رئيس التحرير
خالد مهران

ناسا: الحياة في الفضاء تغيّر من صفات الإنسان الوراثية

الشقيقان التوءم اللذان
الشقيقان التوءم اللذان تم إجراء البحث عليهما


أكد بحث جديد أجرته وكالة ناسا الفضائية، أن الوجود في الفضاء لمدة طويلة يغير من الصفات الوراثية والجينية للأشخاص.


واعتمد البحث الذي أجرته الوكالة الفضائية، على إرسال أحد توءم متماثل إلى الفضاء الخارجي لمدة عام كامل، وأعادته مرة أخرى لتدرس التغييرات البيولوجية التي حدثت له، والتي جعلته يختلف تمامًا عن توءمه.


في شهر مارس الماضي، أعادت ناسا رائد الفضاء سكوت كيلي إلى الأرض بعد أن قضى ما يقرب من سنة واحدة في الفضاء، وقضى سكوت 340 يوما على متن محطة الفضاء الدولية، وكان العلماء يراقبون أيضا شقيقه التوءم مارك كيلي، الموجود على الأرض.


و"سكوت ومارك" لهما نفس الحمض النووي، وهي فرصة نادرة وجدها العلماء سانحة لإجراء نظرة فاحصة على التغييرات التي تحدث في جسم الإنسان، عندما يكون في رحلة فضاء، مقارنة بالتغييرات التي تحدث له خلال الفترة الزمنية نفسها على كوكب الأرض.


ويعرف العلماء بالفعل أن الحياة في بيئة دون جاذبية، لمدة ستة أشهر أو أقل يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الجسم البشري، مثل تمدد العمود الفقري، وتقلص العضلات، أو التخبط في دورات النوم، ولكن آثار التعرض الطويل الأمد لتلك الحالة تكون أكبر، ويمكن استخدام نتائج تلك الدراسة عند الإعداد للبعثات في أعماق الفضاء في المستقبل.


وقام العلماء بدراسة عينات بيولوجية من كلا الأخوين قبل وأثناء وبعد المهمة الفضائية، وكانت هناك الكثير من النتائج المثيرة للاهتمام:


تمدد جزيئ "التيلومير" الموجود في نهاية الكروموسومات عند سكوت، ليكون أطول من شقيقه الموجود على الأرض، ولكن سرعان ما عاد إلى طوله العادي مرة أخرى حين عاد إلى الأرض.


وقالت سوزان بيلي، المتخصصة في علم الأحياء الإشعاعي بجامعة كولورادو الأمريكية، إن تلك المادة في الجسم تكون أقصر مع التقدم في السن، وهو ما يعني أنه حدث لها العكس في الفضاء، ولكنها قد تكون مرتبطة أكثر بتناول سعرات حرارية أقل أثناء وجوده في الفضاء.


كما استضافت معدتي التوءم بكتيريا مختلفة في منطقة الأمعاء، التي تساعد في عملية الهضم، طوال فترة الدراسة لمدة عام كامل، وربما كان هذا نتيجة للوجبات الغذائية والبيئات المختلفة.


ولكن النتيجة الأبرز هي وجود أكثر من 200.000 جزئ خاص بالحمض النووي، التي ظهرت بشكل مختلف بين الأشقاء، والتي تتعلق بالطفرات الجينية الفريدة من نوعها، حيث ظهر الرجل الموجود في الفضاء بطفرات جينية أسرع وأكبر.