بعد انطلاق أول قطار بين الصين ولندن: طريق الحرير البري يهدد قناة السويس
وزير النقل الأسبق: مصر مش ناقصة وربنا يستر
النحاس:
ربط طريق الحرير بخط السكة الحديد الاسرائيلي يقضى على القناة
في مطلع العام الجاري، أطلقت الصين أول قطار شحن مباشر عبر السكك الحديدية إلى العاصمة البريطانية لندن، عبر طريق الحرير البري الجديد، وهو أطول خط سكك حديد عابر للقارات في العالم، وتستغرق الرحلة نحو 18 يوما، يقطع خلالها القطار مسافة 17 ألف كيلو متر.
و طريق الحرير البرى
يبدأ من وسط الصين وجنوب غرب آسيا الوسطى إلى شمال ايران قبل أن يتحول غربا عبر العراق
وسوريا وتركيا نحو أوروبا، وهناك يذهب عبر بلغاريا ورومانيا وجمهورية التشيك، وألمانيا،
وصولا إلى روتردام فى هولندا ثم جنوبا إلى إيطاليا حيث يلتقى طريق الحرير البحرى.
ويبلغ اجمالى الاستثمارات
الصينية في 64 دولة ومنطقة تقع على طول طريق الحرير والحزام الاقتصادي المحيط به
161 مليار دولار حتى نهاية مايو 2015.
وحسب بعض
الخبراء قد يكون لهذا الطريق إن تم بشكل كامل تأثيرات سلبية حقيقية على قناة السويس
متعلقة بتمرير صادرات الصين إلى أوروبا مباشرة بعيدًا عن قناة السويس.
فما هو تأثير ذلك على مستقبل قناة السويس؟
شبكة سي إن إن الأمريكية
أكدت في تقرير لها عن هذا الموضوع، بأن قطار الصين للشحن إلى أوروبا، يمثل «متاعب جديدة
لقناة السويس» المصرية، ولفت تقرير الشبكة إلى انخفاض إيرادات قناة السويس، وتنافس
القناة مع طرق ملاحية أخرى، مثل: «طريق بحر الشمال» الذي يُقصر وقت الشحن، وطريق رأس
الرجاء الصالح الذي يمثل ثمن أوفر للشحن، وقد اختتمت الشبكة تقريرها بالقول : «لكم
أن تتخيلوا المصاعب التي ستواجهها قناة السويس في حال نجاح طريق قطار الصين ».
وكان الفريق مهاب
مميش رئيس هيئة قناة السويس قد أكد أن مصر تتابع عن قرب كل التفاصيل الخاصة بطريق الحرير
الذى أعلنت عنه الصين، وكذلك النقل البحرى عبر القطب الشمالى، ومدى تأثير الطرق البديلة
على الملاحة عبر قناة السويس.
واضاف مميش "نتابع
طريق الحرير ونقدر المنافسة.. أعيننا على طريق الحرير لكن لا نتدخل فى شئون الدول الأخرى،
وما أستطيع التأكيد عليه أن تأثيراته ضعيفة جداً على قناة السويس وقناة بنما
".
كما طالبت دراسة
أعدتها جمعية رجال الأعمال المصريين إلى أهمية الإسراع في إقامة مشروعات ومناطق لخدمات
السفن والصناعات المتعلقة بالنقل البحري على طول محور قناة السويس لتعظيم الاستفادة
الاقتصادية من طريق الحرير البحري، كما طالبت الجمعية بالاهتمام بإنشطة منطقة التعاون
الاقتصادي والتجاري بالسويس المقامة بمشاركة الاستثمارات الصينية.
وقللت الدراسة من
احتمال حدوث تأثير سلبي لطريق الحرير البري على قناة السويس بالنظر إلى أن الصين تسعى
لمضاعفة تجارتها مع الدول العربية من 240 مليار دولار العام الماضي إلى 600 مليار دولار
خلال السنوات المقبلة، و رفع رصيدها الاستثماري غير المالي فى الدول العربية من 10
مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال العشرة سنوات القادمة.
وتشير الدارسات الى
أن أهم الطرق المنافسة والبديلة البحرية لقناة السويس تتمثل في طريق رأس الرجاء الصالح،
وقناة بنما، وطريق القطب الشمالي، ويعد خط حديد سيبريا الدولي، وخط الحرير من أهم الخطوط
البرية المنافسة بالاضافة الى خطوط الانابيب المستخدمة في نقل البترول والغاز الطبيعي.
واشارت الدراسات
الى انه حتى يمكن للطرق المنافسة ان تؤثر على مكانة قناة السويس لا بد ان تكون تكلفة
المرور به ارخص من النقل عبر القناة بالاضافة لكون قناة السويس اكثر سرعة وامنا.
وحسب خبراء نقل
فإن احياء طريق الحرير من شأنه ان يؤثر على حجم الحمولات المارة بقناة السويس ويجتذب
جزءا منها، وانه يمكن ان يمثل خطرا حقيقيا في حالة تطويره وانهاء كافة المشكلات السياسية
في المنطقة التي يمر بها، لاسيما وأن الطريق يوفر في الوقود والوقت.
كما يتوقع بعض
الخبراء أن يكون هناك تأثير«سلبي» محدود لقطار الصين على قناة السويس، بسبب أن النقل
البحري هو أرخص أنواع النقل في العالم، ولا يمكن للدول الاستغناء عنه، كما أن مراكب
الحاويات تقدر حمولتها بنحو20 ألف حاوية، بينما القطار لن يكون قادرا على حمل أكثر
من 100 حاوية.
وقد طلبت الصين
من مصر في ابريل الماضي ، تخفيض رسوم قناة السويس بنسبة 50%، أو مرور السفن الصينية
من طريق بحر الشمال.
يقول الدكتور حسن حميدة وزير النقل الأسبق في عهد السادات، أن قناة السويس قائمة وباقية ولا خوف عليها، مشيرا إلى أن القناة شهدت غزوات وحروب وظلت قائمة، وعن مدى تأثير طريق الحرير على مستقبل القناة قال وزير النقل الأسبق في تصريحات خاصة للنبأ " مصر مش ناقصة وربنا يستر".
ويؤكد الدكتور
وائل النحاس الخبير الاقتصادي على أن خط الحرير البري سيكون له تأثير سلبي كبير
على قناة السويس ربما يؤدي إلى توقفها بالكامل في حال قيام اسرائيل بتنفيذ
مشاريعها التي أعلنت عنها قبل ذلك، وهي القناة المائية التي تربط البحر الأحمر
بالبحر الميت، وخط السكك الحديدة التي يربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط.
يذكر أن اسرائيل
أعلنت عام 2012 عن مشروع قومي لمد خط سكة حديد يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط،
ليكون منافسا لقناة السويس أطلقت عليه " مشروع قناة السويس الإسرائيلي"،
وستقوم الصين بتنفيذ وتمويل هذا المشروع الضخم، حيث قام وزير النقل الاسرائيلي
بتوقيع اتفاقية تعاون بشأن الخط البري مع نظيره وزير النقل الصيني عام 2011، وحسب
تقارير اسرائيلية سوف يتم البدأ في تنفيذ هذا المشروع أوائل عام 2018.