«نيويورك تايمز»: السيسي يتعاون مع إيران «الشيعية» في دعم الحكومة السورية
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية، تقريرًا صحفيًا، قالت فيه إن الحكومة السورية تمكنت من رصد العديد من المكاسب؛ بسبب الدعم الذي تجده من قبل كل من إيران وروسيا، علاوة على اهتمام مختلف وسائل الإعلام العالمية بها؛ نظرا للحرب الدائرة في دمشق منذ سنوات.
وتطرقت الصحيفة، إلى كل من "مصر وتركيا"، مشيرة إلى أن مصر على الرغم من أنها دولة إسلامية تؤمن بالمذهب السني، إلا أنها لا تمانع في التقرب من إيران الشيعية، وتتعاون معها في تقديم الدعم للحكومة السورية، في نفس الوقت تحاول تركيا التودد من روسيا من أجل ما وصفته الصحيفة بـ"إعادة تشكيل" الحرب الجارية، ومحاولة لإخماد نار دعمها للمتمردين الذين يقاتلون ضد الرئيس بشار الأسد.
وتشير الصحيفة، إلى أن روسيا تريد إعادة مجدها السابق في زمن «الاتحاد السوفيتي»، من خلال التقرب لمختلف الدول المجاورة لها في المنطقة مثل إيران التي تنشغل بمواجهة مع الولايات المتحدة، فضلا على توتر العلاقات بين مصر والمملكة السعودية، خاصة أنه لا يزال غير واضح ما إذا كان "دونالد ترامب" سيتمكن من إعادة استقرار سياسة واشنطن على المستوى الخارجي أم لا؟.
ووصفت الصحيفة الأمريكية مصر بأنها تواجه تضاؤلًا في نفوذها السياسي، وهذا هو السبب وراء سعيها وبحثها عن حلفاء جدد، أيا كانت أفكارهم، حتى لو كان هذا الحليف «إيران»، منوهة إلى أن هذا الأمر سيسبب في مواجهة مخاوف مستقبلا.
ومن جانبه، يرى «بريان كاتوليس»، المحلل السياسي الأمريكي، أن التحولات التكتيكية والإستراتيجية التي تشهدها المنطقة من المرجح أن تستمر وتنتشر بشكل أكبر من ذلك في ظل حكم الرئيس "دونالد ترامب"، معتبرا أن خير مثالين على التحول في الفكر الإستراتيجي هما "مصر وتركيا".
وشرح «كاتوليس» السبب وراء تحول كل من الفكر المصري والتركي، مشيرًا إلى أن تركيا قررت تخفيف دعمها للمتمردين المحاصرين في حلب، كونها تحاول تغيير قواعد اللعبة التي تتبعها مع روسيا على حد وصفه، لزيادة نفوذها على الحدود، في حين أن مصر تعاني من أزمات في العلاقات مع المملكة السعودية التي تعتمد عليها بشكل كبير فيما يتعلق بالدعم المالي والمعروفة بموقفها المعادي لحكومة بشار ودعم روسيا وإيران له لذلك فهي تأمل أن تتحسن علاقاتها مع واشنطن في ظل رئاسة "دونالد ترامب".
وركز "بريان كاتوليس" على مصر معتبرا أنها تحاول أن تؤكد كونها صاحبة رؤية وموقفا مستقلا فيما يتعلق بالقضية السورية وفي نفس الوقت تأمل أن تحقق توازنا في علاقاتها مع أمريكا وروسيا في المستقبل بعيدا عن دول الخليج أو إيران.
من ناحية أخرى ألقت "نيويورك تايمز" الضوء على الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، موضحة أن يشعر بحالة شديدة من القلق من "تركيا وإيران" حيث أن خوفه من تركيا بسبب احتمالية أن تكون دولة ذات سيادة إسلامية في أوروبا، أما خوفه من إيران فهو بسبب قلقه من الحركات الإسلامية السنية بشكل عام التي يعتبرها تهديدا على المنطقة.
وختمت الصحيفة الأمريكية تقريرها الذي تشرح فيه رؤيتها حيال الأسباب وراء التحولات الفكرية في كل من مصر وتركيا أنه وخلال الثلاث سنوات الماضية كان كل من "مصر وتركيا" يميلان للثورة السورية ويؤيدون المملكة السعودية في موقفها المضاد لإيران بسبب تخوفاتها مما وصفته ب"الصراع الجيوستاتي والطائفي" في المنطقة، ولكن اليوم تشهد المنطقة تقارب البلدين من روسيا.