كيف تحمين طفلك من أمراض حمامات السباحة
مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يلجأ الأطفال إلى حمامات السباحة دون النظر إلى المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثر على صحتهم، وعلى الرغم من إضافة المواد المطهرة لمياه الحمام، وتنظيف أرضيته إلا أنها تشكل خطرًا كبيرًا على صحة أطفالنا؛ حيث إنها بيئة خصبة لنمو العديد من الجراثيم والبكتيريا وتسبب أمراض جلدية مزمنة.
في البداية يوضح الدكتور محمد إبراهيم- أستاذ أمراض الأطفال -إن الأطفال يقبلون على حمامات السباحة؛ للتخلص من حر الصيف الشديد، دون مراعاة الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأمراض والعدوي التي تسببها حمامات السباحة.
فرغم التفريغ اليومي لمياه حمامات السباحة وإضافة المواد المطهرة، إلا أن هذه المواد في حد ذاتها مواد ضارة وتسبب الإصابة بالأمراض الجلدية، ولاسيما عند التعرض لأشعة الشمس .
فإذاً كان هناك طفل مصاب بالإسهال فلابد وأن هناك بعض الجراثيم العالقة على فتحة الشرج، وبالتالي من السهل انتقال هذه الجراثيم إلى طفل آخر، ويظهر عليه بعد فترة من خروجه من حمام السباحة قيء وإسهال، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، حيث أكدت الدراسات أن حوالي 80%من حمامات السباحة تحتوى على بكتيريا وفطريات، بالإضافة إلى أن الأطفال عادة ما يبتلعون كمية من مياه الحمام أثناء السباحة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالرشح والتهاب اللوزتين والعدوي البكتيرية.
لذا يجب على الأم توخّى الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بأمراض حمام السباحة، كالحرص على استحمام الطفل قبل النزول إلى حمامات السباحة، للتخلص من إفرازات الجسم والتي يمكن أن تنتقل داخل المياه، وتحذير الطفل من ابتلاع مياه حمام السباحة، حتى لا ينتقل البكتيريا الموجودة إلى معدته وتسبب له إسهال، ويجب تنظيف أذن الطفل بعد الخروج من حمام السباحة حتى لا تنتقل الجراثيم إلى إذنه.
ومن ناحية أخرى يؤكد الدكتور -محمد طارق يحيي- استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم، على ضرورة توخّى الحذر عند الاستحمام بحمامات السباحة؛ حيث أن هناك الكثير من الأمراض الجلدية التي قد تنقلها وخاصة للأطفال، فمادة الكلور المستخدمة في تعقيم مياه هذه الأحواض سلاح ذو حدين، حيث يتفاعل مع المواد العضوية الغنية بالأمونيا، كالبول والعرق والعطور مما يؤثر علي نواة الخلايا ،ويؤدي إلي الإصابة بسرطان الجلد أو الجهاز التنفسي أو الهضمي ،إذا ما تم بلعه واستنشاقه بكميات كبيرة ،لذلك يجب ألا تتجاوز نسبة الكلور0.02%مليجرام لكل لتر واحد من مياه الشرب.
ومرض "التنيا " يعد من أكثر الأمراض انتشارا بسبب مياه حمامات السباحه، حيث أن المرض يستوطن داخل الجسم وقد يظهر أنه تم علاجه، ويختفي ويظهر مرة آخر ي ،وبعض الأطباء ينصحون بأخذ الكريمات الغنية بمادة الكورتيزون لعلاج" التنيا" وللأسف هذه المادة لا تساعد في علاج المرض ،بل تعمل على تقليل مناعة الجسم وانتشار هذا المرض الجلدى أكثر.
كذلك الإصابة بفطر candida" " وهذا الفطر يظهر في الأماكن الحساسة بجسم الطفل، بالإضافة أن الكلور الموجود في حمامات السباحة والذى يسبب ظهور بقع فاتحة على الجسم ،وتصيب بالأمراض الجلدية مثل" الأرتيكاريا" والهرش بصفة مستمرة.
ولذلك ينصح الأطباء بنزول مياه البحر بدلا من مياه حمامات السباحة؛ نظر لأن الملح الموجود في مياه البحر يساعد على قتل الميكروبات ويقي من انتقال العدوي.
وهنا بعض الأمراض الجلدية التي تستوجب الذهاب إلي الطبيب فورا عند ظهور أعراضها ،مثل مرض "سعفة القدم" يظهر على شكل حكة وبثور وتشقق مؤلم بين الأصابع ،و ينتقل هذا المرض من الأرضية المحيطة بحمام السباحة ،ومن مناشف التجفيف المشتركة في النوادي.
ومرض "ثالوث القدم " والذي يحدث نتيجة للإصابة بفيروس "الورم الحليمي" ويحد ث عن طريق اللمس المباشر للجلد،ويظهر في أسفل القدم ،أو في الجهه الداخلية من الأصبع الأكبر للقدم.
مرض "القوباء االحلقية" وينتج عن الإصابة بفطريات تعيش في حمامات السباحة لديها مقاومة جيدة للمواد المطهرة، ويظهر على شكل بقع دائرية.
ويقول الدكتور عمرو عبد اللطيف -استشاري أمرا ض العيون- تتعرض العيون لأخطار في المصايف وحمامات السباحة، هذه الأخطاء تؤدي إلى حدوث التهابات قد تصل إلي فقد النظر إذا لم تعالج فورا، فمادة الكلور الموجودة في مياه حمامات السباحة يؤدي إلي التهاب الملتحمة ،وتقرحات في الخلايا السطحية المغطية للقرنية ؛فتؤدي إلي حدوث ألم شديد بالعين، وعدم القدرة علي فتحها أو مواجهة الضوء، مع دموع غزيرة للغاية، بالإضافة إن مادة الكلور تعمل علي إزالة الطبقة الرقيقة الخارجية من العين التي تساعد في الحماية من العدوي ،ويحدث الكلور تهيج القرنية ويتسبب في جفاف العيون بالإضافة إلي ضبابية الرؤية.
لذا ينصح الأطباء بارتداء النظارات الخاصة بحمامات السباحة، وغسل العيون بالماء النظيف بعد الخروج من حمامات السباحة مباشرة لمدة 15 دقيقة ، وكذلك استشاره الطبيب فورا عند حدوث احمرار شديد للعين أو خروج سائل من العين؛ حتي لا تتطور الحالة إلي فقدان البصر.