الصيام علاج طبيعي لمرضى القولون
يعد الصيام مريحًا جدًا لمرضى القولون؛ ذلك لأن الصيام عن الطعام والشراب يمنع دخول هذه الأطمة والأشربة إلى الجهاز الهضمي وتحديدًا القولون، مما يجعل البكتيريا الموجودة في القولون تجوع ولا تتكاثر.
فإذا أرادنا التخلص من البكتيريا التي هي مصدر إنتاج الغازات في القولون، وهي التي تسبب الانتفاخ والضغط على الصدر ووخزات القلب التي يشعر بها مريض القولون، فيجب على الشخص المصاب بمرض القولون العصبي أن يمضغ الطعام بشكل جيد وأن يتناول أنواعًا متنوعة من الطعام؛ حتى لا تستسيغ البكتيريا نوعية الطعام.
فالمشكلة تعود عندما يفطر أو عندما يتسحر، إذ يعاني معظم مرضى القولون عندما يفطرون أو يتسحرون؛ لأن إدخال الطعام في الفطور والسحور يعطي كمية كبيرة من المواد الغذائية التي تتكاثر عليها البكتريا المتعايشة والموجودة عنده بشكل زائد عن اللزوم؛ مما يؤدي إلى توليد الغازات والآلام وضغط الصدر وغيرها من المضاعفات، وتزداد هذه الأعراض إذا كان المريض تناول طعامه بسرعة دون مضغ جيد؛ مما يؤدي إلى أن القطع الطعامية تكون كبيرة ولا تهضم مسببة تكاثر البكتيريا عليها.
كما تتزايد هذه الغازات بسبب حدوث عدم توازن في بكتيريا القولون، وذلك عندما يستمر الأفراد في تناول كم معين من الأطعمة - التي يفضلونها - دون غيرها على فترات طويلة دون إحداث توازن في غذائهم.
فإن هذا الطعام الذي يحبونه ويفرطون في تناوله سيؤدي إلى نمو أنواع من بكتيريا القولون - تلك التي تفضل في غذائها ما يتناوله هذا الشخص - وفي نفس الوقت تضعف أنواع أخرى - التي تعتمد في غذائها على ما لا يحبه هذا الشخص ولا يتناوله - وهذا ما يسبب خللًا التوازن في البكتيريا في القولون وهنا تبدأ المشكلة، إذ تقوم البكتيريا بإنتاج الغازات - مثلما يحدث عندما نضع الخميرة في العجين، ونعطيها وسطًا دافئًا ورطبًا ومعتم لتتكاثر، وعند تكاثرها تنتج الغازات التي تنفخ العجين - وهو ما يحدث تماما في القولون، حيث تقوم بعض الأنواع من البكتيريا التي طغت وزادت بتوليد غازات رائحتها كريهة مثل ثاني أكسيد الكبريت؛ مما يفسر الروائح الكريهة المنبعثة من هذا الشخص وكذلك رائحة فمه الكريهة دائمًا والتي لا حل لها إلا بعلاج القولون العصبي نفسه.
أما النوع الآخر من البكتيريا فينتج غازات مثل: ثاني أكسيد الكربون، والميثان، فيكون عند الشخص غازات كثيرة ولكن دون رائحة، فهذه الغازات الكثيرة تصعد لأعلى البطن، وتحديدًا في القولون المعترض، وتسبب ضغطًا على الصدر وعضلة الحجاب الحاجز، وتحدث صعوبة في التنفس لصعوبة حركة الحجاب الحاجز وتسرع في ضربات القلب الذي يكون فوق الحجاب الحاجز مباشرة وآلامًا في الصدر على شكل نخزات.