رئيس التحرير
خالد مهران

ممر ملاحي جديد يهدد قناة السويس بتوقيع «روسي - إيراني»

قناة السويس
قناة السويس


دائمًا ما تكون «قناة السويس» مستهدفة من العديد من الدول، والجهات الخارجية التي تريد لعب دور هام في حركة الملاحة، و«تقويض» عمل القناة، ظهر ذلك في مشروع قناة «بنما»، ثم التمهيد والتحركات لإنشاء ممر ملاحي جديد، وهو ما كشف عنه اجتماع موسع بين رؤساء روسيا وإيران وأذربيجان، وعقد في العاصمة الأذربيجانية «باكو»، ما يعني أن هذا المشروع سيكون منافسًا قويًا لـ«قناة السويس».


يبلغ طول الممر الجديد 7200 كيلومتر، ويربط شمال أوروبا بالهند، ودول الخليج عبر إيران، وروسيا وأذربيجان، ويتكون مشروع «ممر الشمال — الجنوب» من خطوط بحرية وبرية وسكك حديد، ويضمن نقل البضائع من روسيا عبر أوروبا إلى البحر الأبيض المتوسط، ومنه عبر «قناة السويس» إلى الهند التي تعود لترتبط بروسيا عبر البر.


وذكر موقع «روسيا اليوم» أن هذا الممر يعد بديلا واقعيًّا عن طريق النقل البحري عبر قناة السويس، فعن طريق «الشمال- الجنوب» تنقل شحنات «الترانزيت» بواسطته من المحيط الهندي والخليج العربي عبر إيران وبحر قزوين وروسيا إلى بلدان شمال وشرق أوروبا  من خلال طريق أقصر بكثير من طريق قناة السويس من ناحية الوقت.


وأكد الموقع أن مشروع إنشاء وتطوير ممر النقل الدولي "الشمال – الجنوب" يهدف الى نقل الشحنات والبضائع بـ«الترانزيت» من الهند وإيران ودول الخليج العربية، عبر بحر قزوين، إلى روسيا ، ومنها إلى شمال وغرب أوروبا، ويعتمد هذا المشروع على أساس قانوني هو الاتفاقية الحكومية بشأن ممر النقل الدولي "الشمال- الجنوب" التي وقعتها كل من روسيا والهند وإيران عام 2000.


وكشف الموقع انضمام سلطنة عمان وسورية، أمام السعودية والبحرين والكويت والإمارات، فهي دول لا تزال في الطريق، مضيفًا أن المشروع يواجه تنفيذه مشاكل سياسية واقتصادية، وأنه في مقدمة المشاكل السياسية، الوضع الدولي المعقد لـ«إيران»، التي تشكل هي وروسيا أهم دولتين في الجزء الخاص بـ«ترانزيت» النقل في إطار هذا المشروع.


وقالت صحيفة «روزنامة دنياي إقتصاد» الإيرانية، إن ممر النقل الدولي «الشمال- الجنوب» سيكون الممر الرئيسي في مجال نقل البضائع بين أوروبا و آسيا، مشيراً إلي أنه سيكون طريقًا للعبور من شمال أوروبا والدول الإسكندنافية و روسيا عبر إيران ودول الخليج، وهي منطقة تربط بين المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا، وتعود أهمية المشروع إلى قلة التكلفة، والسرعة في عبور البضائع بين آسيا و أوروبا.


وكشفت الصحيفة، أن تكلفة نقل البضائع بـ«الترانزيت» باستخدام الممر الجديد ستكون أرخص 30 ٪ من الممرات الملاحية الأخرى، ومنها قناة السويس.


وأعلن السفير الإيراني في روسيا، مهدي سنائي، أن موسكو وطهران تبحثان إنشاء شبكة مواصلات ضمن ما يعرف بـ"ممر الشمال –الجنوب للنقل" ستربط بين بحر قزوين والخليج.


بينما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بعد اجتماع مع نظيريه الإيراني والأذربيجاني، «جواد ظريف» و«إلمار محمد ياروف»، أن روسيا وإيران وأذربيجان وافقت على بدء مناقشة تفاصيل تأسيس ممر "الشمال – الجنوب" للنقل.


وقال «لافروف»: «ناقشنا القضايا التي تتعامل مع مجالات التعاون المادية، واتفقنا على أن وكالاتنا ذات الصلة ستبدأ في بحث تفاصيل الجوانب العملية لتنفيذ مشروع ممر الشمال – الجنوب للنقل على طول ساحل بحر قزوين الغربي».


وقال السفير أحمد الغمراوي، رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية، إنه توجد مصالح بين كل من الهند وروسيا وإيران، منذ أن كان هناك عداء بين روسيا والصين حيث سلح الروس الهند، مشيراً لوجود مصالح في آسيا خاصة وأن الدول الثلاثة تحتل جزءًا كبيرًا من التجارة العالمية، ولذلك كان من الضروري وجود طريق يوصل بين تلك الدول بعضها البعض.


وأكد «الغمراوي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هذا الطريق معني بنقل الغاز والبترول من إيران وروسيا للدول التي تحتاجه في أي مكان، لافتًا إلى أن هذا الممر يعد ضربة للاتحاد الأوروبي المستورد الأول للغاز الروسي، حيث يتراوح حجم التجارة في الغاز الروسي من 3-4 مليون طن.


وأضاف «الغمراوي» أنه لم يحدد بعد مدي خطورة هذا الطريق علي قناة السويس، ويتوقف ذلك علي المدة التي ستستغرقها السفن في المرور، وتكلفه النقل، ولكن الطريق في النهاية يهدف لزيادة التجارة بشكل عام وليس النقل وحده.


وقال عبد الرحيم مصطفي، المتحدث باسم موانئ البحر الأحمر، أن محاولات إنشاء ممر ملاحي جديد، هي مناوشات سبقتها محاولات من الصبن لإعلان قناة ستضر بقناة السويس، بالرغم من وجود اتفاقات بحرية دولية تمنع ذلك، إلا أن المخطط الجديد لإنشاء ممر ملاحي ينافس قناة السويس، هو مخطط تتبناه دول لها مشكلات سياسية مع مصر كإيران.


وأكد «مصطفى»، أنه لا يوجد تأثير على حركة الملاحة بالقناة بعد الإعلان عن المشروع "الروسي - الإيراني" الجديد، وأن تلك الدول في حالة صراع ومنافسة بحرية مع مصر، وهي تقوم بعملية ترويج لمنتجها، مبيناً وجود مركز بحوث ودراسات لقناة السويس، يدرس تلك المشروعات والرد بشكل واقعي، ضاربًا المثل بسياسة «صد الخطر»، ومنها إطلاق قناة السويس عروضًا جديدة، وعمل تخفيضات في رسوم عبور السفن.


وقال نصار خزعل، نائب حركة التحرير الوطني الأحوازي، وحفيد الشيخ «خزعل»، آخر حكام دولة الأحواز العربية، إن إيران تريد السيطرة على مضيق «باب المندب» ومن جهة أخرى السيطرة على مضيق «هرمز» في الخليج العربي، مؤكدًا أن الخريطة توضح أنها ستشق من الخليج العربي، وصولًا لبحر «قزوين».


وأضاف سيد حجازي، رئيس شعبة العلاقات البحرية بميناء بورسعيد، أنه جغرافياً لا يمكن أن ينافس المشروع الجديد مشروع قناة السويس، وعلمياً من الصعب ذلك لطول المسافة في القناة الجديدة المزمع إنشائها.