رئيس التحرير
خالد مهران

خطة "اللوبي اليهودي" لاستهداف قناة السويس وباب المندب بـ"قواعد عسكرية" من إريتريا

قناة السويس
قناة السويس


يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد حربًا جديدة بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في مصر، ونظيرتها في إسرائيل التي تصر على تنفيذ خطة "حصار القاهرة" من إفريقيا، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى "القارة السمراء"، وما تمثله هذه الزيارة من خطر داهم على الأمن القومي المصري، لاسيما مع زيادة توغل "الكيان الصهيوني" في القارة، وتوطيد علاقاته مع إثيوبيا، والنتائج "الكارثية" لتلك التحركات على القاهرة؛ بسبب أزمة "سد النهضة".

المعركة السياسية والأمنية بين مصر وإسرائيل يبدو أنها ستنتقل من إثيوبيا إلى "إريتريا "، تلك الدولة التي لا نسمع عنها كثيرًا ولكنها في الوقت نفسه ستكون مسرحًا مهمًا خلال المرحلة المقبلة، فقد نجحت إسرائيل في بناء قاعدة عسكرية في ميناء "مصوع" المطل على البحر الأحمر بدولة إريتريا.

إريتريا لم تكن لتوافق في بداية الأمر على إقامة هذه القاعدة العسكرية الإسرائيلية، رغم العلاقات الممتدة بين البلدين، ولكن إسرائيل مارست ضغوطًا على تلك الدولة الإفريقية، ثم تلى ذلك عقد صفقة أسلحة تقدر بنحو "مليار دولار"، تتضمن 30 طائرة عسكرية من نوع "ميج 29 و25"، إضافة إلى تزويد "سلاح المدرعات"، بـ230 دبابة من طراز "تي 72 و62"، وسنتوريوم، وهو ما أتاح للكيان الصهيوني إقامة محطات للرصد العسكري في "إريتريا ".

وتأتى التحركات الإسرائيلية الجديدة في إريتريا كجزء من الخطة التي وضعتها "تل أبيب" للسيطرة على القارة الإفريقية عسكريًا واقتصاديًا؛ لاسيما أنه تم تخصيص ميزانية مالية ضخمة لهذه الخطة، وهو ما يعني أن دولة الكيان الصهيوني بات لديها القدرة العسكرية والمالية والسياسية أن تتوغل في إفريقيا، فيما تراجعت القوة الشاملة للدولة المصرية على المستويات كافة.

لا غرابة أن تدخل "تل أبيب" لإريتريا من باب "التسليح"، لاسيما أن إسرائيل تعد واحدة من أهم عشر دول مصدرة للسلاح في العالم، كما أن تسليح الجيش الكاميروني الرئيسي "إسرائيلي الصنع".

تمثل التحركات الإسرائيلية الجديدة في دولة "إريتريا " خطرًا داهمًا على مصر، لاسيما فيما يخص سيطرة الأجهزة العسكرية والأمنية في القاهرة على البحر الأحمر، فضلا على أن إريتريا تمثل داعمًا قويًا لمصر فيما يخص ملف "سد النهضة" مع إثيوبيا.

"تل أبيب" عرفت طريقها إلى إريتريا من خلال العمل على مدها بكل ما يحتاجه "الجيش" من أسلحة ثقيلة ودبابات، كل ذلك في محاولة من الكيان الصهيوني للسيطرة على المدخل الشمالي لـ"البحر الأحمر"، والمدخل الجنوبي عبر "مضيق باب المندب"، وهو ما يشكل خطورة قوية على مصر سواء فيما يخص "قناة السويس الجديدة"، أو فيما يخص ملف "سد النهضة".

في هذا الإطار، قال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية بالقوات المسلحة سابقًا، إن التعاون العسكري بين إريتريا وإسرائيل ليس جديدًا، ولكنه يمتد لسنوات طويلة، وأن العلاقات بين البلدين كانت قبل أزمة "سد النهضة".

وأضاف الخبير العسكري، أن إسرائيل تسعى دائمًا للتواجد العسكري في بعض الجزر بالبحر الأحمر، حتى لا يتكرر معها ما حدث في عام 1973 من إغلاق لـ"مضيق باب المندب"، ووقف الملاحة، لافتًا إلى أن "تل أبيب" تستغل حاجة إريتريا للسلاح، خاصة أنه "إريتريا" تخشى من مواجهة إثيوبيًا عسكريًا، فالبلدان كانا دولة واحدة قبل أن ينفصلا، مشيرا إلى النزاعات بين الدولتين.

وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك علاقات طيبة مع إريتريا وإسرائيل، لافتا إلى أنها ستكون طرفًا مهمًا لو حدث نزاع بين إثيوبيا وإريتريا ، منوهًا إلى أن القواعد العسكرية البرية والبحرية التي تقيمها إسرائيل في إريتريا تشكل خطرًا على قناة السويس وباب المندب والملاحة في البحر الأحمر، لاسيما أن الثلاثة مرتبطون ببعضهم البعض.
وطالب الخبير العسكري، أن يكون لمصر تحرك لمواجهة هذه الأخطار، سواء كانت هذه التحركات سياسية ودبلوماسية أو اقتصادية؛ لوقف الخطر الإسرائيلي القادم من إسرائيل.

في نفس السياق أيضًا، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن إسرائيل نجحت في التوغل بصورة كبيرة في القارة الإفريقية منذ عهد محمد أنور السادات ثم محمد حسني مبارك، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعى الأخطار القادمة من القارة الإفريقية، ولذلك يصر على إقامة علاقات سياسية مع دول القارة السمراء، من خلال حضور القمم الإفريقية، والاجتماعات.

وقال إن مصر لابد أن تلوم نفسها؛ بعد التوغل الإسرائيلي في إريتريا، ونجاحها في إقامة قواعد عسكرية في هذه الدولة، خاصة أننا في صراع دائم على مداخل "باب المندب"، والملاحة في قناة السويس، مشيرًا إلى أن الحرب القادمة هي حرب مياه. 

وأشار إلى أن إسرائيل رغم توغلها الإفريقي إلا أنها لا تستطيع حصار مصر، خاصة أن مصر لها تواجد في اليمن والصومال وأن القيادة السياسية دائمًا ما تعد الخطط لمواجهة الخطر الإسرائلي في إفريقيا.