بالفيديو.. كلمة البابا تواضروس خلال ترأسه جنازة ضحايا البطرسية
ترأس البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك
الكرازة المرقسية، قداس ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية بالعباسية، والذى أسفر عن مقتل 35 شخصًا وإصاية
العشرات، حسبما ذكرت وزاة الصحة.
وانتابت البابا تواضروس الثانى نوبة بكاء
خلال رئاسته صلوات جنازة شهداء الكنيسة، ووضع البابا يديه على رأسه أثناء قراءة أناجيل
الصلاة وانحنى ليبكى مستندًا إلى عصا الرعاية، التى يحملها.
وقال البابا تواضروس الثانى، خلال
كلمته فى قداس توديع جثمان ضحايا البطرسية: "الحياة كلها عند الرب، ونتألم لانتقال
الأحباء في هذا الحادث والشر الذي تخلى عن الإنسانية والمشاعر التي أوجدها الله في
العالم وفي يد أشرار يؤذون مشاعر وطن".
وأضاف:" إن حادث انفجار الكاتدرائية
ليس مصابًا في الكنيسة وإنما الوطن وعندما نقف أمامهم ونفتح ستر الهيكل كأننا
نقف أمام أبواب السماء مفتوحة وأنفسهم منطلقة وإكليل الشهادة توضع لهم، فإنهم استشهدوا
وقت الصلاة ما أشهى هذا الأمر".
وتابع: " شهداء حادث تفجير الكنيسة
البطرسية أنفسهم منطلقة، ويفرحنا كثيرا أنهم انتقلوا فى وقت صلاة، وما أفضل أن ينتقل
الإنسان فى أهم لحظة من لحظات الحياة وهو وقت الصلاة، ونتألم كثيرا لهذا الشر، الذى
تخلى عن كل معانى الإنسانية".
ووجه البابا حديثه لمرتبكى الواقعة
قائلا: "أنت أيها المدبر مهما كان وجودك لن تعرف راحة ضمير ولا راحة قلب على الأرض،
أيها الإنسان أنت تنتظرك دينونة رهبية، ومن يستطيع أن يقف أمام الله، فماذا تستطيع
أن تقول وتفعل وتبرر ما صنعته؟ وما تسببت فيه من آلام وطن بأكمله؟".
وتابع: "على هؤلاء أن يتذكروا صوت الله عندما
قام قابيل بقتل أخيه هابيل، فلا تحسب أنك حققت شيئًا فإن الألم الذي سببته في قلوبنا
جميعًا سوف يحل عليك وتعيش في الهلاك وترى أن ما فعلته يداك الملوثة بالدماء ينعكس
عليك أنت".
وأضاف: "الكنيسة تقدم شهداء من القرون
الأولى منذ بداية المسيحية، قدمت عدد كبير من الأطفال نفوسهم واعتبرناهم باكورة شهداء
المسيحية، وهم أطفال بيت لحم واستمر عمل الشهداء بالكنيسة على الدوام، وعمل الشهادة
يربطنا بالدماء والنفوس التي نودعها تجعلنا نرفع قلوبنا للسماء أكثر وأكثر".
وأوضح: "أنه مهما تزايدت الآلام وزادت واشتدت لا تقاس بالمجد العليم الذي يستعلم فينا، فإننا نقدم النفوس لأنه ليس موتا بل انتقالًا نؤمن ونرضى بما يسمح به الله، ولا يتم شيء مهما بلغ ومهما اتسع ظاهرًا أو خفيًا لا يتم إلا بسماح من الله".
وأردف: "إننا نتألم لما حدث وننظر للسماء التي قبلتهم وقت صوم الاستعداد قبل عيد الميلاد وهم سبقونا للسماء ليس وقت صلاة أو صوم فقط وإنما يوم الأحد الذي معروف حسب التقليد يوم القيامة نودعهم على رجاء القيامة وذهبوا في بداية كيهك الرابع في التقويم القبطي والمعروف بالمريمي ونطوب فيه العذراء أراد الله أن يكرمهم وقال احضروا التسبيح في السماء".
واستطرد:"إننا نودعهم في اليوم وهو احتفال بتقديم السيدة العذراء للهيكل في أورشليم فهم أحباؤنا نودعهم ونستودعهم في أورشليم السماوية لكي ما يفرحوا مع القديسة مريم العذراء وكل الأبرار والصديقين الآن نفوسنا وقلوبنا مرفوعة للسماء وعيوننا لا ترى إلا السماء وإن كنا نتألم للفراق أو نحزن ونسكب الدموع ولكننا بقلوبنا المرفوعة نرفع حياتنا للسماء".
وطالب البابا تواضروس الثانى بالصلاة من أجل الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن مرتكبى الحادث
الإرهابى بالكنيسة البطرسية، لا ينتمون لمصر ولا تاريخها وحضارتها، قائلا: "مصر
تتعرض كل صباح لأعمال إرهابية، وتفقد كل يوم شهداء وليس شهداؤنا فقط بل هناك من يدافعون
عن الوطن ويستشهدون من أجلنا".
وتابع: أتمنى أن تحافظوا على النظام فى الجنازة الشعبية وتنقلوا صورة حضارية عن مصر وعن تعزية نفوسنا وصبرنا، فعلينا أن نحافظ على النظام وكرامة المنتقلين والهدوء والسلام، ولا تنسوا بأنها منقولة للهواء، ويجب أن تظهر صورة الإنسان المؤمن وهو متعزي بكلمة الله، وهؤلاء نودعهم فإنهم سبقونا للسماء".