تحذير خطير.. القولون العصبي يبدأ من الطفولة
وجد
الباحثون علاقة قوية بين اضطرابات القولون العصبي، والمشاكل النفسية لدى الأطفال
في مرحلة مبكرة من عمرهم.
وفي
بحث أجراه علماء أمريكيون تم الكشف عن علاقة قوية بين بكتيريا الأمعاء التي تسبب
القولون العصبي والتغيرات الهيكلية في الدماغ، التي تحدث عند وجود تجارب نفسية
سلبية لدى الأطفال.
وكشفت
الأبحاث أن من يعاني من متلازمة القولون العصبي في مرحلة الشباب، قد تكون يكون
لديه طفولة مضطربة بنسبة كبيرة.
وكان
يعتقد منذ فترة طويلة أن تكون مشكلات العضلات في القناة الهضمية، والتي تجلب
تقلصات وآلام البطن، تعود إلى مشكلة في الأعصاب والحالة النفسية للمريض.
والجديد
في هذا البحث أنه يربط بين بكتيريا الأمعاء التي توجد لدى مرضى القولون
العصبي والتغيرات الهيكلية في الدماغ والتي نتجت عن أحداث الطفولة الغير سعيدة.
على
وجه التحديد، أظهرت نتائج البحث أن المناطق المسؤولة عن معالجة المعلومات الحسية
مثل التذوق، والبصر، والرائحة، والسمع واللمس، تختلف عند مرضى القولون العصبي.
ووجدت
الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن الصدمة في الحياة
في وقت مبكر يمكن أن تؤدي بشكل غير مباشر إلى تلك النتائج، حيث ترتبط تجارب
الطفولة السلبية مع تغيرات الدماغ الهيكلية، والتي يعتقد أنها تغير من جراثيم
الأمعاء لدينا.
وقال
كاتب الدراسة ايمان ماير: إن تلك البكتريا تشكل الطريقة التي يتطور بها النظام
الحسي لدينا، وهي تتأثر بالعديد من العوامل بداية من الحمل وتستمر لمدة ثلاث سنوات
الأولى من الحياة، وهو ما يعرف ببرمجة الأمعاء.
وبالتالي
فإن أي تأثير على نفسية الطفل، قد تؤثر على أمعاءه، ما ينتج عنها قولون عصبي في
مراحل متقدمة من العمر، حيث أظهرت صور بعض المناطق الحسية في الدماغ اختلافات
لمرضى القولون العصبي مقارنة مع الأشخاص الأصحاء.
ويشير الباحثون إلى أن نتائج هذا البحث يمكن أن توفر علاج مختلف لمرض القولون العصبي بحيث يكون مصمم على حسب الميكروبات المتوافرة في الأمعاء، وهو ما يمكن علاجه ببعض المضادات الحيوية، وبعض الوجبات الغذائية، أو علاجه بشكل وقائي من خلال تجنب الأطفال الصدمات النفسية المبكرة.