صحيفة عبرية: تركيا وإيران وروسيا تسعى لتشكيل «مثلث رعب» يهدد إسرائيل
في يومي 16 و17 أغسطس الماضي، سمحت إيران للمقاتلات الروسية الاستراتيجية بعيدة المدى "توبوليف"، تواكبها مقاتلات سوخوي 34، بشن غارات على أهداف شمال حلب وإدلب ودير الزور في سوريا، ضد أهداف عسكرية لتنظيم "داعش"، وجبهة فتح الشام "النصرة سابقا"، انطلاقا من قاعدة "همدان" الإيرانية، ولم تتوقف تلك الطلعات منذ ذلك التاريخ، لتُشكل مرحلة بالغة الأهمية من شانها أن تُغيِّر الأوضاع في المنطقة.
ونقلت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية، تخوفات إسرائيل من هذا التقارب بين روسيا وإيران، ودخول تركيا على خط التعاون، مشيرة إلى أن إيران سمحت لروسيا باستخدام مجالها الجوي، لشن هجمات في سوريا، كجزء من التعاون العسكري بين البلدين، الذي زاد بشدة منذ سبتمبر2015.
وقد استخدمت روسيا طائراتها لمساعدة نظام الأسد انطلاقا من قواعدها الخاصة في جنوب روسيا، لكن منذ سبتمبر 2015، بدأت تستخدم من قاعدة "حميميم" الجوية قرب اللاذقية في سوريا، قبل أن تعتمد على قاعدة "همدان" الإيرانية مؤخرا.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن تدهور موقف بشار الأسد وتقدم المعارضة في منطقة حلب، إضافة إلى الخسائر التي تكبدها الحرس الثوري الإيراني والقوات البرية الإيرانية خلال القتال في سوريا، أدى إلى شكاوى إيرانية بعدم كفاية المساعدة التي تقدمها القوات الجوية الروسية في الحرب الدائرة في سوريا، وهو ما دفع إيران للسماح لروسيا باستخدام قاعدتها الجوية، لتفعيل دور أكبر للطائرات الروسية في العمليات في سوريا.
وتحسنت العلاقات بين إيران وروسيا، على مدى السنوات الخمس الماضية، من خلال الاجتماعات المتواصلة بين موظفين رفيعي المستوى من كلا الجانبين؛ لتنسيق تعاونهم في سوريا لإنقاذ نظام الأسد، إضافة إلى أن هناك خطط قيد المناقشة لتسليم طهران صفقة أسلحة كبيرة، كما أن هناك تعاونا وثيقا في المجال النووي، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية، ومن المقرر أن يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة لإيران في شهر نوفمبر المقبل لمناقشة تحقيق تعاون أكبر بين البلدين.
وفيما يتعلق بالموقف التركي من التقارب الروسي
الإيراني، أوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه من الممكن أن يشكل تحديا للولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدة أن تركيا ترغب في أن تصبح الذراع الثالث من المثلث الإقليمي
إلى جانب روسيا وإيران، وربما يشكل "مثلث الرعب"، بحسب وصف الصحيفة، خطرا على إسرائيل والولايات
المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من الناحية العملية فإن تحليق الطائرات الروسية من طهران له تأثير كبير على إسرائيل، ويثير لديها مخاوف من التقارب الروسي الإيراني، وذلك بالرغم من علم تل أبيب أن روسيا تهاجم التنظيمات المسلحة في سوريا، وهو ما يشكل مصلحة لإسرائيل وحماية لأمنها، وهو السبب الذي يقلل من زعر تل أبيب، ولكنه لا يمنعه.
وتسعى إيران لصفقة أسلحة كبيرة مع روسيا،
والتي من المقرر أن تغير من القدرات العسكرية الإيرانية، وعلى الرغم من أن إمدادات
هذه الأسلحة تم حظرها بموجب قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة، إلا أن إيران تحاول استغلال
استضافتها الطائرات الروسية من أجل إبرام الاتفاق، فضلا عن إشراك روسيا في
توسيع البنية التحتية النووية الإيرانية.