رئيس التحرير
خالد مهران

خطة إغراق البلاد بمخدر «كبتاجون» لإصابة الشعب بـ«العجز الجنسي»

حبوب مخدرة - أرشيفية
حبوب مخدرة - أرشيفية

تنتشر أقراض مخدر "كبتاجون"، على نطاق واسع بين أوساط الشباب المصري؛ نظرًا لسعره الرخيص عن أنواع أخرى من المواد المخدرة، بالإضافة إلى أنه يعطي طاقة هائلة، ويستخدم كمنشط جنسي قوي، إلا أن الكثيرين لا يعلمون الأضرار التي تنجم عنه، والآثار الجانبية له، والتي تعتبر أخطر أضراره هي التسبب في العجز الجنسي الكامل للرجال، الذين يتعاطونه لأكثر من 10 سنوات، كما أنه يصيب متناوليه بأمراض عدة، ويؤدى في النهاية إلى الوفاة.


الأجهزة الأمنية كشفت تفاصيل مخطط إغراق البلاد بمخدر "كبتاجون"، عن طريق دخول كمية كبيرة من المواد الخام لهذا المخدر؛ لاستخدامها في مصنع تتم من خلاله صناعة أقراص "كبتاجون"؛ لتوزيعها على الشباب المصري في المحافظات المختلفة بأنحاء الجمهورية ، وذلك بعدما رصدت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقاهرة، معلومات عن تهريب كمية كبيرة من مخدر "كبتاجون"، إلى داخل البلاد، ومن ثم ترويجه إلى أوساط الشباب.


بإجراء التحريات تبين أن هناك شبكة وراء تهريب كميات المخدر إلى مصر، باستخدام طرق مختلفة ومبتكرة، وأنها طورت نشاطها الإجرامي، وتمكنت من تهريب المواد الخام من هذا المخدر، وتصنيعه مرة أخرى لترويجه بين الشباب المصري.


بمتابعة نشاط هذه الشبكة، وردت معلومات عن تهريب هذه الشبكة كمية كبيرة من المواد الخام من مخدر "كبتاجون" إلى داخل البلاد، عبر الصحراء بطريق الواحات، وعلى الفور تم التنسيق مع مباحث القاهرة، وخرجت حملة أمنية إلى المكان المحدد، إلا أن أفراد العصابة تمكنوا من الفرار بمجرد ملاحظتهم لقوات الأمن، والتي حاولت منعهم، فوقعت بينهم اشتباكات مسلحة؛ حتى أمكن محاصرتهم والقبض عليهم.


وتبين أن داخل السيارة كل من "عبدالرحمن.ر.ن"، 29 سنة، و"منذر.س.ر"، 26 سنة، ليبيين الجنسية، و"محمد،أ"،31 سنة، مصري، كما عثر على كمية كبيرة من المادة الخام لمخدر "كبتاجون" وصلت إلى 50 كيلو، بالإضافة إلى "برميل داخله مادة الكافيين المنيه، و5 جراكن لحامض فورميل، و30 عبوة لهيدروكسيد الصوديوم، وجراكن كحول أويثلي، وأجولة لحامض الكبرتيك والكلوريد والأمونيا و2 ميزان و4 أكياس بيضاء اللون لمادة إجار و3 جراكن أسيتون سائل"، فضلا عن 2 بندقية آلية، و30 طلقة نارية.


بمواجهة المتهمين بالتحريات اعترفوا بتكوينهم شبكة لتهريب المواد المخدر إلى داخل البلاد، لافتين إلى أنهم يهربون مخدر "كبتاجون" إلى داخل البلاد وترويجه على العديد من عملائهم الشباب في القاهرة والجيزة.


وأضافوا أنهم خلال الفترة الأخيرة، طوروا نشاطهم الإجرامي، من خلال فكرة إنشاء مصنع لتصنيع أقراص "كبتاجون" في مصر، من خلال تهريب المادة الخام للبلاد، ومن ثم البدء في تصنيع هذا المخدر، وترويجه على العديد من الشباب المصري في المحافظات المختلفة بأنحاء البلاد، مشيرين إلى أن المواد المضبوطة بحوزتهم كانت من أجل إنشاء المصنع.


تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وجارِ العرض على النيابة العامة؛ لمباشرة التحقيق.


ما مخدر "كبتاجون"؟

وفقًا للدارسات الصادرة من منظمة الصحة العالمية، فإن مخدر "كبتاجون"، هو أحد مشتقات مادة "الإمفيتامين"، وهذه مادة كيميائية منشطة، ترفع المزاج وتقلل الحاجة إلى النوم، وكذلك تقلل الشهية للأكل، ويستخدم أيضًا بهدف الجنس في إطالة مدة الجماع، إلا أنه بعد فترة من الوقت يصيب بأمراض مزمنة بالجهاز التناسلى، ومن ثم الضعف الجنسي، والتحول إلى العجز الكامل.


وترجع تسميته بهذا الاسم إلى أنه يؤدي إلى أنتاج مواد إضافية مؤكسدة مثل "ادرينالين وهيدروكسي دوبامين وثاني هيدروكسي تربتامين"، والتي لها المفعول السمي الذي ينتج عنه تدمير الأعصاب المركزية في المخ.


و"كبتاجون"،  له أشكال وألوان متعددة، أبرزها الأقراص من اللون الأبيض أو البني ويظهر علي أحد وجهيه منحنيان متقابلان يشبهان القوسين والوجه الآخر مستقيم ،  ويشتهر بعدة أسماء أخرى مثل، "البحار، والمتخفي، والأبيض، والطيارة، وبتهوفن، والقلعة، والطاحونة، والعقرب"، وهي أسماء واسعة الانتشار في الشرق الأوسط والوطن العربي.


استخدام الـ"كبتاجون"

ينتشر استخدام مخدر "كبتاجون"، بين الأوساط المختلفة للشباب، كما اشتهر بين الطلاب في المراحل المختلفة للتعليم خاصة الثانوية العامة والجامعة؛ لأن هذه الأقراص تكون كمنشط، لذلك فيتعارف عليها أنها تقود للإبداع والتميز بأقل جهد وتعب، ومن ثم يستخدمونه في تحسين المستوى الدراسي، إلا أنه ينتهي بهم في مصحات علاج الإدمان.


كما يستخدمه عدد من الرياضي، والأشخاص الذين يعملون لساعات متأخرة في الليل؛ لأنه يعطى إحساسا بالنشوة وزيادة النشاط، وأغلب استخداماته للرجال كمنشط جنسي، وتتراوح أسعاره من 30 إلى 50 جنيهًا حسب حجم القرص والمادة الفاعلة به.


أضرار الـ"كبتاجون" 

وعلى الرغم من انتشاره كثيرًا في المجتمعات العربية خلال الفترة الماضية، إلا أن هناك الكثير من متعاطيه لا يعلمون الأضرار التي يسببها، حيث أكدت الدراسات أنه تبين من تحليل مادة الامفيتامين المستخرج منها الـ"كبتاجون"، أنها تحتوي على مادة "الأفدرين"، والتي تؤدي إلى تدمير مركز نهائي في الأعصاب المركزية للسيورتونين بالمخ، كما أن هذه المواد فيها شوائب تؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية بالمخ مما ينتج عنه الشلل الزعافي، فضلا عن أنه يصيب بالعجز الجنسي الكامل لمتعاطيه لمدة 10 سنوات، بسبب عدم تحمل الجهاز التناسلي الطاقة القوية التي يمده بها المخدر.


كما أنه يعطل النشاط الذهني أثناء تعاطيه، مما يؤدي إلى تدمير بعض الخلايا بعد نشاطها المفاجئ ، فضلا عن أنه يؤدي للإجهاد؛ لأن متعاطيه يكون كثير الحركة ومتعاطي الـ"كبتاجون" يكثر من النوم بعد التعاطي، والسرحان والشرود الذهني والنسيان ، كما يؤدي إلى اضطرابات عضوية في المخ مثل التشنج، وارتفاع ضغط الدم وسرعة ضربات القلب وهبوط التنفس، ونقص كريات الدم البيضاء والأنيميا في الجسم ، والإصابة بالسلوك الهستيري دون وعي والميل إلى الكسل ، وفقدان الاتزان، والشك في الناس والانطواء والعزلة. 


ومخدر "كبتاجون" يصيب أيضًا بالهلوسة السمعية  ، والعصبية الزائدة واضطرابات في الذاكرة وفقدان الشهية للطعام وجفاف في الحلق واضطرابات هضمية ، والتهاب الكبد الوبائي والقرحة في المعدة وارتفاع درجة الحرارة، وهو يشبه الكوكايين في تأثيره.


الداخلية تكشف أسرار الـ"كبتاجون"

من جانبه أكد مصدر أمني بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقاهرة، في تصريح خاص لـ"النبأ"، أن هذا المخدر بدأ انتشاره في دول الخليج وانتشر بصورة كبيرة، إلا أنه دخل مصر عن طريق مهربين من دولة الأردن، حتى انتشر وسط الشباب في مصر، كما أنه منتشر جدًا في المناطق السياحية، خاصة شرم الشيخ؛ نظرًا لاستخدامه كمنشط، لافتًا إلى أن هناك بعض البدو بمحافظة جنوب سيناء يهربونه إلى المناطق السياحية المختلفة، ولكن الأجهزة الأمنية تشن حملاتها عليهم من أجل ضبطهم، ومنع انتشار هذا المخدر في أنحاء البلاد.