من "سلسال الدم" لـ"هبة رجل الغراب".. هل تغيير الأبطال فى مسلسلات الأجزاء مقياس للنجاح أو الفشل؟
رامى العقاد: "سلسال الدم" لم يتأثر بتغيير أبطاله لأنه عمل شيق و"فرض نفسه"
الناقد رامى عبد الرازق: ناهد السباعى قدمت شخصية "هبة رجل الغراب" على أنها "مُعاقة"
اتجه عدد كبير من المخرجين والمؤلفين إلى تقديم أعمال درامية طويلة، يتم عرض الجزء الأول منها لـ"جس نبض" المشاهد، ومعرفة إذا كان سيُحقق نجاحًا أم لا، وإذا وجد القائمون عليه أنه حقق النجاح المطلوب، يتجهون إلى تقديم أجزاء عديدة منه بعد ذلك.
ولكن ما لم يتوقعه عدد من المخرجين هو انسحاب أبطال العمل بشكل مفاجئ، وهو ما يدفعهم إلى تغييرهم وتقديم الأجزاء الجديدة بممثلين جدد، ولكن هذا الأمر غير موفق بنسبة كبيرة، وفي أغلب الأحيان يؤدي إلى فشل العمل الدرامي بأكمله.
وعلى الصعيد الآخر، نجح مسلسل "سلسال الدم" في جزئه الرابع في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، فعلى الرغم من تغيير عدد كبير من أبطاله، إلا إنه حصل على إعجاب الجمهور، ووجدوا أنه من أفضل أجزاء المسلسل، وتفوق على نفسه في عدد المشاهدات عبر قناة "إم بي سي مصر" ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولعل من أبرز المسلسلات التي واجهت مشاكل بعد تغيير أبطالها، مسلسل "هبة رجل الغراب"، الذي يُعرض منه حاليًا الجزء الرابع على شاشة قناة "سي بي سي"، وسبق وتم تقديم الجزء الثالث في رمضان الماضي، ولكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح الكبير الذي سبق وحققه الجزأين الأول والثاني؛ نظرًا لتغيير بطلة العمل، من إيمي سمير غانم إلى ناهد السباعي.
وفي هذا الصدد، رأى الناقد رامي العقاد أن ورق وموضوع المسلسل هو البطل الأساسي، وهذا الأمر ليس بجديد في الدراما المصرية، وحدث من قبل أن تغيير الأبطال ولكن العمل لم يتأثر بذلك، فعلى سبيل المثال مسلسل "المال والبنون" اضطر مخرج العمل إلى تغيير الأبطال الذين وافتهم المنية، واستبدالهم بأبطال آخرين.
وأكد "العقاد" لـ"النبأ" أنه في البداية شعر الجمهور بصدمة ولكن حقق المسلسل نجاحًا كبيرًا بعد ذلك؛ نظرًا للموضوع الجيد الذي تناوله على مدار أجزائه المتعددة، وهذا ما يحدث في مسلسل "سلسال الدم" في جزئه الرابع، فعلى الرغم من تغيير عدد كبير من أبطاله، إلا إنه "فرض نفسه" بقوة؛ لأنه عمل شيق ويناقش الدراما الصعيدية بطريقة متعمقة ومرتبطة ببعضها، والمشاهد يريد أن يعرف نهاية القصة بصرف النظر عن الأبطال.
وفي المقابل، وجد الناقد رامي العقاد أن مسلسل "هبة رجل الغراب" جاء سبب فشله في الجزء الثالث والرابع نتيجة ضعف الورق والقصة، وأن تفاصيل المسلسل لا تحتمل كل هذا العدد من الأجزاء، موضحًا أنه بطبيعة الحال المشاهد يشعر بالملل قليلًا عند تقديم مسلسلات ذات أجزاء عديدة.
وأشار إلى أن مسلسل "الكبير أوي" عندما قلت شعبيته والجمهور شعر بالملل من أحداثه المكررة وغير المبتكرة، قرر فريق العمل عدم تقديم أجزاء جديدة منه، على الرغم من ثبات وجود أبطال العمل، ونفس الأمر لمسلسل "راجل وست ستات"، ولذلك إذا كان البطل قويا والعمل ضعيف سيفشل.
ومن جانبه، أوضح الناقد الفني رامي عبد الرازق لـ"النبأ" أن تغيير الأبطال يؤثر بشكل كبير على شعبية المسلسل؛ لأن البطل يُعتبر جزءا من ارتباط المشاهد بشخصية معينة وطباعها التي ظهرت على الشاشة ضمن أحداث العمل، مؤكدًا أن هذا الأمر عاصرناه في مسلسل "ليالي الحلمية" عندما تم استبدال الفنانة أثار الحكيم بالنجمة إلهام شاهين، وأيضًا في مسلسل "زيزينيا" عندما تم تغيير أثار الحكيم بالفنانة هالة صدقي، وقتها شعر المشاهد أن الشخصية اختلفت تمامًا من حيث الشكل والأسلوب.
واستشهد "عبد الرازق" في حديثه بمسلسل "هبة رجل الغراب"، الذي أحدث ساقطة كبرى عندما قرر مخرج العمل تغيير الفنانة إيمي سمير غانم بالممثلة ناهد السباعي، ووجد أن هذا التغيير كان غير موفق بالمرة؛ نظرًا للشعبية الكبيرة التي تمتلكها "إيمي" عند الجمهور وطول مسيرتها الفنية، على عكس ناهد السباعي، التي قدمت شخصية "هبة" على أنها معاقة وليست قبيحة، وهذا الأمر لم نشعر به من "إيمي".
لذلك يرى الناقد رامي عبد الرازق أن تأثير تغيير الأبطال على العمل الدرامي يتوقف على مدى قوة المسلسل نفسه وقصته واختيار المخرج للأبطال البدلاء، الذي في يده ألا يجعل المشاهد يشعر بأنه أمام مسلسلين مختلفين، وليس أجزاء لعمل درامي واحد.