بالأسماء والمواقع.. القواعد العسكرية الإيرانية في إفريقيا لحصار مصر والسعودية
يكتسب البحر الأحمر، أهمية كبيرة باعتباره مسطحًا مائيًا يصل البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وخليج السويس بالمحيط الهندي عبر باب المندب، فضلا عن مرور السفن به، والتي يكون لها أغراض تجارية وعسكرية، وتطل عليه دول عربية في أغلبها عدا إرتريا وجيبوتي.
ويكتسب البحر الأحمر أهمية بالغة؛ لأنه يعد أحد أهم الطرق البحرية في العالم حيث يوفر للقوى الإقليمية والدولية إمكانات الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيطات المفتوحة، كما له أهمية سياسية كبيرة لدى القوى الإقليمية والدولية.
ويبدو أن المنطقة المحيطة بـ«البحر الأحمر» هادئة، ولكن الحقيقة أن الأيام القادمة قد تشهد صراعًا ناريًا في هذه المنطقة، خاصة أن هذا البحر بات محل صراع دولي، لاسيما مع وجود أربع دول في جنوب البحر الأحمر تحت النفوذ الإيراني.
وسربت «ويكيلكس» وثيقة صادرة عن الاستخبارات السعودية، تتحدث عن النفوذ الإيراني عند باب المندب، وكيف أنها تغلغلت بداخل جيبوتي، لتصبح «مخلب قط» تصيب به الدول العربية المجاورة، ومنصة لها علي البحر الأحمر، ومفتاحه الجنوبي وهو مضيق باب المندب.
وأكدت الوثيقة المسربة، أن الباحثين الإيرانيين عرضوا استعدادات طهران لمساعدة جيبوتي، وستكون تلك المساعدات علمية، علي هيئة دراسات تقدمها إيران تحت إشراف «جامعة طهران».
وأشارت الوثيقة، إلى أن إيران استغلت نقاط ضعف جيبوتي، وحاجتها للمساعدات المادية لتنمية بلادها، وتحاول استدراجها إلي اتفاقيات استراتيجية.
وأكدت الوثيقة أن جيبوتي تريد الاستفادة بقدر الإمكان من المساعدات الإيرانية دون أن تتورط في إقامة اتفاقيات عسكرية أو أمنية معها، وذلك لكونها دولة عربية، ولها تحالفات دولية مع فرنسا وأمريكا، غير علاقاتها المتميزة مع المملكة.
وحثت الوثيقة السلطات في السعودية؛ لتعزيز تواجدها في منطقة القرن الإفريقي، وذلك بشتي الوسائل السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، محذرة من تهديد أمن المملكة من الأنشطة المعادية لكل من إيران وإسرائيل بجنوب البحر الأحمر.
وإلي الشمال قليلاً تجد «أرخبيل دهلك»، وهو مجموعة من الجزر الواقعة في البحر الأحمر بالقرب من مصوع بإريتريا، ويحتوي على جزيرتين كبيرتين و124 جزيرة صغيرة، اشتهر بصيد اللؤلؤ منذ العصور الرومانية ولا يزال ينتج عددًا كبيرًا منها، بينها 4 جزر فقط آهلة بالسكان، هي دهلك الكبير، أكبر جزيرة وأكثرها سكانًا، ونهلق، وتشتهران بصيد اللؤلؤ منذ أيام الرومان.
وتبلغ مساحة «جزر دهلك» 700 كم2 وتبعد عن الساحل مسافة 43 كم، ونظرًا لموقعها الاستراتيجي القريب من مضيق باب المندب، ومن خطوط الملاحة الرئيسية في البحر الأحمر، وكانت ولا تزال محل صراع سياسي واستخباراتي وعسكري للعديد من القوى الإقليمية والدولية، خاصة وأن بها مطارًا ومهبطًا للطائرات العمودية، وأرصفة عائمة ومحطات للاتصالات
بينما تملك دولة إريتريا 126 جزيرة، تمتد على طول ساحلها المطل على البحر الأحمر، ولكنها نظرًا لظروفها الاقتصادية المتواضعة، عمدت إلى تأجير بعضها، خاصة جزر أرخبيل دهلك، حيث استأجرت إسرائيل ثلاثاً منها، هي ديسي، ودهول، وشومي، ونظرًا لضخامة عدد الجزر، وحاجة هذه الدولة الأفريقية المستقلة حديثًا عن إثيوبيا، فلم تكن مصادفة أيضًا أن تستأجر إيران جزيرتين مجاورتين لهذا الأرخبيل، هما جزيرتا فاطمة و«نهلقه» على خليج ميناء عصب الإريتري.
وذكرت صحيفة البيان الإماراتية أنه في 20 مايو عام 2009 م، زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، طهران، تلبية لدعوة من نظيره الإيراني آنذاك أحمدي نجاد، وتمخضت الزيارة عن نتائج هامة لكلا البلدين، في مقدمتها، اتفاقية ثقافية وعلمية، مع مذكرة تفاهم لتعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية، وتفعيل حركة التبادل التجاري بين البلدين.
وبينت الصحيفة الإماراتية أن الجانب العسكري احتل حيزاً كبيراً في مباحثات الطرفين، حيث تمت الموافقة الإريترية على السماح لإيران ببناء قاعدة بحرية تطل على باب المندب في ميناء عصب، ومعسكرات لتدريب المتمردين الحوثيين، بعد تسهيل وصولهم من اليمن عن طريق ميناء ميدي اليمني، وعقد دورات تدريبية لهم، بإشراف خبراء من الحرس الثوري
وأضافت الصحيفة الإماراتية، أن الاتفاقية نصت علي تواجد لفيلق القدس الإيراني، نظير تقديم بترول بأسعار رمزية لدولة إرتيريا، والمشاركة في التنقيب لاستخراج الذهب الذي اكتشف هناك بكميات كبيرة في الجبال المجاورة للحدود الإثيوبية، علاوة على منح مالية خاصة لنظام أفورقي
وأكد «طاهر» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن تعز المحافظة التي تشهد الحرب حالياً، قريبة من سواحل باب المندب، وفيها ميناء «المخا» أحد الموانئ المكملة للمضيق، مبيناً أن الحركة في المضيق والموانئ المطلة عليه، متأثرة ﻷن الحرب قضت على الأخضر واليابس وكل ما هو جميل، حتى طيران التحالف لا يفرق بين الهدف المدني أو العسكري.
وأضاف طاهر أنه يتم استهداف الموانئ المطلة على مضيق باب المندب من حين إلى آخر، حتى لا ترسي عليه أي سفينة خوفًا من أن تكون إيرانية تزود الحوثيين بالسلاح.
وقال «فهد الأحوازي»، الناشط السياسي بالتجمع الأحوازي الديمقراطي "جاد"، أن النفوذ الإيراني في قارة إفريقيا موجود منذ زمن طويل، خاصة أن طهران كانت تمتلك خزانات أسلحة في السودان وإيريتريا وجيبوتي، لافتا إلى أن الحرس الثوري الإيراني لديه قواعد وسفن عسكرية في البحر الأحمر.
وأكد «الأحوازي» أن السفن البحرية العسكرية الإيرانية ما زالت موجودة و ممتدة من خليح عدن إلى البحر الأحمر، و يتم توصيل الاسلحة إلي الحوثيين الآن من هذا الطريق.
وشدد علي أن التواجد الإيراني في الجزر التي اشترتها من إريتريا موثر جداً، لأن هذه الجزر قريبة من مصر، وفي الوقت نفسه قريبة من السودان، ولهذا طهران تحاول نشر عملاء لها في مصر، كما أن هذه الجز قريبة من اليمن؛ ومن هنا يتم دعم الحوثيين.
ويرى «الأحوازي»، أن النفوذ الإيراني بتلك المنطقة لن يكون سببًا في حرب العرب؛ لأن النظام الإيراني خسر خسارة فادحة ماديًّا ولوجستيًّا في العراق واليمن وسوريا، مشيرًا إلى أن عمر النظام الملالي بات على زوال، خاصة بعد أزمات ومشاكل كبيرة للدولة في الخارج.
وأشار «الأحوازي» إلى أن من يدير تلك العلاقات الإفريقية الإيرانية هو الحرس الثوري الإيراني، وهذا يعني أن القواعد البحرية الإيرانية مدارة من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وقال نصار خزعل، الأمين العام لحركة التحرر الأحوازي، وحفيد الشيخ خزعل آخر حكام الأحواز وهي الدولة العربية المحتلة من إيران، إن طهران تريد إحياء الإمبراطورية الفارسية، فإذا سيطرت على المضايق معناها التحكم بالتجارة الدولية، لافتا إلى أن إيران لها جزر بإيريتريا، ولها نفوذ بالسودان واليمن.
وفسر «خزعل» نجاح إيران في تثبيت وجودها في إيريتريا؛ إلى الدعم المادي والعسكري، منوهاً إلي أن إيران لها علاقات سرية مع إسرائيل، ومصالح في إيران.
وكشف «خزعل»، أن مستقبل الوجود الإيراني بإريرتريا وجيبوتي واليمن، مرتبط بانتهاء الحرب في اليمن، والتركيز على أن الصراع عربي فارسي والابتعاد عن الطائفية التي تروج لها بعض الفضائيات.
وكشفت وثيقة صادرة عن الاستخبارات السعودية قطاع المراقبة، والتي حملت رقم5658 أ ج ج ب، تحت عنوان «السودان وعاصفة الحزم»، أن السودان كانت مهددًا لأمن المملكة نتيجة تحالفها مع إيران، وأنه تم رصد مساعدات عسكرية كبيرة للحوثيين، قدمت لهم من قبل إيران، وقامت حكومة البشير بإيصالها عبر جيبوتي، ورصدت المخابرات السعودية هذه الشحنات، مؤكده أنه لم يكن التعاون الوحيد بين السودان و الحوثيين، وإنما قدمت الاستخبارات وثائق أخري في هذا الشأن.
وأكدت الوثيقة أن المملكة استدعت «البشير» قبل عاصفة الحزم بأيام، ليجتمع مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ووزير الدفاع محمد بن سلمان، لتوضيح موقفه من الانضمام للتحالف، وأعلن البشير انضمامه للتحالف ضد الحوثيين وعبد الله صالح، والذي وصفته الوثيقة بالتصرف المفاجئ وغير المتوقع من البشير.
وحذرت الوثيقة من الاعتماد علي البشير، ووصفته بأنه يريد الإمساك بكل أوراق اللعبة بين يديه، وإعلان تحالفه مع المملكة علي الملأ، والاحتفاظ بعلاقات سرية مع طهران من جهة أخري.
وكشفت الوثيقة عن سفر قيادات سياسية وأمنية إلى طهران مباشرة، بعد إعلان البشير موافقته للانضمام لعاصفة الحزم، ما يشير إلى الدور المشبوه الذي يمكنه أن يلعبه السودان ضمن التحالف العربي الذي يساند عاصفة الحزم.
كما تمكنت المخابرات السعودية من الحصول علي مراسلات سرية ما بين الخرطوم وطهران تكشف بعض أبعاد هذا المخطط، ولذلك أوصت اللجنة العليا المكلفة بمتابعة الدور السوداني بتوخي الحذر البالغ ،في كشف أي أسرار حربية تتعلق بمخططات لمحاربة الحوثيين للجانب السوداني.
وأوصت الوثيقة الممهورة بـ«سري جداً» بالمراقبه اللصيقة للقيادات العسكرية السودانية التي تم إرسالها للمملكة، ومسايرة السودان واتخاذ سياسة النفس الطويل معها،مع إبداء الترحيب الشديد من قبل القيادات السياسية بالمملكة من مواقف البشير الأخيرة، إلي أن تضح الصورة العامة عن أهداف السودان من هذه المشاركة، وأهداف حليفتها إيران.
وكشف المحضر السري لاجتماع اللجنه الأمنية والعسكرية السوداني المنعقد بكلية الدفاع الوطني بالخرطوم، الأهداف الحقيقية للسودان في الاشتراك بالتحالف العربي، لابتزاز دول التحالف العربي سواء مصر أو السعودية أو الإمارات والحصول علي أقصي استفادة منهم، مع احتفاظها بعلاقاتها العسكرية مع طهران.
وجاء في الوثائق اعتراف سوداني صريح بدعم الحوثيين، وذلك على لسان الفريق أول هشام عبد الله، رئيس هيئة الأركان المشتركة السودانية، منوهًا إلى أن السعودية اكتشفت السلاح الذي أرسلته الحكومة السودانية عبر البحر الأحمر إلى اليمن لتسليح شيعة عبد الملك الحوثي.
وأكد الفريق عبد القادر محمد زين منسق جهاز الخدمة الوطنية وأمين الحركة الإسلامية بالخرطوم، أن التوازن بين علاقة السودان مع إيران ومع مجلس التعاون الخليجي مهم، مؤكداً أن علاقة السودان بإيران ترتبط بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وأشار زين في الوثائق الممهورة بـ"سري جداً" أن مصر مضطرة لعلاقة خاصة مع السودان، خاصة بعد انتصار الإسلاميين في معركة طرابلس، ووجود مشكلة مع ليبيا، وأن مصر دعمت حفتر، معترفًا أن السودان هي من تستخدم تلك الكروت للضغط علي مصر.
واتهم الفريق يحي محمد خير، وزير الدولة بوزارة الدفاع السودانية ورئيس أركان القوات البرية، السعودية ودول الخليج بأنهم يريدون قلب نظام الحكم السوداني، لافتًا إلى أن هذه خطوة عدائية لا يمكن الصمت عنها، مشيرًا إلي أن دول الخليج خافت من رد فعل السودان التي قد تدعم جماعات متشددة لتعمل ضد السعودية ودول الخليج، كعملية انتقامية.
وكشف «خير» في كلمته الموثقة بمحضر الجلسة، أن كل دول الخليج معلوماتها عن الجماعات المتطرفة «خاطئة وضعيفة»، خاصة تلك الجماعات الموجودة بليبيا والصومال ومالي ودول المغرب العربي وأفغانستان.
وأضاف «خير»، أن المصريين يجب أن يتعاملوا مع السودان التي تملك كل المعلومات عن المعارضين الموجودن بمصر، وتحركاتهم واجتماعاتهم وعلاقاتهم مع السفارات، على أن يكون هذا الأمر في مقابل منع الإخوان المسلمين والمتطرفين بليبيا من مهاجمة المصالح المصرية.
وقال الفريق أول محمد عطا، مدير جهاز الأمن والمخابرات، إنه كانت هناك مؤامرة لعمل "ربيع عربي" في السودان، بتخطيط و تمويل من المخابرات المصرية والسعودية والإماراتية، لتغيير النظام لذلك واجهت السودان المظاهرات بقوة حتي لا تتكرر.
وأضاف «عطا» أن المصريين والإماراتيين والسعوديين خائفون بعد ما تم القبض علي كل عناصرهم في قبضة الأمن السوداني، مؤكداً نصاً علي أنه سيتم اللعب بتلك الورقة لابتزاز البلدان الثلاثة قائلاً: "دايرين نبتزهم بهذا الملف".
وأقر الفريق صلاح الطيب، أحد قيادات الجيش السوداني، أن الملحق العسكري السعودي زاره، وطرح عليه التعاون في بعض المجالات العسكرية، مشدداً علي أن المملكة على استعداد أن تقدم كل الدعم للجيش السوداني من تعاون لوجيستي وأنه من الممكن أن يتطور لأن يصبح تعاون بين الحكومتين.
ورأى الفريق عبد الرحيم محمد حسين، وزير الدفاع السوداني، أن علاقة السودان بإيران استراتيجية، وأن الإيرانيين طوروا السلاح السوداني و فتحوا مخازن الأسلحة للبشير، ودربوا كوادر في العمل الأمني والاستخباراتي، وتصنيع السلاح و التكنولوجيا.
وأكد «حسين» عبر الوثائق أنه توجد بالسودان كتيبة من الحرس الثوري الايراني، كما أن طهران بنت قواعد تنصت تتجسس علي دول الجوار العربي كمصر والسعودية، وبنوا قاعدة كنانة والأولياء الجويتين.
وكشفت الوثائق أن السودان لا تريد أن تخسر جوهر علاقتها مع إيران، وأنها علي تشاور مع القيادة الايرانية، مشيرة إلي خوفها أن يكون تقارب دول الخليج معها مؤامرة لخسارة علاقتها مع إيران، وكشف ظهر نظام البشير.
وفسرت الوثيقة التوجه السعودي للسودان بسبب خوفها من الوجود العسكري لإيران بالخرطوم، مؤكدة ضرورة استثمارها للفرصة.
وقال «غالب طيفور»، القيادي بالحزب الاتحادي السوداني، إن الأسطول السوداني في قبضة الإيرانيين، خاصة أن إيران تقدم دعمًا كبيرًا لنظام البشير، وأنه لا يوجد أسطول سوداني في الوقت الحالي، وكل ما ما تبقي للبحرية السودانية هي "باخرة وحيدة" معروضة للبيع، وبعض الزوارق الصغيرة التي تحرس بها الشوطي.
وأكد «طيفور»، أن النفوذ البحري الإيراني له وجود كامل في خارطة البحر الأحمر، ولكن هنالك ديون إيرانية ضخمة تجاه نظام البشير، لافتًا إلى أن نظام البشير، لا يمكن أن يمنع مستدينه من التحرك بحرية في مياهه الإقليمية، وهي أموال استلمها نظام البشير من إيران، وحرك بها عجلة اقتصاده لسنوات طويلة.
وأضاف «طيفور» أن السفن الإيرانية تتواجد بداخل البحر الأحمر علي رأس المياه الإقليمية، والحقيقة أنها «منصات تجسس».
ولفت «طيفور» إلى أن الخطوات السعودية لتحجيم الدور الإيراني بالسودان جاءت متاخرة بعد ظهور المدارس الشيعية بصورة كبيرة في كل بقاع السودان، بلا رقيب ولا حسيب، لافتا إلى أن هذا الأمر سببه دعم الإيرانيين لنظام البشير.
وكشف «طيفور»، أن تمكين الإيرانيين ودخولهم معترك الأراضي السودانية والاستفادة من مياهه الاقليمية، سببه في الأصل الاستثمارات الضخمة التي ضختها إيران للحكومة السوانية، وهو ما جعل الحكومة السودانية تنفذ جميع طلبات الإيرانين.
وذكر محمد محسن أبو النور، الخبير بالشأن الإيراني، أن إيران لها تواجد قوي بإفريقيا منذ عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي، الذي انتهت ولايته في عام 2005، وتركزت في منطقة القرن الإفريقي خاصة، حيث تستخدمها طهران كجسر يمتد إلي اليمن، ومنها يمكنها أن تمد نفوذه لداخل العمق الإفريقي في دول كنيجيريا، والتي نجحت فيها بالفعل في أن تقفز سياسيًا علي تلك الدول الإفريقية، بل وتقوم بنشر المذهب الشيعي بتلك الدول.
وأكد «أبو النور» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن إيران انتهجت في تلك الدول الإفريقية المطلة علي ساحل البحر الأحمر، استراتيجية فتح أسواق للسلع الإيرانية، وحماية خطوط الإمداد النفطية الممتدة من تلك الدول، وتمر أمام سواحلها، كما أنها تقوم بنقل السلاح للحوثيين عبر تلك الدول، وتستخدمهم كبديل استراتيجي في حال سقوط حلفائهم الحوثيين في جنوب شبه الجزيرة العربية.
وأوضح «أبو النور» أن التواجد الإيراني في تلك المنطقة خطير للغاية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إيران تريد التوسع والتمدد، ويمكن استخدامها كتهديد لمصر والسعودية، مشيرًا إلي وجود تنافس شديد بين إيران وإسرائيل بتلك المنطقة علي أعلي مستوي.
وبين «أبو النور» أن إيران تقوم بعملية تودد لنظام أسياسي أفورقي، وهي تعتبر ثاني أكبر الدول نفوذاً في منطقة القرن الإفريقي، موضحاً أن المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب أتاحت لإيران التدخل في جيبوتي، بالرغم من المصالح الغربية لها.
وأضاف «أبو النور»، أن الإيرانيين نشروا نفوذهم في تلك المنطقة الحيوية عن طريق رجال الأعمال الإيرانيين الذين انتشروا في عهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي، وباتت مراكز لنقل المؤن والعتاد للحوثيين حلفائهم اليمنيين.
وقال محمد السعيد إدريس، الباحث في الشئون الإيرانية، أن منطقة جنوب البحر الأحمر تعج بمناطق النفوذ، ومنها النفوذ الأمريكي والنفوذ الفرنسي ، فهي منطقة نزاع قوي، بين القوي الدولية، وإيران قوة صاعدة تمتلك قوة نفطية ومالية، وتسعي لأن تكون قوة إقليمية، ولذلك فهي تتوسع وتتمدد.
وأكد «إدريس» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن تلك القواعد العسكرية في إيرتيريا هي نقطة انطلاق للحفاظ علي المصالح الإيرانية العابرة للبحر الأحمر، مشيراً إلي أن العرب لا ينظرون إلا بعين واحدة علي النفوذ الإيراني تاركين باقي القوى الدولية التي تتقاذف هذا الجزء من العالم ووجودها أضعاف إيران.
وقال حامد آدم الناشط الحقوقي الإيرتري أن نظام أسياسي أفورقي له علاقات متشعبة مع مختلف القوي الدولية، ويلعب علي أكثر من حبل، ليبحث عن مصالحه الخاصة، مستنكرًا سلوكه في بيع إيرتريا للأجانب، ومشبهه بأنه يتعامل مع إيرتريا علي أنها شركة خاصة يؤجرها شقق وقطاعات.
وأكد «آدم» أن الشعب الإيرتري لا يستفاد شيئاً من عمليات التأجير التي تتم، ولكنه في حالة من الشقاء، وهي عمليات تخدم النظام الإيرتري واستثمارات تضخ لحسابه الخاص، نافياً أن يكون هناك نفوذ إيراني في أواسط الشعب الإيرتري، أو محاولات لنشر التشيع في وسطه، لأن النظام يخاف من مغبه ذلك، وإنها تقتصر علي العلاقات السياسية والعسكرية بين البلدين.