تفاصيل المخاوف من ترشح شيخ الأزهر لـ«جائزة نوبل للسلام»
بعد المنافسة على منصب رئاسة «منظمة اليونسكو»، وفشل المرشحة السفيرة مشيرة خطاب في الفوز بالمنصب أمام المرشحة الفرنسية، تستعد مصر لدخول معركة دولية جديدة خلال الفترة القادمة، من خلال المنافسة على الفوز بجائزة نوبل للسلام، وهذه المرة يدخل حلبة المنافسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حيث أعلنت جامعة الأزهر، باعتبارها جهة علمية تربوية، تزكية طلب ترشح الإمام الأكبر شيخ الأزهر للفوز بهذه الجائزة.
ووفقًا للمعلومات، فإن حملة دعم ترشح الطيب لـ«جائزة نوبل»، تقوم على عدة خطوات من أبرزها، تنظيم الجامعة أكثر من مؤتمر دولي إعلامي للإعلان عن تزكية «الطيب» للفوز بالجائزة، وعرض جهوده في نشر السلام، يتبعها قيام وفود من الجامعة والأزهر بزيارة الدول العربية والإسلامية، والمجتمعات الفقهية بالعالم؛ للحصول على تأييد دولي لتزكية الترشح، تلي ذلك زيارات لدول أوربية، كما تتضمن خطة الدعاية والدعم، التواصل مع وزارة الخارجية المصرية للتنسيق في خطوات الدعاية، ودول الدولة في هذا الدعم.
على الجانب الآخر، فإن فكرة ترشح الطيب لجائزة نوبل لا تلقى تأييدًا من قبل البعض داخل جامعة الأزهر، وبين الوسط الديني في مصر حتى الجانب الدبلوماسي المصري، في ظل عدم تحقيق تقدم من جانب الأزهر في ملف تجديد الخطاب الديني بشكل ملموس وحقيقي، خاصة أن تزايد العمليات الإرهابية في دول الغرب وأمريكا قد يعرقل حصول علماء الإسلام على تلك الجائزة في الوقت الحالي.
وكشفت المعلومات، أن توجه الدولة حاليا هو عدم المجازفة بالدخول في معركة دولية جديدة بعد خسارة منصب اليونسكو، خاصة أن الفوز بجائزة نوبل يتحكم فيه معايير مختلفة مثل «اللوبي اليهودي».
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تطرح فيها فكرة ترشيح «الطيب» لنيل جائزة نوبل للسلام؛ فقد طالبت القيادات الإسلامية والمسيحية على حد سواء في إفريقيا بترشيح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، لنيل جائزة نوبل للسلام، بعد أن استطاع الأزهر أن يحقن دماء أبناء دول إفريقيا، والذين عانوا من ويلات حرب أهلية راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف من الأبرياء المدنيين، ما يجسد عظمة الدور الإنساني الكبير الذي يمارسه الأزهر على أرض الواقع في كافة أنحاء المعمورة، مما جعل أنظار الإنسانية تتجه صوبه لتحقيق آمالها في السلام المنشود.
وعبّر وزير خارجية إفريقيا الوسطى شارل أرمل دوبان نيابة عن دول إفريقيا، عن امتنانه للأزهر الشريف تحت قيادة إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ لرسالته السامية في خدمة الإنسانية كلها، بغض النظر عن الدين والجنس واللون واللغة، ما جعله جسرًا للسلام العالمي ورمزًا للضمير الإنساني الحي. وأشاد وزير الخارجية، بدور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في تحقيق المصالحة الوطنية بين الأطراف المتنازعة داخل الدول الإفريقية، وخاصة في دولة إفريقيا الوسطى.
وعن فرصة حصول الدكتور أحمد الطيب على جائزة نوبل للسلام مستقبلًا، أكد السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اللوبي اليهودي في العالم والبعد السياسي عامل مهما في حصول الدول العربية على جوائز نوبل، وخاصة فيما يتعلق بالسلام.
وقال «فهمي»، إن حصول «الطيب» على جائزة نوبل يتوقف على وجود رضى دولي على السياسة الخارجية لمصر خلال الفترة القادمة، كما يتطلب الأمر قيام الدبلوماسية المصرية بلعب دور قوي مع الدول المتحكمة في قرار جوائز نوبل مطالبا في الوقت ذاته الأزهر الشريف والطيب بلعب دور قوي في مجال محاربة الجماعات المتشددة والتأكيد على أن الإسلام يتبرأ من التطرف المنتشر في العالم، وقد يتطلب ذلك إعلان الأزهر تكفير «داعش»، منوهًا إلى أن هذا الأمر يمثل عائقًا كبيرًا أمام الأزهر.