السلام، منها أنه ساحر كذاب ومجنون وليس نبى، وأنه قد جاءهم بما جاءهم به، للإفساد فى الأرض، وليس لإصلاحها، كما أشاع فرعون بين قومه، أن موسى جاء ليبدل دينكم الذى ألفتموه عن آبائكم وعن أجدادكم، وليأتى بدلا منه بدين آخر لا عهد لكم به، ولا يصح لكم أن تقبلوه، كما أشاع فرعون وجنوده عن موسى عليه السلام، أنه ما جاء بدعوته إلا من أجل الحصول على العظمة والسلطان عليهم، وأضاف الشيخ طنطاوى" ومن أقبح الإشاعات التى لا أساس لها، والتى ألصقها فرعون وجنده بموسى – عليه السلام- زعمهم أن موسى إنسان ضعيف الشخصية، لا يحسن النطق بما يريد النطق لابه".

الخامسة : عن شعيب – عليه السلام- والذى كان الظالمون من قومه يشيعون بين الناس أن شعيبا رجل ضعيف، وأن عباداته باطلة، وأنه موضع استهزائهم وسخريتهم، لأنهم لا يفهمون منه شيئا".

أما باقى الإشاعات فقد كانت كلها عن النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، حيث قال الإمام الأكبر "لم تعرف البشرية فى تاريخها الطويل، إنسانا تعرض لألوان من الإشاعات الكاذبة، ومن الأراجيف الباطلة، ومن التهم التى لا أساس لها، كما تعرض رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، وذكر عشر إشاعات أطلقها أعداء النبى، صلى الله عليه وسلم عليه، وهى أنه، مجنون، وكاهن، وساحر، وشاعر، وأنه لم يأت بمعجزة تدل على صدقه، وأنه صلى الله عليه وسلم لا يعدل فى قسمته، وأنه أخذ من الغنائم ما ليس من حقه، وأنه رجل "أذّن" أى رجل يصدق كل ما يقال له سواء أكان ما يقال له من باب الصدق أم من باب الكذب.

كما أشاع أحبار اليهود كذبا عن النبى، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يدعوهم إلى عبادته من دون الله، وأنهم تواصوا فيما بينهم أنهم يتظاهرون بالإيمان فى أول النهار، فإذا ما جاء أخر النهار رجعوا إلى دينهم، فإذا ما سألهم سائل لماذا فعلتم ذلك؟ قالوا: إنهم بعد دخولهم فى الإسلام وجدوه دينا باطلا، وتأكدوا من أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليس صادقا فى دعوته، وأنه ليس هو الرسول الذى أبرت عنه كتبهم.