نصائح لحماية طفلك من الاكتئاب
يبدو العنوان مُزعجًا ومُقلقًا لبعض الأمهات، ولكنه حقيقة للأسف، فـالاكتئاب عند
الأطفال أصبح مرضًا مثله مثل اكتئاب الكبار.
وتتمثل أعراض الاكتئاب عند الأطفال فى الحزن، والسأم، والانعزال عن الآخرين، وعدم الثقة بالنفس، فضلًا عن تأثيره على نشاطه وسلوكه، فيعاني من الأرق، وصعوبة الأكل، وحدوث تغييرات في مستوى النشاط بشكل عام، كما يمنع الاكتئاب الطفل من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
وترجع إصابة الأطفال بالاكتئاب إلى عدة أسباب منها:
وجود عوامل وراثية، أو أسباب مرضية كـاضطرابات في الغدة الدرقية، أو حدوث فقر دم بسبب نقص الحديد، أو وجود اضطرابات في نسبة الصوديوم فى الدم، إلى جانب انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم؛ بسبب سوء التغذية.
كما تلعب الأسباب الاجتماعية دورًا كبيرًا في إصابة الطفل بالاكتئاب مثل: التفكك الأسري، سوء تربية الطفل، وتقليد الطفل للوالدين، وضعف الحالة المادية للأسرة.
ويصاب الطفل أحيانًا بالاكتئاب بسبب سوء تقدير الطفل لذاته، ما يفقده ثقته بنفسه، ويزداد ذلك بمحاولة الوالدين مقارنة طفلهم بغيره من الأطفال، دون وعيهم بالفروق الفردية بين كل طفل وغيره.
وفقدان الطفل لأحد من والديه أو الاثنين معًا يسبب له الحزن الشديد والاكتئاب الحاد، فالوالدان هما مصدر الفرح والسعادة في حياة الطفل، وغيابهم أو غياب أحدهما يسبب الحزن والإحباط.
في ذات السياق، هناك بعض الطرق للوقاية والعلاج من الاكتئاب عند الأطفال منها:
العلاج النفسي وهو يعد أحد وأهم الطرق للعلاج من الاكتئاب عند الأطفال، حيث يبحث الأب والأم عن سبب اكتئاب طفلهم، ويحاولون إيجاد حل للمشاكل التي تسبب له الحزن والإحباط والاكتئاب.
تربية الأطفال تربية سوية، وتجنب الوالدين التفرقة بين الأبناء في المعاملة والمساواة بينهم جميعًا، فتمييز الذكور على الإناث قد يصيب الفتاة داخل الأسرة بالحزن والإحباط وتجنب الاختلاط بأفراد أسرتها.
محاولة زيادة ثقة الطفل بنفسه، ومن ثم بالآخرين، ويقع على الوالدين مسئولية كبيرة في هذه النقطة، حيث يجب عليهم مدح الطفل وشكره والثناء عليه بشكل مستمر، كلما فعل سلوكًا طبيًا حتى وإن كان هذا السلوك بسيطًا، كما يجب عليهم تعليم الطفل مهارات جديدة تساعده على التواصل مع الآخرين؛ مما يعزز ثقته بنفسه.
ولا يقتصر علاج الاكتئاب عند الأطفال على دور المنزل فقط، بل تلعب المدرسة دورًا كبيرًا في ذلك أيضًا، حيث تهتم بأعراض القلق والاكتئاب التي تظهر على الطفل.
وأثبتت الدراسات والأبحاث أن تمارين الاسترخاء تساعد على التخلص من الاكتئاب، ولكن تظهر آثار العلاج على المدى البعيد، أي أن المُصاب بالاكتئاب يحتاج إلى فترة طويلة للشفاء من المرض، ولكن مع استمرار ممارسة المريض لهذه التمارين يشعر بالتحسن.
وتلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا في التوعية بخطورة مرض الاكتئاب عند الأطفال وأسبابه وأضراره وأنواعه وكيفية الوقاية منه، وكذلك التوعية بضرورة مراعاة الحالة النفسية والمزاجية للطفل.