خطة فتى ترامب «المدلل» لذبح إيران وحزب الله.. وإجهاض مشروع السيسى فى «صفقة القرن»
في الفترة الأخيرة، تردد اسم جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كثيرًا في وسائل الإعلام، فهو من مواليد 1981، ورجل أعمال ومالك لشركة «كوشنر بروبرتي»، وصحيفة «نيويورك أوبزيرفر»، وعينه الرئيس الأمريكي كبير مستشاري البيت الأبيض، ومبعوثه الخاص للسلام في الشرق الأوسط.
ويقول الخبراء إن خطة «كوشنر» للسلام في الشرق الأوسط تقوم على عقد صفقة مع الدول العربية الكبرى وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تعتمد على القضاء على إيران وحزب الله مقابل فرض خطة السلام الأمريكية الإسرائيلية على الفلسطينيين.
وحسب صحيفة «الأخبار»، اللبنانية، فإن خطة «كوشنر» التي يسعى لتطبيقها بمشاركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تقوم على عدة نقاط منها: إخضاع مدينة القدس للسيادة الدولية من خلال تبني مشروع الأمم المتحدة لعام 1947 الخاص بوضع القدس، وتوطين الفلسطينيين في الدول العربية المقيمين فيها، مقابل قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالتصدي لإيران وحزب الله في المنطقة.
الخطة الجديدة التي يسوق لها جاريد كوشنر – حسب خبراء – سوف تؤدي إلى تغيير جذري في الشرق الأوسط، وسوف تعيد رسم خريطة المنطقة لصالح إسرائيل، كما أنها سوف تجهض مشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاص بالتسوية في الشرق الأوسط، والذي أطلق عليه الرئيس «صفقة القرن»، والذي يقوم على عودة اللاجئين واعتبار القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية الجديدة، وهي البنود الأساسية التي يتمسك بها الفلسطينيون للموافقة على أي خطة للسلام مع إسرائيل.
وخلال الفترة الماضية تحدثت وسائل الإعلام العالمية عن الدور الذي يقوم به صهر الرئيس الأمريكي في عملية السلام في الشرق الأوسط، وملامح خطة السلام الجديدة.
وكشف الخبير الإسرائيلي «إسرائيل شامير»، لموقع «تسارجراد» الروسي تفاصيل ليلة مثيرة جمعت كلا من جاريد كوشنر، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القصر الملكي في الرياض. وحسب «شامير»، فإن اللقاء استمر حتى ساعات الصباح الأولى بين الرجلين والذي من خلاله اتفقا على السير بخطة جديدة قد تحمل عناوين كبيرة في المرحلة المقبلة للعالم العربي خصوصًا ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن "الثنائي محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من جهة، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه من جهة أخرى، يشكلان مزيجا خطيرا.
وأضافت الصحيفة، أن الرجلين أصبحا صديقين قريبين يوحدهما في علاقاتهما الشباب والقوة.
كما قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن ولي العهد السعودي، الأمير القوي، فتح جبهة جديدة في محاولته لتغيير الشرق الأوسط، عندما تدخل في السياسة الفلسطينية وطلب من الفلسطينيين دعم نظرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإقامة السلام مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة، إلى أن ولي العهد السعودي خير الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين قبول الخطة أو الاستقالة.
وتوقعت الصحيفة أن يتم الإعلان عن خطة «كوشنر» للسلام في الشرق الأوسط في مطلع العام المقبل.
ولفتت «التايمز» إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، يريدان لهذه الخطة أن تنجح، حتى تسمح لهما بمواجهة إيران دون أن يتم اتهامهما بخيانة القضية الفلسطينية.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن صهر ترامب قام بزيارة سرية للسعودية التقى خلالها بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي الزيارة الثالثة له للمملكة العربية السعودية هذا العام.
ودارت حول «كوشنر» الكثير من الشبهات منذ ظهوره على مسرح الأحداث بعد وصول دونالد ترامب لسدة الحكم في أمريكا، حيث كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن أن كوشنر كان مسجلا كأنثى في كشوف الناخبين في الولايات المتحدة لمدة 8 سنوات، كما كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن جاريد كوشنر غارق في الديون ويبحث عن ممولين لمشاريعه وسداد ديونه، كما أن كوشنير متهم بالتخابر والتواطؤ مع الروس في الانتخابات الأمريكية التي أسفرت عن فوز دونالد ترامب.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن جاريد كوشنر ينفذ رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى إلى إشعال حرب بين السنة والشيعة، وهو مخطط قديم، و«كوشنر» هو رسول ترامب للمنطقة لتنفيذ هذا المخطط، مشيرا إلى أن كوشنر ليس غريبا على المنطقة فهو كان مع ترامب عندما قام بزيارة الرياض وعقد المؤتمر الأمريكي الإسلامي.
وأضاف «اللاوندي»، أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية جيدة جدا، وقد يكون جاريد كوشنر قد ساهم في ذلك بشكل كبير، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمانع من هذه العلاقة، وأن السعودية وضعت كل بيضها في سلة الولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة المقبلة.
ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن مبادرات السلام المتعددة لعملية السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يتم توحيدها في مبادرة واحدة إذا ما توافرت الإرادة السياسية، مشيرا إلى أن هناك حديثًا عن أن محمد دحلان سيكون هو الرئيس القادم لدولة فلسطين بعد أن أصبح الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس ورقة محروقة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لأن لديها مخطط في المنطقة.
وأكد «اللاوندي»، أن إسرائيل لا تريد حل القضية الفلسطينية ولا تريد عودة اللاجئين، ويساعدها على ذلك «التفكك العربي»، وبالتالي الوقت ليس متاحًا الآن لحل القضية الفلسطينية، مشددا على أنه لا أمل يرجى من الولايات المتحدة لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قريب جدًا من إسرائيل، وعندما وصل للحكم كان يتحدث عن أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وكان يريد نقل السفارة الأمريكية للقدس، وبالتالي أي حديث من قبيل أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد حل القضية الفلسطينية هو نوع من «الإفك والكذب».
من جانبه يقول الدكتور مختار غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر يقوم بدور مشبوه في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن «كوشنر» قام ببناء 100 وحدة سكنية في إسرائيل بعد تولى ترامب الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية مباشرة وبعد قرار مجلس الأمن الخاص بعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وبالتالي يصبح كوشنر وسيطًا غير نزيه لأنه يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ويطرحها على الجانب العربي للموافقة عليها.
وأضاف «غباشي»، أن هناك مؤشرات على أن هناك دورًا سعوديًا وأن هناك ضغوطا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقبول بوجهة النظر الأمريكية في حل القضية الفلسطينية.
ولفت الخبير في مركز الأهرام إلى أن تعدد مبادرات السلام تؤكد على أنه لا جديد على السطح، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تقبل بأي مبادرة تخالف رؤيتها لحل القضية، لذلك هي تحفظت على أكثر من 14 بندًا من بنود مبادرة السلام العربية التي تم طرحها في القمة العربية عام 2002، والتي كان من ضمن بنودها عودة إسرائيل لحدود 1967 مقابل تطبيع عربي كامل معها.
وأكد «غباشي»، أن الظروف غير مهيأة الآن لحل القضية الفلسطينية، لأن الجانب العربي في أضعف حالاته ولا يوجد غطاء عربي أو إسلامي لدعم الفلسطينيين، كما أن حراك العالم العربي على أرض الواقع لا يرقى إلى متطلبات هذه الدولة أو الضغط على إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الإجراء الأمريكي الأخير بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو القبول بالتفاوض مع إسرائيل خير دليل على ذلك.