عصام حجي.. مشروع رئيس من «عالم الفضاء»
ربما يكون من
المبكر جدًا الحديث عن «الانتخابات الرئاسية 2018»، لكن هذا الحدث الذي سيكون
بالطبع مهمًا وكبيرًا، لا يجب أن ينتظر المستقبل حتى يأتي بأجندات سياسية، وشخصيات
لخوض تلك الانتخابات التي ستكون «استفتاءًا شعبيًا» على ما قدمه السيسي وما لم
يقدمه في فترته الرئاسية الأولى «لو قدر له بالطبع إتمامها» دون احتجاجات أو ثورات
شعبية تطيح به على غرار ما حدث مع «مبارك»، و«مرسي»، ولما لا؟، وقد كان «الجنرال»
ولا يزال رئيسًا للمصريين بـ«شيك على بياض»، دون برنامج واضح، أو رؤية سياسية
محددة، أو خطط اقتصادية تنقذ الدولة التي أصبحت بلا شك على «شفا الإفلاس
والإنهيار».
حجي يبدأ السباق مبكرًا
لفترات طويلة، كان اسم الدكتور عصام حجي مجهولًا لغالبية المصريين الذين لا يمتلكون بالطبع رفاهية الاهتمام بـ«علم الصواريخ والفضاء»، لكن مع توالي الأحداث السياسية، واندلاع ما يسمي بـ«ثورة 30 يونيو»، والإطاحة بالدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان من الحكم، ثم تعيين المستشار عدلي منصور، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وبدأ اسم الدكتور عصام حجي يتردد بعد تعيينه مستشارًا علميًا لـ«الرئيس المؤقت»، ومعارضته لجهاز «الكفتة» الذي قيل أنه سيشفي مرضى «فيرس سي»، وانقلاب القيادة السياسية عليه، والنهاية الطبيعية لتلك الصراعات السياسية، مع استقالة «عالم الصواريخ» من منصبه في «الاتحادية».
ولكن الفترة القادمة سيسمع المصريون كثيرًا عن الدكتور «عصام حجي»، لاسيما بعد أن حرك «المياه الراكدة» في الحياة السياسية المصرية، بعد إعلانه عن «مشروع الفريق الرئاسي»، الذي يركز في الأساس على وضع حلول مهمة لبعض القضايا التي تعاني منها مصر وهي قضايا «الصحة والتعليم والاقتصاد والمساواة والمرأة».
«شبح الإخوان» يطارد المشروع الرئاسي لـ«حجي»
ربما يكون من الخطأ انطلاق «مشروع الفريق الرئاسي لعصام حجي»، من إحدى المنصات التي يراها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدوة للشعب المصري، فقد طرح «عالم الصواريخ والفضاء» هذا المشروع من خلال الظهور مع الإعلامية «سلمي الدالي» في برنامجها «بتوقيت مصر»، وفي قناة «التليفزيون العربي» التي تبث من «لندن»، وتتلقى تمويًلا من قطر.
الجهات السياسية الداعمة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ربما ترى في الظهور الإعلامي لـ«عصام حجي»، وإطلاقه «مشروع الفريق الرئاسي» من قناة «التليفزيون العربي»، أمرًا مدبرًا؛ لإظهار «حجي» وكأنه بديل سياسي لـ«السيسي» الذي قتل المعارضة المصرية، وأدخلها «حظيرة النظام» منذ كان وزيرًا للدفاع، وما تلى ذلك من تحول أحزاب ومنابر المعارضة إلى «بوق سياسي» لـ عبد الفتاح السيسي بعد إعلانه رسميًا الترشح للرئاسة.
نظرية «أخونة مشروع حجي» تدعمه العديد من
الدلائل التي تستند إليها الجهات الداعمة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن هذه
الدلائل: طرح عصام حجي لهذا المشروع بمشاركة أي طرف في المبادرة دون النظر
للانتماءات السياسية، فضلا على دعوته إلى « مصالحة وطنية شاملة»، خاصة عندما قال:
«قوة المصريين في أنهم يسامحوا بعضهم البعض، والسير معاً للأمام،
مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف.. فمصر تحتاج الرحمة قبل القضاء».
هل أعلن «حجي» معارضته مبكرًا للنظام؟
إعلان عصام حجي لـ«مشروع الفريق الرئاسي» مبكرًا، والدعوة إلى المصالحة، والإفراج عن المعتقلين، يعد لكل المهتمين بالحياة السياسية المصرية، نوعًا من المعارضة السياسية بلاشك، لاسيما أن «عالم الصواريخ والفضاء» أشار إلى أنه يعارض مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي وصف فيها مصر «أنها شبه دولة»، لافتًا إلى أننا إذا كنا في أشباه دولة «يبقى إحنا أشباه مواطنين وهما أشباه حكام».
الدكتور عصام حجي كان يرى دائمًا أنه لا يوجد
أحد في مؤسسة الرئاسة يؤمن بـ«بثورة يناير»، وأن الأجهزة الأمنية كانت تقدم العديد
من التقارير «المفبركة» عن الشباب، وهو ما كان سببًا مهمًا لرحيله عن مؤسسة
الرئاسة مع مجموعة مستشارين «عدلي منصور» الذين استقالوا ومنهم: اللواء محمد رأفت
شحاتة، الذي كان مستشارًا للشئون الأمنية، والدكتور مصطفى حجازى، مستشار الرئيس للشئون
الاستراتيجية، والمستشار على عوض صالح، مستشار الرئيس للشئون الدستورية، وأحمد المسلمانى،
المستشار الإعلامى.
هل بدأ موسم
الهجوم على «عصام حجي»؟
لم يمهمل
داعمو نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور «عصام الحجي» كثيرًا من الوقت؛ حتى
بدأ «موسم الهجوم» عليه مبكرًا، فقد قال الدكتور طارق
فهمي، الخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز
الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، في تصريحات صحفية، إن تصريحات عصام حجي مضادة لمصر،
وتؤخذ عليه، والأفضل أن ينتمي إلى علمه ويركز فيه ويترك السياسة.
واتهم «فهمي»،
الدكتور عصام حجي بأنه لا يمتلك الخبرة السياسية، وأنه يهاجم الرئيس عبد الفتاح السيسي
منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، مشيرا إلى أن طرح «المشروع الرئاسي» لن يكون له
أثر، لاسيما أن الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي يتمتع بشعبية في الشارع المصري، فضلاً
على أن الوقت مبكر جدًا على الحديث حول انتخابات الرئاسة المقرّرة في 2018.
أما الدكتور
عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «الأهرام» الأسبق، فقال في تصريحات صحفية، إن
الدكتور «عصام حجي»، بدأ حملته للترشح إلى «كرسي الرئيس» مبكرًا، وما يصدر عنه من تصريحات
مضادة لمصر.
وأشار إلى أن
الدكتور عصام حجي، غير معروف بشكل كاف، رغم خبرته العلمية الكبيرة، لكن خبرته في مجال
لا يعرفه كثير من المصريين، مشبهًا حجي بـ«ترامب».
من هو «بديل الرئيس» المحتمل؟
المعلومات المتوفرة عن الدكتور عصام حجي «بديل الرئيس المحتمل» تكشف أنه عالم فضاء مصرى أمريكي، ولد فى العاصمة الليبية «طرابلس» عام 1975، وحصل على بكالوريوس العلوم «قسم الفلك» من جامعة القاهرة»، وعلى الماجستير فى «علم الفضاء» سنة 1999 من جامعة «بيير ومارى كورى» فى باريس، ويعمل فى فريق بحث علماء ضمن مشروع تعاون بين "ناسا" مع "إيسا" لدراسة المذنبات، ويشارك فى تدريب رواد الفضاء.
ويحمل كل من الجنسية المصرية والأمريكية والفرنسية،
ومقيم حاليًا بمدينة "لوس أنجلوس" بولاية كاليفورنيا فى الولايات المتحدة
الأمريكية،
.صنفته الجامعة العربية ومجلة «تايمز سنتبيتسبرج»
الأمريكية كواحد من أهم لشخصيات الفكرية فى مصر والعالم العربى وهو فى التاسعة والعشرين
من عمره
وجاء اسمه ضمن
الأسماء المحذوفة من مناهج التربية والتعليم، بعد الدكتور محمد البرادعى، وذلك حسب
تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وهو
الأمر الذى أكدت وزارة التربية والتعليم، عدم صحته، مؤكدة أن اسم العالم المصرى موجود
فى الصفحة رقم 58 من كتاب الصف الأول الثانوى نسخة 2015 - 2016، تحت درس بعنوان
"عقول مصرية وإنجازات عالمية».".