غضب عارم داخل الأزهر بعد إشادة "الطيب" بالبوذية
سادت حالة من الغضب الشديد داخل الأزهر الشريف وبين رجال الدين، عقب إشادة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالديانة البوذية وزعيمهم والتأكيد على أنه كان مثلا للتسامح ونشر المحبة.
يأتى ذلك في ظل ما يعانيه مسلمو بورما من قتل وتعذيب وتهجير يومى من قبل البوذيين، وقال "الطيب" - خلال كلمته بـ"ملتقى شباب بورما للحوار من أجل السلام" - إنه لا توجد فتنة أضرَّ على الناس من القتل والقتال باسمِ الدِّين والعرق، وإرادة الله أنْ يخلقَ الناس مختلفين في أديانهم وألوانهم ولغاتهم وأعراقهم".
وأضاف: "إنَّ حكمة البوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام، التي تزخر بها أرضكم، تناديكم صباح مساء: لا تقتلوا، ولا تسرقوا، ولا تكذبوا، وألزموا العفَّة، لا تشربوا المُسكرات، وقد تعلَّمنا في كلية أصول الدين في الأزهر الشريف، ونحن نَدْرُس حكماء الشرق أن البوذية تعاليم إنسانية وأخلاقية في المقام الأول، وأن بوذا هذا الحكيم الصامت، هو من أكبر الشخصيات في تاريخ الإنسانية، وكان من أبرز صفاته الهدوءُ والعقلانية وشِدَّة الحنان والعطف والمَودَّة، وأن كِبَار مؤرخي الأديان في العالَم يصفون تعاليمه بأنها «تعاليم الرحمة غير المتناهية»، وأن صاحبها كان وديعًا مُسالمًا غير متكِّبرًا، بل سهلًا لَـيِّـنًا قريبًا من الناس، وكانت وصاياه تدور على المحبَّة والإحسان للآخرين".
الديانة البوذية
تم تأسيس البوذية (نسبة إلى غاوتاما بودا) عن طريق التعاليم التي تركها بوذا، ونشأت في شمالي الهند ثم انتشرت في بلدان عديدة: الهند، سريلانكا، تايلاند، كمبوديا، بورما، لاوس، ويسود مذهب "ثيرافادا" في هذه الدول، فيما انتشر مذهب "ماهايانا" في كل من الصين، اليابان، تايوان، التبت، النيبال، منغوليا، كوريا، فيتنام، وبعض الأجزاء من الهند.
يوجد في العالم نحو 150 مليون إلى 300 مليون شخص من معتنقي البوذية، وتعد عملية إحصاء عدد المنتسبين لهذه الديانة في البلدان الآسيوية مشكلة كبيرة؛ نظرا لتعوُد الناس على اعتناق خليط من المعتقدات في آن واحد، كما أن بعض البلدان مثل الصين تمنع إجراء مثل هذه الإحصاءات؛ نظرا لحساسية الموضوع الديني.
المسلمين في بورما
تبلغ نسبة المسلمين فى بورما 4% من السكان حسب الإحصاء الرسمي لحكومة ميانمار، بينما يقول تقرير للجنة الحرية الدينية الأمريكية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية لسنة 2006 أن الإحصائية الرسمية تقلل من السكان غير البوذيين الذين قد تصل نسبتهم 30%.
وأصدرت الحكومة البورمية سنة 2016 بيانات التعداد السكاني الخاصة بالدين والعرق لعام 2014، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 33 عامًا، بعد عامين من التأخر، لتظهر تلك البيانات تراجعًا في نسبة مسلمي البلاد، من 3.9% من إجمالي تعداد السكان لعام 1983، إلى 2.3%، في حين لم يشمل التعداد نحو 1.2 مليون نسمة من مسلمي الروهينغا.
وأشارت نتائج التعداد إلى أن المسلمين المسجلين، يقدرون بمليون و147 ألفًا و495 نسمة، من تعداد سكان البلاد البالغ 51.5 مليون نسمة.
رأي الأزهر في تصريحات "الطيب"
قال الدكتور عبد الغنى سعد، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن ما قاله شيخ الأزهر يعد ساقطة كبيرة تجاه الإسلام والمسلمين وتضاف إلى العديد من الساقطات الأخرى التى صدرت عن شيخ الأزهر خلال الفترة الماضية مثل أن الجماعة السلفية ليست من أهل السنة، وسقوط الحساب عن الأوروبيين لكونهم من أهل الفترة.
وأضاف الدكتور سعد عبد الغنى، أن الأمام الأكبر كان عليه الدفاع باستماته كبيرة عما يحدث للمسلمين في بورما على يد البوذيين، فقتلهم في رقبة شيخ الأزهر والمسلمين أجمع من حكام وشعوب، إلا أن الإشادة بزعيم البوذية الكافر سوف تشجع على ارتكاب مزيد من الجرائم في حق المسلمين فى بورما.
وطالب أستاذ الفقه الطيب بضرورة الخروج لتوضيح مقصده من هذا التصريح، أو الاعتذار عنه فورا مع التأكيد على دعوة العالم أجمع لمساندة المسلمين في بورما.
في السياق ذاته طالب الدكتور محمد شعلان، عضو ائتلاف الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب بنفي ما جاء من تصريحات مخالفة لشريعة الإسلامية، حيث إن تاريخ البوذية يؤكد ارتكابهم جرائم إبادة للمسلمين في الدول المنتشرة فيها، فكيف يتم الإشادة بزعيمهم ووصفة بأنه نموذج للتسامح والمحبة والمواطنة.