كاتب بريطاني شهير يحدد موعد حرب «ترامب» ضد إيران
رجح الكاتب البريطاني، «باتريك كوكبرن»، أن يعمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأجيج حرب مع إيران خلال عام أو عامين، مؤكدا أن ذلك الأمر سيصب في مصلحة تنظيم «داعش».
وقال الكاتب المتخصص في شئون الشرق الأوسط، في مقال نشرته صحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية، اليوم الجمعة، إن الأسابيع الأولى لـ«ترامب» في البيت الأبيض، واختياراته لمساعديه، ترجح أنه سيحاول لعب دور محوري في سياسات المنطقة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تطرح صورة ذاتية «مفتولة العضلات» مكرسة لجعل أمريكا عظيمة مجددا.
ورأى أن ما وصفه بـ«شيطنة الأعداء» سيعيق التسويات والتراجعات التكتيكية، مشيرا إلى أن التدخلات الغربية في الشرق الأوسط أظهرت نتائج كارثية إما بسبب المبالغة في الغطرسة بقوتها أو قلة تقدير قدرات أعدائها.
وأشار الكاتب إلى التصريح المبكر لوزير الدفاع جيمس ماتيس بأن إيران هي "الدولة المنفردة الأكبر رعاية للإرهاب في العالم" .. لافتا إلى تضخيم التهديدات من جانب مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين بالإضافة إلى ماتيس عندما يتعلق الأمر بإيران دون تقديم أية أدلة على تنفيذها لأعمال إرهابية مشبها تلك التصريحات بالتي خرجت في عهد الرئيس العراقي صدام حسين قبل خوض الحرب عام 2003 بشأن امتلاكه أسلحة دمار شامل ودعمه لتنظيم القاعدة.
وبيّن أن ارتفاع مستوى تهديدات «ترامب» وإدارته بخصوص إيران والتي وصلت إلى حد عدم استبعاد الحل العسكري في التعامل معها يجعل من الصعب تمييز ما إذا كانت تلك التهديدات "سردا عنتريا" أم تخطيطا حقيقيا لكنه توقع أن تحين المواجهة بين واشنطن وطهران خلال عام أو اثنين حينما ينتهي مسار السياسات التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بخصوص إيران، حيث قد يشعر ترامب أنه يحتاج إلى إظهار إلى أي مدى يمكن أن يكون هو أكثر عنفا وتأثيرا من سلفه والذي وصفه ترامب بالـ"ضعيف" و"غير المؤهل"، لا سيما في تعامله مع إيران.
ورأى الكاتب البريطاني أن الإدارة الأمريكية الجديدة محملة بمسئولين يجعلون من الممكن ألا تعبر واشنطن بأمان من "المستنقعات السياسية" في الشرق الأوسط دون تفجير أزمة حيث يتوقع كوكبرن ألا يتمكنوا من التعامل معها، مشددا على أن الاتفاق النووي مع إيران الذي يهاجمه ترامب بشدة يمثل توازنا حقيقيا للقوى والمصالح وأن الرئيس الأمريكي لن يتمكن من التوصل لما هو أفضل منه في هذا السياق.
ونوّه الكاتب بأن كل ذلك سيمثل أخبارا جيدة بالنسبة لتنظيم "داعش"- رغم وجود العديد من القوى الدولية الساعية لدحر التنظيم- حيث سيؤخر التحول في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من تحقيق الكثير في الحرب على "داعش" كما أن طهران تدعم الأنظمة السياسية في سوريا والعراق والتي يراها الكاتب الأعداء الرئيسية للتنظيم، فضلا عن الأكراد السوريين الذين يتخوفون من أن تقلل واشنطن من دعمها لهم لاسترضاء النظام التركي المُعادي لهم.