نحو تحالف دولي جديد "3"
وقفنا في المقال السابق عند قول بريزينسكي أن السعودية لا تستطيع القيام بدور إيجابي بناء في المنطقة، نتيجة ميل حكومتها إلى الاستمرار في نشر الفكر الوهابي المتطرف، وواضح طبعًا أن بريزينسكي يمهد لتبرير المؤامرة الإجرامية التي تديرها أمريكا للسعودية بتقسيمها أربع دويلات وإسقاط العرش السعودي وتسليم الحرمين الشريفين للخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي لإقامة فاتيكان إسلامي عليه تحكمه كل المذاهب الإسلامية من سنة وشيعة وعلويين وغيرهم، وهى المؤامرة الإجرامية التي تمهد لها أمريكا بقانون حق ضحايا أحداث سبتمبر عام 2001 في التعويض من الحكومة السعودية، بزعم أن 15 إرهابيا ممن ارتكبوا الجريمة مواطنون سعوديون، رغم كل الدلائل التي تقطع بأن الأحداث كانت من عمل المخابرات الأمريكية، والهدف الواضح من الأكذوبة ومن القانون المشبوه هو نهب أموال الحكومة السعودية الطائلة المودعة في بنوك أمريكا، ويستطرد بريزينسكي في هذه الحلقة قائلًا:
خامسًا: يجب إعطاء اهتمام خاص للجماهير السياسية التي هبت في دول العالم غير الغربي، فالذكريات السياسية التي طال قمعها في هذه الجماهير تشعل في جزء كبير من العالم غير الغربي صحوة فجائية متفجرة يقودها المتطرفون الإسلاميون في الشرق الأوسط، ولكن ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم قد يكون مجرد بداية لظاهرة أكثر اتساعًا تخرج من إفريقيا وآسيا وحتى دول العالم الغربي التي كانت مستعمرات في الأمريكتين خلال السنين القادمة.
فالمذابح الدورية التي يجرونها على أسلافهم القريبين بمعرفة المستعمرين وحلفائهم من الباحثين عن الثروات خصوصًا من غرب أوربا "دول مازالت اليوم مبدئيًا على الأقل متفتحة على التعايش بين مجموعات عرقية مختلفة" كانت نتيجتها خلال القرنين أو الثلاثة الماضيين في مذبح الشعوب المستعمرة على نطاق يمكن مقارنته بجرائم النازي خلال الحرب العالمية الثانية تشمل مئات الألوف بل ملايين الضحايا.
إن إثبات الوجود السياسي الذي يغذيه الغضب المتراكم والحزن هو قوة دافعة قوية تطفو الآن وتتعطش للانتقام ليس فقط في العالم الإسلامي بالشرق الأوسط، ولكن من المحتمل جدًا أنها تمتد وراءه، لا يمكن بدقة تحديد الحقائق، ولكن عندما نأخذ الأمر برمته نجده مرعبًا جدًا، ولنعطي فقط بعض الأمثلة، ففي القرن السادس عشر، وبسبب الأوبئة إلى حد كبير التي أحضرها المستكشفون الأسبان لأمريكا انخفض عدد سكان إمبراطورية الأزتك التي كانت قائمة في المكسيك الحالية من خمسة وعشرين مليون إلى حوالي مليون واحد، وبالمثل في أمريكا الشمالية، فقد مات حوالي 90% من سكانها الأصليين خلال خمس سنوات من وصول المستعمرين البيض إليها بسبب الأوبئة وعلى رأسها الجدري التي أحضرها الرجل الأبيض إلى أمريكا، وفي القرن التاسع عشر وبسبب الحروب العديدة، وإعادة التوطين الإجباري قتل مائة ألف آخرين، وفي الهند بين عامى 1857 و1867 هناك شك كبير أن البريطانيين قتلوا حوالي مليون من المدنيين انتقامًا من الثورة الهندية ضدهن عام 1857، وكان قيام شركة الهند الشرقية البريطانية بزراعة الأفيون الذي فرضته على الصينيين سببًا في موت الملايين من الصينيين إلى جانب من قتلوا في حرب الأفيون الأولى والثانية بين بريطانيا والصين، وفي الكونغو التي كانت مستعمرة بمثابة ضيعة خاصة للملك البلجيكي ليوبولد الثاني، قتل ما بين عشرة وخمسة عشر مليون كنجولي بين عامى 1890 و1910، وفي فيتنام تقول التقديرات الأخيرة أن ما بين مليون وثلاثة ملايين فيتنامي قتلوا ما بين عامى 1955 و1975.
وبالنسبة للعالم الإسلامي في القوقاز الروس فإن 90% من أهل القوقاز تم تهجيرهم إجباريًا بين عامي 1864 و1867، ومات منهم ما بين ثلاثمائة ألف وبين مليون ونصف قتلى أو ماتوا من المجاعة، وبين عامي 1916 و1918 قتلت عشرات الألوف عندما تم إجبار ثلائمائة ألف مسلم تركى إلى الرحيل بالقوة الروسية خلال جبال وسط آسيا إلى الصين، وفي أندونسيا بين عامي 1835 و1840 قتل المستعمرون الهولنديون حوالي ثلاثمائة ألف مدني، وفي الجزائر نتيجة حرب أهلية من بين عامي 1830 و1845 أدى القمع الاستعماري الفرنسي والأوبئة والمجاعات إلى موت مليون ونصف جزائري، وهو رقم كان يمثل نصف الشعب الجزائري عندئذ، وفي ليبيا المجاورة حول الإيطاليون ولايو برقة إلى معسكر اعتقال مات فيه ما بين ثمانين ألفا ونصف مليون ليبي بين عامي 1927 و1934.
ونقف عند هذه الفقرة من السجل الإجرامي للمستعمر الأوروبي ضد الشعوب الشرقية، لنستأنف عرض باقي جرائمه كما أوردها بريزنيسكي نفسه في المقال التالي.
فالمذابح الدورية التي يجرونها على أسلافهم القريبين بمعرفة المستعمرين وحلفائهم من الباحثين عن الثروات خصوصًا من غرب أوربا "دول مازالت اليوم مبدئيًا على الأقل متفتحة على التعايش بين مجموعات عرقية مختلفة" كانت نتيجتها خلال القرنين أو الثلاثة الماضيين في مذبح الشعوب المستعمرة على نطاق يمكن مقارنته بجرائم النازي خلال الحرب العالمية الثانية تشمل مئات الألوف بل ملايين الضحايا.
إن إثبات الوجود السياسي الذي يغذيه الغضب المتراكم والحزن هو قوة دافعة قوية تطفو الآن وتتعطش للانتقام ليس فقط في العالم الإسلامي بالشرق الأوسط، ولكن من المحتمل جدًا أنها تمتد وراءه، لا يمكن بدقة تحديد الحقائق، ولكن عندما نأخذ الأمر برمته نجده مرعبًا جدًا، ولنعطي فقط بعض الأمثلة، ففي القرن السادس عشر، وبسبب الأوبئة إلى حد كبير التي أحضرها المستكشفون الأسبان لأمريكا انخفض عدد سكان إمبراطورية الأزتك التي كانت قائمة في المكسيك الحالية من خمسة وعشرين مليون إلى حوالي مليون واحد، وبالمثل في أمريكا الشمالية، فقد مات حوالي 90% من سكانها الأصليين خلال خمس سنوات من وصول المستعمرين البيض إليها بسبب الأوبئة وعلى رأسها الجدري التي أحضرها الرجل الأبيض إلى أمريكا، وفي القرن التاسع عشر وبسبب الحروب العديدة، وإعادة التوطين الإجباري قتل مائة ألف آخرين، وفي الهند بين عامى 1857 و1867 هناك شك كبير أن البريطانيين قتلوا حوالي مليون من المدنيين انتقامًا من الثورة الهندية ضدهن عام 1857، وكان قيام شركة الهند الشرقية البريطانية بزراعة الأفيون الذي فرضته على الصينيين سببًا في موت الملايين من الصينيين إلى جانب من قتلوا في حرب الأفيون الأولى والثانية بين بريطانيا والصين، وفي الكونغو التي كانت مستعمرة بمثابة ضيعة خاصة للملك البلجيكي ليوبولد الثاني، قتل ما بين عشرة وخمسة عشر مليون كنجولي بين عامى 1890 و1910، وفي فيتنام تقول التقديرات الأخيرة أن ما بين مليون وثلاثة ملايين فيتنامي قتلوا ما بين عامى 1955 و1975.
وبالنسبة للعالم الإسلامي في القوقاز الروس فإن 90% من أهل القوقاز تم تهجيرهم إجباريًا بين عامي 1864 و1867، ومات منهم ما بين ثلاثمائة ألف وبين مليون ونصف قتلى أو ماتوا من المجاعة، وبين عامي 1916 و1918 قتلت عشرات الألوف عندما تم إجبار ثلائمائة ألف مسلم تركى إلى الرحيل بالقوة الروسية خلال جبال وسط آسيا إلى الصين، وفي أندونسيا بين عامي 1835 و1840 قتل المستعمرون الهولنديون حوالي ثلاثمائة ألف مدني، وفي الجزائر نتيجة حرب أهلية من بين عامي 1830 و1845 أدى القمع الاستعماري الفرنسي والأوبئة والمجاعات إلى موت مليون ونصف جزائري، وهو رقم كان يمثل نصف الشعب الجزائري عندئذ، وفي ليبيا المجاورة حول الإيطاليون ولايو برقة إلى معسكر اعتقال مات فيه ما بين ثمانين ألفا ونصف مليون ليبي بين عامي 1927 و1934.
ونقف عند هذه الفقرة من السجل الإجرامي للمستعمر الأوروبي ضد الشعوب الشرقية، لنستأنف عرض باقي جرائمه كما أوردها بريزنيسكي نفسه في المقال التالي.