شيخ الأزهر: قضية فلسطين عقبة في الحوار بين المسلمين والعالم
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الحوار لا يكون بين العقائد والأديان؛ لأن لكل عقيدة ما يميزها عن عقيدة الآخر، وإنما الحوار يكون بين أتباع الديانات فيما يحقق العيش المشترك؛ لأن الأمور المشتركة بين الأديان الثلاثة كثيرة جدا، حتى إنه يُسَمَّى بحوار المؤمنين بالأديان بشكل عام، وهذا الحوار مر عليه فترة طويلة، وقد قُدِّر لي أن أحضر حوالي عشرة مؤتمرات في أمريكا وأوروبا وآسيا وروسيا، لكن هذا الحوار دائما ما ينتهي لحوار يريد فيه طرف أن يفرض وجهة نظره على الطرف الآخر على الأقل على المنصة، وقد لاحظت أن كثيرا من المتحدثين يتراجع عما يقوله على المنصة وخاصة في قضية فلسطين، وهي قضية الصراع الأزلي، والتي أراها أم المشكلات في الشرق، داعيا الغرب إلى حل هذه القضية حلا عادلا للفلسطينيين؛ لأن الحل العادل لها سيؤدي إلى تهدئة الأمور.
وأضاف في حلقة أمس من برنامجه (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم، أن عدم حل قضية فلسطين هو أكبر عقبة أمام الحوار العالمي، ومن العقبات كذلك نبرة الاستعلاء أو اعتقاد الغرب بأنهم شعوب متحضرة ونحن شعوب متخلفة، وأنهم أصحاب رسالة في نقلنا من التخلف أو تهذيبنا من التوحش، متناسين أننا حضارة شهد لها العالم كله أنها أخرجت أوروبا من عصور الظلام، لافتا إلى أننا كشرقيين بعضنا لم يحسن فهم الحضارة الغربية حين اتهمها بأنها حضارة انفلات لا أخلاقية وحضارة مادية، وغفلنا عن جوانب كثيرة إنسانية وعلمية، وفي المقابل هم لم يحسنوا فهم الإسلام ولا حضارته.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن العولمة تعني أن يراد لحضارة معينة -ولتكن حضارة الولايات المتحدة- أن تكون هي الحضارة الغالبة صاحبة الهيمنة السياسية والاقتصادية والاجتماعية على العالم، وهذا ما أنتج صراع الحضارات الذي أُلبس للأسف ثوب الفكر وثوب الفلسفة، وهذا عكس ما ينبغي أن يكون، مشيرًا إلى أنه لا سبيل للتواصل والتعارف بين الحضارات إلا بحوار الحضارات والثقافات، على أمل أن تتوسع دائرة الحوار ليصبح منهجا لشعوب الشرق والغرب على السواء، وتتحقق نظرية القرآن الكريم التي تكرس لعلاقة التعارف بدلا من علاقة الصراع.