رئيس التحرير
خالد مهران

عادل عبد الكافي القيادي السابق بـ«الجيش الليبي»: مصر ساعدت «حفتر» في الاستيلاء علي «الهلال النفطي»

محرر «النبأ» في حواره
محرر «النبأ» في حواره مع اللواء عادل عبد الكافي

قال اللواء الليبي متقاعد «عادل عبد الكافي»، إن القوات الجوية المصرية ساعدت «خليفة حفتر»، في الاستيلاء على «الهلال النفطي» بعد عملية «البرق الخاطف»، مشيرًا إلى أن قواته نشرت صورًا لـ«400» حاوية تضم أسلحة مصرية.


وأضاف «عبد الكافي»، أن حفتر استعان أيضًا في عملية «البرق الخاطف» بقوات من حركة «العدل والمساواة» السودانية، مطالبًا الحكومة بالوقوف على الحياد من الحرب الموجودة في ليبيبا، حتى لا يحدث ضرر للعمالة الموجودة في الغرب الليبي.


كيف ترى استيلاء حفتر على الهلال النفطي؟

هي محاولة من حفتر لإثبات وجوده، وتحقيق مكسب سياسي، ولا نستطيع أن نقول عليه استيلاء وسيطرة؛ بل هى عملية تسليم بالاتفاق مع بعض شيوخ قبيلة «المغاربة»، وتحديدًا صالح الأطيوش، خاصة أن معظم عناصر حرس المنشآت النفطية من قبيلة «المغاربة» التي تقع بها معظم الحقول النفطية بالهلال النفطى، وهذا الأمر يعد تغييرًا في الولاء السياسي، وليس سيطرة، وهو نفذ عملية «البرق الخاطف»، من خلال الدعم من «مرتزقة» العدل والمساوة السودانية، وبعض المرتزقة التشادية، التى يستعين بها «حفتر»، وبتصريح رئيس السودان عمر البشير، وقتل من قوات العدل والمساواة، وأسر البعض منهم فى استرداد «ميناء السدرة» و«راس لانوف»، من قبل حرس المنشآت النفطية، وقوات تابعة لـ«المهدي البرغثي»، وزير الدفاع الليبي التابعة لـ«حكومة الوفاق»، الذى كلف بتشكيل قوة واسترداد الموانئ النفطية.


ما موقف الدول الكبرى من عملية البرق الخاطف؟

بيان الدول الـ6 أدان الهجمات على منطقة «الهلال النفطي»، ووصف هذه التحركات بالأعمال العدائية، وأكدت هذه الدول عزمها تنفيذ قرار مجلس الأمن 2259 الخاص بالتدابير المتعلقة بصادرات النفط غير المشروعة، ووجوب بقاء الإنتاج والتصدير تحت سيطرة المؤسسة الوطنية للنفط، وسلطة المجلس الرئاسى، وهذا ما دفع «حفتر» إلى الإعلان عن تسليم الموانئ النفطية للمؤسسة الليبية للنفط، لاسيما أنه بحسب البيان، يعد قائد عملية «البرق الخاطف» جهة غير مشروعة، فضلا عن تخوفه من «عصا» العقوبات الدولية، كما أن المجتمع الدولى يعمل على توحيد أهم ثلاث مؤسسات، هي: المؤسسة الليبية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي، ومؤسسة الجيش.


هل بالفعل هناك غطاء جوي مصري مساند لحفتر؟

نعم.. بدليل أن صقر الجروشي، قائد القوات الجوية التابعة لـ«حفتر» قال إن مصر هى من ساعدتهم بغطاء جوى لقصف حرس المنشآت النفطية التابع للمجلس الرئاسي، وحقيقة مجموعة حفتر لا تقصر فى الإعلان الدائم عبر الوسائل الإعلامية والجلسات المغلقة عن مساندة مصر لهم حتى أنهم نشروا صورًا لـ400 حاوية ذخيرة وأسلحة دعمتهم بها مصر، كما أعلن وزير الدفاع لحكومة الوفاق «المهدي البرغثي»، بهذا التدخل المصري.


هل بالفعل هناك تهريب من الدواعش للسلاح والأفراد لمصر؟

لا.. لأن «داعش» محاصرة في «سرت» بعد مواجهتها من ثوار درنة والبيضاء وطبرق، لمدة 6 أشهر، وهي المعارك التي قتل فيها معظم العناصر، واضطرار الباقى إلى الفرار لـ«سرت»، وقطعوا 800 كيلو متر عبر الصحراء، ومرت العناصر على 5 تمركزات عسكرية تابعة لـ«حفتر»، منها 6 قواعد جوية، ولم تطلق رصاصة واحدة من حفتر وقواته ضد هذه القوات، كما وجد سلاح مع الدواعش من نفس الأسلحة التى تم دعم «حفتر» بها، والآن يتم القضاء عليهم فى «سرت» من قبل قوات البنيان المرصوص.


لماذا استهدفت داعش مصر بالعمليات الإرهابية ومنها ذبح 21؟

العملية جاءت علي خلفية الحوار الداخلي الليبي بين الفصائل المتنازعة؛ لإرباك مسار هذا الحوار، خاصة أن المنطقة التي حدث بها اختطاف المصريين في منطقة عسكرية بـ«سرت»، حيث قامت قوات خليفة حفتر بضرب مطار «القرامية» بالمدينة التى كان يوجد بها المختطفون، بعد خسائره في وسط وغرب ليبيا، وانعقاد حوار «دامس»، وهناك أطراف ليبية تسعي لإدخال أطراف أجنبية للقتال في ليبيا علي رأسها حفتر نفسه، علي غرار ما فعله صدام بحرب الخليج الأولي ،حيث يستغل العلاقات السيئة بين القاهرة وطرابلس، لكي يزيد من شعبيته ومن كمية المساعدات المتدفقة عليه من القاهرة، والدليل علي ذلك أن أكثر الجاليات المستهدفة هي الجالية المصرية، بالرغم من وجود جاليات ضخمه العدد أخري كالجالية التونسية و الجالية البنغالية بليبيا، والهجمات العشوائية لـ«حفتر»، وإطلاق القذائف هو من عرض حياة هؤلاء للخطر، كما أن ما حدث للمصريين تزامن مع اغتيال شخصيات وضباط ليبيين شاركوا في ثورة 17 فبراير ضد «القذافي».


كيف يخطف الدواعش المسيحيين المصريين؟

«الدواعش» يقيمون كمائن وهمية للمصريين على الطرق السريعة، ويقومون بفحص هوياتهم، وسؤالهم عن أماكن إقامتهم، وعندها يعلمون بأن منهم مسيحيين، يستهدفونهم في محل إقامتهم، كما حدث في عملية ذبح الـ21 مصريًا في «سرت».


هل سيؤثر انحسار داعش في فرص اقتصادية لمصر بليبيا؟

رغم العلاقات الاجتماعية الوطيدة بين الشعب الليبيى والمصري، والامتداد القبلي والبعد الإستراتيجي مابين البلدين، واهمية الاستقرار لهما، إلا أن الدعم المصري لـ«حفتر»، كان له تأثير سلبى كبير على قطاعات واسعة من الشعب الليبي على جميع الأصعدة، فكل الليبين مع مكافحة الإرهاب، ولايقبلون به، ولكن هذا لا يعنى أن يوافقوا على قتل المدنيين، وهدم المدن، وتهجير الأهالي، تحت شعار «مكافحة الإرهاب»، وهو فى حقيقته عودة «للحكم الديكتاتوري»، والنظام السابق الذى أعاده «حفتر».


كيف تري وجود العمالة المصرية حاليا بليبيا؟

‏العمالة المصرية القليلة الموجودة في غرب ليبيا، وضعها جيد، ووقفنا شخصيًا على بعض الحالات، وأمورها مستقرة، ويجب أن نشير إلى التسيب الأمني تداعياته سيئة على الجميع سواء المواطن الليبيي، أو الوافد؛ فليس هناك استهداف للمصريين كما يروج.


لماذا اختطفت قوات فجر ليبيا عددًا من المصريين؟

قوات فجر ليبيا لم تخطف المصريين، ولكن قبضت على 6 منهم، بالقرب من «مصراتة»، وبعض هؤلاء المصريين دخلوا ليبيا بطريقة غير شرعية، والآخرين انتهت فترة إقامتهم.


كيف تري الدعم القطري والتركي في ليبيا؟

لا توجد دولة في العالم الآن لا تدعم فصيل أو قبيلة فى ليبيا، وهذا هو ما يهدد استقرار ليبيا، فقطر تمول بعض التيارات التى تنتمى عقائديًا إلى جماعة الإخوان وهذه فئة قليلة، والإمارات العربية المتحدة تمول خليفة حفتر بدعم مالي وعسكري مفتوح، وتركيا وغيرها من الدول، وهذا لأن ليبيا دولة غنية فالكل يهمه نفط ليبيا وغازها الذى تمتلئ به حقولها، ولا أحد يفكر فى شعب ليبيا المطحون تحت وطأة الحرب والظروف.


لماذا تصف حفتر بأنه خائن للوطن بالرغم من أنه عارض القذافي؟

حفتر ليس بمناضل؛ لأنه بعد معركة وادي الدوم، والتي ربط فيها في عمود برباط حذاؤه، خُير من الأمريكيين بأن يظل في الأسر أو يخرج إلي الولايات المتحدة ويكون معارضًا لنظام القذافي، وهو اختار الثانية.

ماذا عن القوات الأجنبية في قاعدة معيتيقية؟

‏لايوجد قوات أجنبية فى «أمعيتيقة»، حتى الدعم الأمريكى ضد «داعش» يتمثل فى طائرات بدون طيار، مدعومة بعناصر استشارية قليلة تعد على الأصابع وموجودة فى غرفة العمليات، أما الدعم الإيطالى فهو عبارة عن دعم طبى بمستشفى ميدانى لجرحى العمليات العسكرية.


هل توجد رسالة تريد تقديمها للرئيس عبد الفتاح السيسي؟

أتمنى من مصر أن تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف حتى لاتفقد موقعها وسمعتها بسبب مناصرة طرف على آخر، خاصة مع وجود عمالة مصرية كبيرة  فى ليبيا، لذا ينبغى على الحكومة المصرية أن تتخذ موقفًا يضمن سلامة مواطنيها، ويجب ألا تنجرف وراء استفزازات «داعش» أو خلافه.