تجار الأُرنص
فليقل خيراً أو ليصمت، الدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، يبشركم بأن تأثير قرار تحريك أسعار الوقود على أسعار السلع والخدمات سيكون محدوداً جداً، ولن يشعر به المواطن البسيط الفترة المقبلة.
أتحداك، وبالسوابق، ومع كل زيادة فى أسعار الطاقة يتحول التجار إلى «هبّيشة» ينهشون فى لحم الناس الحى، ولو رجعت للوراء قليلاً لتربصتم بالمواطن الغلبان الدوائر، وما إن ارتفعت أسعار الطاقة حتى بضعتموها بضاعة وضربتم الأسعار فى ثلاثة أضعافها بلا شفقة ولا رحمة، وكل قرش صاغ زيادة يلهف التاجر جنيه.
الحكومة ظهرها للحائط، وهذا ليس تبريراً، الصندوق أمامها وبحر البشر خلفها، ولكن أنتم من تصعّبون الحياة على الناس، تمصون دم الغلابة، تلوون ذراع الشعب، ولا تأبهون بالنار تزحف من تحت أرجلكم، لسنا فى حاجة إلى تعاطفكم، كفوا أذاكم عنا!.
الباشا الأمين يزايد على الحكومة والشعب فى آن، يقول: «قرار تحريك أسعار الوقود مهم وحيوى لاستكمال منظومة الإصلاح الاقتصادى»، لا يا شيخ، ومهم وحيوى أن تكف أنت وغرفك وتجارك عن رفع الأسعار، كفاية عليكم ما كسبتموه من الجولة الماضية، أنتم تتعاملون معنا بطريقة «تجار الأُرنص»، قارن يا دكتور بين الأسعار قبل برنامج الإصلاح وبعد، الأسعار أضعاف مضاعفة، ثلاثة أضعاف على الأقل.
حساس قوى الدكتور علاء، يقول لا فُضّ فوه ومات حاسدوه: «التأثير سيكون محدوداً، ولن يشعر به المواطن البسيط».. يعنى النية على الزيادة مقررة والتربص قائم، ولن يشعر به المواطن البسيط، على اعتبار أن المواطن هياخد حقنة فى العضل، لن يشعر بالزيادة، يا دكتور جسم المواطن ورم، لم يعد هناك حتة فى جسمه لم توخزها الأسعار.
الحكومة تتعامل مع الشعب بمنطق آخر الدواء الكى، ولكن مكواة التجار كَوت المواطن، الغلبان يحترق، شامم ريحة الشياط تزكم الأنوف، للأسف، ولكنها أنوف لا تشم، إذا كان هناك مردود سلبى لهذه القرارات سيكون للتجار أكبر نصيب، طائفة منهم يتعاملون معنا على أنهم «تجار حرب»، ونحن أسرى الحرب المعلنة من جنابكم على الشعب ظلماً وعدواناً.
لا يا سيدى، الوقود محرك الأسعار، وزيادة سعر الوقود تعنى زيادة سعر الفجل، والتجار حجتهم الأساسية جاهزة، البنزين والسولار، وقبلها الدولار، وقبل اللى قبلها، وهكذا دواليك، لا بيرحموا ولا الحكومة بترحم، كانوا متلمظين للعلاوة الجديدة، وها هى جاءتهم الوليمة على طبق من فضة، سيتكالبون تكالب الأكلة على قصعتها.
سترى عجباً، والتأثير المحدود سيكون مضاعفاً، والأيام بيننا، ولن تفعل شيئاً، وأتحداك أن تقول لتاجر«أُفٍّ»، وحديثكم عن السوق الحرة، والعرض والطلب هراء، هذه سوق ملتاثة مجنونة لا ضابط لها ولا رابط، سوق مضروبة بجنون الأسعار، لا تجد من يلجم هذا الجنون، القدور تغلى بماء قراح، وأنتم تمرحون فى البراح الحكومى.
سؤال: هل تملك الغرف التى تتحدث باسمها أى سيطرة على التجار، هل تغامرون بأصواتكم الانتخابية لتصدروا بياناً حاسماً بتثبيت الأسعار على حالها قبل زيادة الخميس، وتوقيع جزاءات تصل إلى الفصل من الغرف لمن يزيد الأسعار، وإلزام المنتجين، وهم أغلبية فى الاتحاد، بعدم الزيادة، وتسجيل الأسعار على المنتجات، وتشغيل خط ساخن لتلقى الشكاوى، والتصدى لتجار الأُرنص؟
أشك تماماً، وأعلم أن يدكم قصيرة على التجار طويلة على المستهلكين، ولطالما الحكومة ترفض التسعير الجبرى أو الاسترشادى فالفرصة مواتية لمص دم الغلابة، لا تحدثنى عما سيكون، الجواب باين من عنوانه.
نقلًا عن "المصري اليوم"