أحمد قناوى: حكم الناس بالقمع «عمره مش طويل».. و«عالم ناسا» مكسب للقوى المدنية (حوار)
أكد أحمد القناوى، المحامي وعضو المكتب السياسي لـ«مبادرة الفريق الرئاسي 2018»، أن الدكتور عصام حجي مكسب مهم لكل القوى السياسية والمدنية الموجودة على الأرض.
وأضاف «القناوي» في حواره لـ«النبأ»، أن مصر تحتاج لـ«100 حجي» بدلًا من الأشخاص الذين يتعاملون مع السياسة باعتبارها «شركة مساهمة»، وإلى نص الحوار:
لماذا لا توجد فعاليات على الأرض لمبادرة الفريق الرئاسي 2018؟
ببساطة لأن المناخ العام في الدولة «مناخ قمعي»، لا يسمح بوجود حركة، أو تجمع، أو تنظيم فعاليات سياسية، وبالتالي المبادرة تعمل في أضيق الحدود، ولا نريد تعريض حياة أشخاص للخطر، ولا نريد التضحية بأحد، ومع كل ذلك، فإن حواراتنا مع القوى المدنية لم تتوقف، رغم أن هذه القوى تعاني من نفس أزمة «التضييق» عليها.. إذًا فليس من العدل أن يُحكم على المبادرة بعدم الوجود على الأرض في ظل هذا المناخ غير الصحي الذي يطال جميع القوى السياسية.
هناك اتهامات للمبادرة بأنها «مُنغلقة» على نفسها.. ما ردك؟
مبادرة الفريق الرئاسي 2018 ليست «منغلقة» على نفسها، ونحن في المبادرة أجرينا حوارات مع القوى السياسية المختلفة، كما أن كل القائمين على هذه المبادرة ليست لهم مصلحة شخصية، وكل ما يهمهم هو الاتفاق على مرشح رئاسي يواجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات التي ستجرى في 2018.
كيف يتواصل أفراد المبادرة مع الدكتور عصام حجي؟
«حجي» يتواصل معنا دائمًا على «واتس آب»، ووسائل الاتصال الأخرى والتي سهلت الأمور كثيرًا، ونتشاور في الأمور الخاصة بإصدار بيانات تتعلق بمبادرة الفريق الرئاسي 2018، أو التعليق على الأحداث السياسية المختلفة التي تشهدها الدولة، أو التعاون مع القوى المدنية والسياسية الأخرى، إضافة إلى أننا لا نعمل في السر، ولكن في العلن لتقديم مرشح رئاسي ينافس في الانتخابات القادمة التي ستجرى في 2018.
هل يكفى هذا التواصل الإلكتروني لتمارس المبادرة مهامها السياسية الثقيلة؟
بالطبع لا تكفي.. ولكننا ننتظر لحظة التغيير الحاسمة، ولكن إذا استمر «غلق الأبواب» في وجوهنا، سنقول: «السلام عليكم».
ماذا تقصد بلحظة التغيير الحاسمة؟
أقصد اللحظة التي تفتح فيها الأبواب على مصراعيها، وتكون هناك رغبة مجتمعية كاملة تهدف إلى استغلال الانتخابات لإحداث تغيير في الدولة، لأننا لا نريد «التغيير بالعنف»، أعضاء مبادرة الفريق الرئاسي يعتبرون أنفسهم «مناضلين مدنيين» يسعون لإحداث تغيير سلمي، وندين العنف، والإرهاب.
«حجى» تعرض لانتقادات بعد استغلاله حادث الواحات للحديث عن الانتخابات الرئاسية.. ما تعليقك؟
لا يوجد سياسي أو شخص مهموم بالعمل العام في مصر، يتعامل مع هذه الحادثة باعتبارها «صوان عزاء» فقط، هي حادث مروع، ونعزي أهالي الضحايا في مصابهم الأليم، ولكن من حق عصام حجي أن يتحدث عن الانتخابات الرئاسية، مع كل حزننا بسبب هذا الحادث، ولكن لابد أن تكون هناك نظرة للغد، ولابد أن ندعو المجتمع ليكون أكثر اصطفافًا، وندعو لحل المشكلات، وليس قصر الأمر على مجرد «العزاء» فقط.
يُقال إن مبادرة الفريق الرئاسي مجرد معارضة من الخارج.. ما ردك؟
أفراد مبادرة الفريق الرئاسي الأساسيون موجودون هنا في مصر، ولدينا حساسية خاصة من أمرين؛ المعارضة من الخارج، والتمويل، وهذه أمور بالنسبة لنا «خط أحمر»، والمؤتمر الذي نظمته المبادرة في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي كان تمويله «من جيوبنا».
ولكن هناك اتهامات للمبادرة بتلقي دعم وتمويل خارجى؟
النظام عندما يريد تشويه أحد، يستخدم مسألة «الدعم والتمويل الخارجي».
عصام حجي مقيم باستمرار في الخارج.. فكيف يتحدث عما تشهده مصر من أزمات؟
عصام حجي «طول عمره» في الخارج، وإذا كان النظام الحالي، والمحسوبون عليه، ينتقدون هذا الأمر، فلماذا تم تعيينه بعد 30 يونيو 2013، مستشارًا علميًا للرئيس السابق عدلي منصور؟!!.. هذا نوع من الكيل بـ«مكيالين»، هناك بالفعل شخصيات محسوبة على القوى المدنية، ولكن ليس أمامها إلا المعارضة من الخارج، مثل الإعلاميين يسري فودة، وباسم يوسف، وهناك صراع سياسي بين بعض الشخصيات التي تعارض من الخارج، وبين النظام الحالي.
ما آخر الاتصالات التي أجرتها الحملة؟
هناك ما يشبه اتفاق على ضرورة الدفع بمرشح رئاسي واحد، أو الوقوف والاصطفاف وراء المرشح صاحب الفرص الأقوى الأعلى، والأقوى في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي بانتخابات 2018.
متى ستعلنون هذا الأمر؟
خلال يناير المقبل.
هل بالفعل هناك استقالات في مبادرة الفريق الرئاسي؟
لا توجد أية استقالات، والدكتورة هالة البناي، المديرة السابقة للمبادرة، رأت أنه يمكنها أن تقدم العطاء بعيدًا عن الحملة، ونحن تفهمنا قرارها، واحترمناه.
وماذا عن الإخوان؟
مبادرة الفريق الرئاسي 2018 اتخذت قرارًا منذ ظهورها في الوسط السياسي بعدم التنسيق مع قوى الإسلام السياسي بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة، في الوقت نفسه نحن لا نقصي أشخاصًا، ونرحب بمن يريد ممارسة العمل المدني بعيدًا عن أي قوى.
لماذا تصر مبادرة الفريق الرئاسي على انتقاد قانون الطوارئ؟
المبادرة لا تريد إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في ظل قانون الطوارئ الذي لا يوجد شىء يبرره في ظل وجود سلسلة كاملة من القوانين المقيدة أصلًا للحريات، وهي كلها أمور تسىء لـ«سمعة مصر».. كما أنه لابد من الإفراج عن المعتقلين في قضايا الرأي، وكفى إساءة لسمعة الدولة خارجيًا، نحن نتمنى أن تتم كل هذه الأمور قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.
ما المكاسب التي حققتها المبادرة على الأرض؟
المبادرة ساهمت في دفع المواطنين لعدم تفويت فرصة الانتخابات المقبلة، ونبهت لعدد كبير من الملفات الهامة التي تعتمد عليها المبادرة مثل «التعليم والمرأة والاقتصاد والمساواة»، والتغيير السلمي، كما أن اسم المبادرة يتردد دائمًا في أي حديث خاص بالانتخابات الرئاسية، ولو كان المجال السياسي «مفتوحًا» لكان العطاء أكثر.
ما الذي تطلبه المبادرة من نظام السيسي؟
لابد من إعطاء الفرصة للشارع أن يقول رأيه، سواء باختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ولاية ثانية، أولا؛ لأن حكم الناس بـ«القمع وبالعافية» عمره مش طويل، إضافة إلى أنه يؤدي إلى مخاطر جمة تضر بالدولة.
هل توجد شخصيات تصلح للمنافسة على منصب الرئيس؟
مصر «مليانة» بعشرات الأسماء والشخصيات التي تصلح للمنافسة على منصب الرئيس، كل ما نحتاجه هو المناخ الصحي المناسب، لأن الظروف الحالية، والتعقب الأمني، لا يجذب الشخصيات المحترمة للعمل السياسي.
وماذا عن عمليات تشويه المعارضين؟
عمليات التصفية «المعنوية» مستمرة حتى لـ«شركاء 30 يونيو»، الذين راهنوا على السيسي، ثم فكروا في نزول الانتخابات، كما أن النظام «يذبح» خصومه عن طريق وسائل الإعلام، والطعن فيهم، وفي وطنيتهم.
لماذا لم تعلن المبادرة عن أسماء الفريق الرئاسي؟
السبب في هذا الأمر أننا لا نريد المصادرة على القوى المدنية والسياسية الأخرى، إعلان الأسماء «هيصادر» على هذه القوى، نحن نعمل على فكرة التغيير السلمي في مصر، والعمل على ملفات معينة، ودفعنا القوى المدنية للتفكير في خوض الانتخابات الرئاسية القادمة.
هل وصلتكم تهديدات من قبل الأمن؟
على الإطلاق.. لم تصل إلينا أية تهديدات مباشرة.. ولكن تم التضييق على الحزب المصري الديمقراطي، بعد المؤتمر الذي عقده أعضاء من المبادرة داخل مقره.
الإعلام دائمًا ما يهاجم مبادرة الفريق الرئاسي.. ما تعليقك؟
أسوأ شىء في الإعلام هم «المنافقين» الذين تطوعوا وتفرغوا للهجوم على المبادرة، بحجة أنها معارضة خارجية، إلى آخره من الاتهامات «المعلبة» التي تلاحق دائمًا القوى السياسية المعارضة.
هل حدث اتصال بينكم وبين مبادرة ممدوح حمزة التي تحمل اسم تضامن؟
كلنا أصدقاء، ولم يحدث اتصال مباشر، ولكن هناك استشعار أن اللحظة الحاسمة لم تأت بعد، نحن نعمل على أمل التغيير.
هل هذه الجبهات السياسية سيكون لها تأثير في الانتخابات القادمة؟
بالطبع.. لأن هذه الجبهات تتكون من نخب سياسية شهيرة، إضافة إلى المهمومين بـ«العمل العام».
كيف ترى ما يتردد عن سعى النظام «لصناعة كومبارس»؟
لا أعتقد أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى يبحث عن «كومبارس»؛ لأن هناك أشخاصًا كثيرين سيترشحون في هذه الانتخابات، كما أن النظام يستطيع في أي مرحلة اختيار شخص معين؛ للتركيز عليه، ولكن هذا الأمر «لن يدخل على الناس»، فالمصريون أقبلوا مثلًا على الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت في 2012، بينما لم يحدث إقبال على الانتخابات الرئاسية في 2014 بين «السيسي وصباحي».
هل نظام السيسي يتخوف من مقاطعة الانتخابات؟
النظام غير «متخوف» من مقاطعة الانتخابات، هذه الأمور لا تعنيه؛ لأن هذا النظام «يكره» فكرة إجراء الانتخابات من الأصل، وحدثت مطالبات بتعديل الدستور، ومد فترة الرئيس، ولولا معارضة هذا الأمر، لتم تعديل الدستور.
كيف ترى مطالبة الدكتور عصام حجي بالتركيز في العمل العلمي والابتعاد عن السياسة؟
من حق الدكتور عصام حجي ممارسة العمل السياسي، وهو مكسب مهم لكل القوى السياسية والمدنية الموجودة على الأرض، كما أن مصر تحتاج لـ«100 حجي» بدلًا من الأشخاص الذين يتعاملون مع السياسة باعتبارها شركة مساهمة.