بالفيديو.. كيف تخدع نقابة الأطباء الرأى العام فى أزمة العلاج الطبيعي؟
لا تزال أزمة ضم نقابة العلاج الطبيعي لاتحاد المهن الطبية، تشغل أروقة الاتحادات الأربعة "الأطباء البشريين والأسنان والبيطريين والصيادلة"، وذلك بعد تقديم أحمد عماد الدين، وزير الصحة، لمشروع قانون لضم نقابة العلاج الطبيعي إلى اتحاد المهن الطبية.
وانتقدت نقابة الأطباء، قرار مجلس الوزراء بضم العلاج الطبيعي للاتحاد، مشيرة إلى أنه مخالف لقانون إنشاء الاتحاد رقم 13 لسنة 1983، الذي لم ينص على إضافة أعضاء جدد له.
واعتبرت النقابة أن قرار مجلس الوزراء عقاب لهم على طلب تنفيذ حكم «بدل العدوى»، حيث يتم تحميل اتحاد المهن نحو 100 ألف طبيب ومعالج طبيعي، ليتلقوا الرعاية الاجتماعية والصحية من صندوق المعاشات والإعانات بالاتحاد والمكون من اشتراكات الأطباء والصيادلة المتراكمة منذ صدور قانون إنشاء اتحاد المهن الطبية في 1983.
وحول هذه الإشكالية، تشرح "النبأ" الأزمة من خلال بعض الفيديوهات التي توضح أبعاد الأزمة ومحاورها.
أولاً هناك فرق كبير بين كلية العلاج الطبيعي وقسم العلاج الطبيعي ببعض الكليات، الأول أخصائي طبيب أم الثاني فمعالج أخصائي وغير طبيب، مشيرًا إلى الكليات الطبية الرئيسية تحتاج لدراسة من 3-6 سنوات وهي "الصيادلة- الأطباء البشريين- العلاج الطبيعي".
كما أن العلاج الطبيعي لم يُوضع مثل كليات التمريض أو الصيادلة بالعمل تحت إشراف طبيب بشري.
وحول ما وصُف بأنه إدعاءات نقابة الأطباء حول العلاج الطبيعي، بأن قطاعات التمريض وأطباء العلاج الطبيعي ليسوا من المهن الطبية الأصيلة، وأنهم مساعدين ومكملين له، ذكرت منظمة الصحة العالمية أصولية طب العلاج الطبيعي، وانضمامه للفئة الرئيسية الأولى. وعرَفت طبيب العلاج الطبيعي بأنه الممارس الذي يضع البرنامج العلاجي للمريض لاستعادة عمل أجهزته الجسدية.
وفي الولايات المتحدة، يوجد نوعان من العلاج الطبيعي، الطب الطبيعي المتخصص في علاج الأمراض الروماتيزمية وهو معترف به في 48 ولاية، ولا يعمل تحت إشراف طب عادي، ويحق له فحص المريض، وهذا غير موجود في مصر.
أما النوع الثاني، فهو العلاج الطبيعي، ويحق له الإشراف على اللجان المعالجة ومدة الدراسة من 3-4 سنوات، وفي هذا المجال يحق للطبيب وضع برنامج علاجي كامل مثل كتابة الأصناف الدوائية والحقن وخلافه. أما في مصر، فيوجد خلط بين العلاج الطبيعي وعلاج الروماتيزم، ولا تتعدى الدراسة في مرحلة البكالوريوس مدة الـ 6 ساعات، يدرس خلالها الطالب مجموعة من القشور.
وقد اعُتمدت دراسة العلاج الطبيعي بعد الحربين العالميتين، حيث عانى العالم من وجود "مرضى كثيرين" مصابون بأمراض الشلل وخلافه، بدأت الدراسة بها في الولايات المتحدة في عام 1946، إلا أن أعداد المنتسبين للعلاج الطبيعي أخذت في الانحصار في الولايات المتحدة بدءً من عام 2008، وذلك الكليات الطبية في الولايات المتحدة بدأت في إنشاء أقسام للعلاج الطبيعي في كليات الطب.
ويتعجب أخصائي العلاج الطبيعي من عدم وجود مناهج لدراسة الطب والعلاج الطبيعي، بل إن دارسي أقسام الروماتيزم في مصر لا يدرسون سوى صفحتين فقط عن الطب الطبيعي.
العلاج الطبيعي في مصر
تعدّ كلية العلاج الطبيعي هي الأقدم والوحيدة في المنطقة العربية، وبدأت الدراسة بها عام 1945 تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، وبدأ بإيفاد البعثات اللازمة لهذا التخصص للخارج عام 1956.
وفى عام 1958 بدأ تطبيق نظام البعثات الداخلية لخريجي وخريجات معاهد التربية الرياضية العالية لدراسة مكثفة لمدة سنتين ثم اتجه التفكير بعد ذلك إلى إنشاء المعهد العالي للعلاج الطبيعي على أن يلحق– مؤقتا كشعبة بالمعهد العالي للتربية الرياضية وهو ما تم بالفعل عام 1962.
وفى عام 1969 أصبح المعهد مستقلا ثم انضم إلى الجامعة عام 1976 بعد أن كانت تشرف عليه وزارة التعليم العالي، وأصبحت الدراسة فيه خمس سنوات، حيث تقرر إضافة سنة تدريبية لزيادة كفاءة الخريجين واكتسابهم مهارات الأداء, وفى عام 1992 صدر قرار بتحويل المعهد إلى كلية تابعة لإدارة جامعة القاهرة.
وتصل أقسام الكلية إلى ثمانية أقسام وهى "العلوم الأساسية للعلاج الطبيعي - العلاج الطبيعي لإمراض الأعصاب وجراحتها- العلاج الطبيعي لإمراض الأطفال وجراحتها- العلاج الطبيعي للعظام والإصابات وجراحتها- العلاج الطبيعي للجراحة- الميكانيكا الحيوية - العلاج الطبيعي لإمراض النساء والتوليد وجراحتها".
وتعاقب على عَمادّة الكلية عدد من الأساتذة ساهموا في تطورها وهم "الدكتور محمد جميل الحنك- الدكتور يحي أمين البطاوى- الدكتور هاشم على فؤاد- الدكتور خيري السمرة- الدكتورة عزة عبد العزيز عبد الهادي -الدكتور إمام حسن النجمي".
وحول رفض اتحاد المهن الطبية ضم نقابة العلاج الطبيعي، قال أخصائي العلاج الطبيعي، الدكتور عبد الله العشيري، إن اتحاد المهن الطبية يتكون 4 نقابات "الأطباء البشريين- الأطباء البيطريين- الصيادلة- أطباء الأسنان" والهدف منه المحافظة على حقوقهم، وأنه اتحاد وليس نقابة مستقلة، وان الدولة تمارس حقها القانوني في إضافة نقابة له.
وكانت نقابة الأطباء في إحدى جلساتها، ذكرت أن ضم العلاج الطبيعي لاتحاد المهن الطبية "غير قانوني" على الرغم من موافقة مجلس الدولة ومجلس النواب على قرار مجلس الوزراء الخاص بضم نقابة العلاج الطبيعي للاتحاد.
كما اعترضت نقابة الأطباء على ضم العلاج الطبيعي، وحصول أعضائها على نفس حقوق أعضاء الاتحاد من النقابات الأربعة، خاصة وأنهم يستثمرون أموالهم منذ 5 عقود كاملة؛ وفي هذا أبدت العلاج الطبيعي استعدادها في تنفيذ تسوية مالية مع الاتحاد.
والاتحاد العالمي للعلاج الطبيعي مُعترف به كعضو في منظمة الصحة العالمية WHO. ويصل عدد أطباء العلاج الطبيعي في الولايات المتحدة، بحسب موقع وزارة القوى العاملة الأمريكية، 120 ألف طبيب علاج طبيعي، وعدد فني العلاج الطبيعي 128 ألف فني.
وحول زعم الدكتور خالد سمير، عضو نقابة الأطباء، بأن عدد أخصائي العلاج الطبيعي في بريطانيا 28 ألف طبيب فقط، تظهر إحصائيات المجلس القومي لتنظيم المهن الصحية البريطاني أن أعدادهم 52 ألف طبيب.