تحركات قطر لحصار مصر وضرب قناة السويس
غباشي : من حقها الدفاع عن مصالحها
شراقي : يدخل في اطار الحرب النفسية ضد القاهرة
تحركات قطر الأخيرة تؤكد على أنها تسعى بكل قوة لكسر الحصار أو
المقاطعة المفروضة عليها من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ليس هذا فحسب،
ولكن هناك تحركان قامت بهما قطر الأيام الماضية تؤكدان على أنهما يهدفان لحصار
مصر، وافشال الحصار المفروض عليها.
فقد كشف وزير النقل السوداني مكاوي عوض على أن أن الحكومة السودانية
بدأت إجراء محادثات مع قطر إنشاء أكبر ميناء للحاويات على ساحل البحر الأحمر.
كما قام رئيس الوزراء الأثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، بزيارة الدوحة
بالتزامن مع تعثر مفاوضات إنشاء سد النهضة مع السودان وإثيوبيا،، حيث ذكرت تقارير
صحفية أن الهدف من الزيارة هو البحث عن مصادر جديدة لتمويل لسد النهضة، بعد اعتقال رجل الأعمال السعودي المقيم في إثيوبيا محمد
العمودي، الذي يعد أكبر ممول لسد النهضة، وأكبر المستثمرين والمساهم الرئيسي في بناء
السد، حيث اعترف العمودي عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، أنه ساهم بـ88 مليون دولار
في بناء سد النهضة، وهو ما وصفته الصحف الإثيوبية بأنه أكبر مستثمر أجنبي في أديس أبابا،
وهو أول من تبرع في حملة تمويل سد النهضة التي دشنها رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل
ميلس زيناوي.
وذكرت صحيفة البوليتيكو الأمريكية أن توقيف العمودي من قبل السلطات السعودية،
للتحقيق معه بتهم تتعلق بالفساد، سيؤثر على تمويل "سد النهضة"، لكونه من
أكبر الممولين للمشروع.
وقد علق وزير الخارجية المصري سامح شكرى على زيارة رئيس الوزراء
الأثيوبي لقطر بالقول «لا توجد مؤشرات على ذلك الارتباط، خاصة أن الزيارات تكون محددة قبل فترة،
مؤكدا على أن مصر تعمل منذ 3 سنوات على الحفاظ على علاقات طبيعية وجيدة مع إثيوبيا،
ونتطلع لحل الأزمة وفقا لقواعد القانون الدولي».
فهل هناك تأثير لهذه التحركات على المصالح
المصرية وعلى قناة السويس وعلى سد النهضة؟
عن هذا الموضوع يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ
الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، أن زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي
لقطر، وإعلان الدوحة عن إقامة أكبر ميناء بحري على البحر الأحمر في السودان يدخل
في اطار الحرب النفسية، مؤكدا على أن هذا الميناء سيكون في صالح مصر، ولن يكون له
أي تأثير سلبي على قناة السويس، مشيرا إلى أن فشل مفاوضات سد النهضة لا تعني
انتهاء المشكلة.
من جانبه يقول الدكتور مختار غباشي رئيس المركز
العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن قطر تتصرف بناء على مصالحها، وبالتالي
لا يجب أن نتهمها بالخيانة والعمل ضد مصالح مصر، مشيرا إلى أن المهم هو كيف تتصرف
مصر وليس ماذا تفعل قطر، لافتا إلى أن التعامل مع مثل هذه القضايا بتشنج لا يفيد
مصر أو الدول العربية، موضحا أن هناك طريقين للتعامل مع قطر، إما الإحتواء وإما
تركها فريسة في يد إيران والدول الكبرى.