رئيس التحرير
خالد مهران

مكالمة هاتفية تفضح مخطط نشر «المذهب الشيعي» بشمال إفريقيا انطلاقًا من القاهرة

أحمد راسم النفيس
أحمد راسم النفيس - أرشيفية

لا تدخر إيران جهدا؛ في سبيل تنفيذ مخططات متتالية لنشر المذهب الشيعي، باعتباره بوابتها لغزو المجتمعات، وشراء ولاء الشعوب لها، وخلال الفترة الأخيرة، اتجه النظام الحاكم في إيران، إلى إفريقيا، وأنفق أموالا طائلة في سبيل نشر المنهج الشيعي بين شعوب القارة. 

واستغل الملالي في سبيل تحقيق هذا الهدف، غياب الدول العربية التي تمثل المذهب السني، عن القارة السمراء، فسخر كل ما يملكه من إمكانات مالية، وبدأ حملة هائلة لتمويل الجامعات الإفريقية، وإقامة المراكز، والمستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية، وشبكة إعلامية ضخمة تضم صحفا، ومجلات، ومحطات فضائية وإذاعية. 

وإن كان مجمع أهل البيت التابع للمرشد الأعلى في إيران قدّر قبل سنوات، عدد الشيعة في غرب إفريقيا بما يقارب نحو 7 ملايين شخص، فإن هذا الرقم ربما تضاعف حاليا؛ خصوصا مع الجهود الحثيثة التى تبذلها الدولة الفارسية، الأمر الذي دفع الداعية العراقي المعروف، حسين المؤيد، للتحذير من أن هناك مخططا خطيرا لـ"التشييع"، في دول إفريقيا، مشددا على ضرورة تفويت الفرصة على كل هؤلاء، فإفريقيا أشد ارتباطا بالعرب والمسلمين. 

الأشد خطورة من ذلك، هو أن المد الشيعي بدأ يتوغل عبر عملاء وخلايا نائمة فى دول شمال أفريقيا. 

مكالمة مسربة 

وفي مصر، كشفت مكالمة هاتفية مسربة، أجراها القيادي الشيعي المصري أحمد راسم النفيس، مع أحد قيادات الشيعة في العراق عن المخطط الخبيث الذي تعتزم إيران تنفيذه في مصر، وفي إفريقيا بوجه عام. 

تسريب المكالمة الهاتفية بين النفيس، وأحد قيادات الشيعة بمحافظة النجف بالعراق، كشف عن كيفية نشر المذهب الشيعي فى مصر، إذ قال النفيس للقيادي الشيعي العراقي، إنه أعد تصورا كاملًا لنشر الفكر الشيعي في مصر، وأنه تواصل مع قيادي شيعي في إيران؛ لإنشاء مركز لدراسات إحياء التراث الفاطمي بمصر، والتنسيق مع باحثين للعمل به. 

كما قال النفيس إن في مصر حراكا ثقافيا للفكر الإسلامي من خلال نشر الكتب التي تروج لهذا الفكر مثل كتاب "بيت العنكبوت"، وألمح أنه يعاني من بعض المضايقات المادية، وهو ما دفع القيادي الشيعي لأخذ حسابه البنكي كي يزوده بالمال. 

وسأل القيادي الشيعي العراقي: هل وضع الشيعة فى مصر أفضل أيام حسنى مبارك، أم الآن؟ فأجاب النفيس: "هناك جوانب أفضل الآن، وهناك جوانب كانت أفضل أيام مبارك، إنما الفكرة أن الوضع فى مصر غير مستقر"، فقال له القيادي الشيعي: هل يكفي لك 2000 دولار شهريا لتستقيل من العمل وتتفرغ لنشر هذا الفكر؟ فأجاب النفيس قائلا: "نعم"، وروى كيفية دخوله المذهب الشيعي عام 1985. 

وأردف النفيس: فى مصر لدينا نوعان من التشيع، الأول الذين يقولون نحن شيعة، وهؤلاء ليسوا بالعدد القليل، والفريق الثانى هم أكثر خطورة وهم المتعاطفون مع أهل البيت. 

خلايا تونس 

وفي تونس، كشف رئيس رابطة مناهضة المد الإيراني في تونس، أحمد بن حسانة، عن مخطط إيراني يستهدف نشر التشيع في البلدان العربية، مؤكدا أن طهران تسعي لهذا الهدف وتنفق الأموال كي تجند الأشخاص لتكوين خلايا نائمة تعمل وفقا لأجندات صفوية عنصرية، تنشرها في الدول السنية، وتعمل فيما بعد على تسليحها بغية تحريكها متى أرادت للضغط على أنظمة هذه الدول. 

وقال بن حسانة في تصريحات صحفية إن عملاء إيران في تونس يعملون في سرية تامة على نشر معتقداتهم بين الناس، عبر دغدغة المشاعر تحت مزاعم مقاومة الصهيونية، كذلك تأسيس جمعيات تحمل لافتات ثقافية، بينما هي عقائدية تعمل على نشر الأفكار الطائفية في المجتمع المدني. 

وأكد أن ظاهرة التشيع جديدة على دول المغرب العربي، ومن ثم فإن هذه الدول مطالبة الآن بالتصدي إلى كل محاولة خلق طوائف جديدة تهدف إلى زرع الفتنة وإيجاد طائفية لم تكن موجودة من قبل، مطالبا في هذا السياق بتعميق العلاقات بين دول المشرق والمغرب العربي حتى يمكن تقزيم النفوذ الإيراني في المنطقة. 

صرخات مفتي موريتانيا 

وفقًا لعدد من التقارير، موريتانيا هي الدولة الإفريقية الثانية بعد نيجيريا من حيث انتشار المذهب الشيعي، الأمر الذي انعكس في صرخات خطبة العيد على لسان مفتي الديار الموريتانية، الإمام أحمدو ولد لمرابط ولد حبيب الرحمن، الذي حذر من خطر المد الشيعي بالبلاد، مؤكدًا أن المذهب الشيعي أصبح ينتشر بشكل سريع ومتزايد. 

ودعا ولد حبيب الرحمن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف المد الشيعي في البلاد، مشيرا إلى أن موريتانيا جمهورية إسلامية سنية مسالمة تمد يدها للتعاون على أساس القواسم المشتركة، دون المس بالدين وبثوابته ومقدساته. 

غضب في الجزائر 

سبق لجهات سلفية في الجزائر أن طالبت بمواجهة المد الإيراني في بلادهم، خاصة بعدما أعلنت السفارة العراقية في الجزائر يوم الأربعاء الماضي، عبر موقعها الإلكتروني، عن منح تأشيرات سفر للجزائريين إلى مزارات شيعية في العراق، بل ومنحهم تسهيلات استثنائية في هذا الإطار. 

وأثار البيان موجة غضب واسعة في الجزائر؛ لأن الإعلان بمثابة دعوة صريحة للتشيع، لذلك طلبت الحكومة الجزائرية من رجال دين وأئمة الانتباه لخطر التشيع. 

تحركات سرية بالسودان 

أفادت بعض التقارير عن أن المذهب الشيعي بادئ بالانتشار تدريجيا بين السودانيين، وسط كتمان وسرية كبيرين، مما دفع الكثير من السودانيين للتعبير عن عدم رضاهم على أداء الحكومة، معتبرين أنها تسمح لإيران بنشر التشيع. 

وقدر، فهمي الزين، أحد أبرز ناشطي التشيع في السودان، عدد الشيعة في السودان بنحو 10 آلاف، لافتا إلى أن هناك أعدادا أخرى لا نعلم عنها شيئا لأنهم لا يعلنون تشيعهم على الملأ. 

الشعب المصري سني 

وفي هذا الصدد قال الخبير السياسي، محمد نور الدين في تصريحات لـ"النبأ" إن الشعب المصري سني بطبيعته، يعشق أهل البيت، لكنه في نفس الوقت يرفض الفكر الشيعي جملة وتفصيلا. 

وأكد نور الدين، أن الأزهر أُنشئ في الأساس لنشر المذهب الشيعي، لكنه أصبح فيما بعد المدافع الأول عن المذهب السني، مضيفا أن الشعب المصري سنى بنسبة 100% وشعب متحضر وصعب جدا نشر المذهبي الشيعي بينهم خاصة وان الشيعة فيه يعدون على أصابع اليد. 

فيما قال، حمدالله الصفتي، مدير إدارة الشئون العلمية والثقافية في رابطة خريجي الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"النبأ" إن إيران تستخدم الدين في أغراضها السياسية، لفرض سيطرتها على الدول المحيطة. 

وأضاف أنه في ظل الظروف الحالية، وحالة السطحية التي يتسم بها العديد من الأشخاص، لابد من تكاتف الجميع، من أجل محاربة مثل هذه المخططات الشيعية. 

وأشار الصفتي، إلى أن مسئولية محاربة المذهب الشيعي وغيره من المذاهب الأخرى المتطرفة تقع على المؤسسة الدينية والمؤسسة التعليمية. 

بينما قال الخبير السياسي، المستشار حسني السيد، في تصريحات خاصة لـ"النبأ" إنه لا شك أن الأزهر أنشئ لنشر المذهب الشيعي في بداية الأمر، ليتحول فيما بعد لنشر المذهب الوسطي المعتدل وفق القرآن والسنة. 

وأضاف السيد، أن إيران تخطط لنشر التشيع لكنها لن تفلح، لأنها تهدف إلى نشر المذهب الشيعي بهدف سياسي لا علاقة له بالدين، بل لتفتيت الدول الإسلامية، كما هو الحال في العراق وسوريا واليمن. 

وأوضح أن السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر، هو مواصلة الأزهر لدوره الريادي، كمنارة العالم في نشر الإسلام السني المعتدل خاصة في دول أفريقيا لمواجهة المد الشيعي المتزايد في بلدان إفريقيا. 

وقال: "إن أحسن الأزهر إنتاجه وذلك من خلال تنشئة جيل من الدعاة للإسلام السني المعتدل في جميع أنحاء القارة، يمكن وقتها التصدي للأفكار الشيعية، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بجودة المقررات والمناهج الأزهرية التي تساعد في خروج جيل من الدعاة الأقوياء على علم وبصيرة بما يحدث من مخططات متطرفة وكيفية التصدي لها".