شيخ الأزهر: هناك فرق بين التقصير في تطبيق حكم الله وبين جحده وإنكاره
أكد شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، أن مفهوم الحاكمية ليس قاصرا على الله تعالى، بل هو أمر مشترك بين الله وبين البشر، كما أنه يختلف، فحاكمية البشر حاكمية تصرف وتشريعات جديدة مرتبطة بالفضاء الإسلامي الأخلاقي والتشريعي، لكن حاكمية الله تعالى حاكمية حلال وحرام وحاكمية عقيدة، كما أن هناك فرقا بين التقصير في تطبيق حكم الله وبين جحده وإنكاره.
وأضاف شيخ الأزهر - في برنامج (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وعدد من القنوات الفضائية الأخرى - أنه لا يلزم الحاكم من تطبيق الشريعة إلا ما يطيقه وتطيقه الظروف الموجودة لأنه لا يُعالَج ضررا بضرر مساو له أو بضرر أكبر، كما أنه يجب عدم الخلط بين الاعتقاد بما حكم الله وبين التطبيق بما حكم الله، فالتطبيق منوط به البشر، وطالما وجد العدل فالحكم متوافق مع الإسلام.
وأوضح شيخ الأزهر، أن الأمة الإسلامية لم تستمر في تاريخها بنظام حكم واحد أو شكل واحد، لافتا إلى أن الشباب يجب عليه أن يأخذوا العلم عن العلماء، فهذه القضايا وهذه العلوم تحتاج إلى أستاذ وعالم، ولا تؤخذ هكذا بالقراءات الحرة في الكتب أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو "سيديهات" أو قنوات.
وأشار شيخ الأزهر، إلى أن القرآن الكريم - في آيات كثيرة - جعل من الإنسان حكمًا وحاكمًا وأسند إليه الحكم، والحكم لله هو حكم تشريع، وهناك مسائل كثيرة وصف القرآن فيها الإنسان بأنه حاكم، ومَن يقولون: إنَّ الحُكمَ لله فقط، وليس للبشر، فهؤلاء يأخذون بآية، ويضربون صفحًا عن بقية الآيات التي يجب أن تفهم في إطارها وسياقها.
واختتم شيخ الأزهر حديثه قائلا: لا يجب تصديق مَن يقول إن قول الله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون" تنطبق على الحاكم؛ لأنهم يحكمون بالبرلمانيات وبالقوانين المدنية، فهؤلاء فهموا الآية على غير وجهها؛ لأن الآية تعني مَن لم يعتقد بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون، وهناك فرق كبير جدًّا بين مَن لم يعتقد وبين مَن لم يطبق أو ينفذ.