رئيس التحرير
خالد مهران

سيد سالم: «جرارات» السكة الحديد عمرها الافتراضى انتهى.. وبنحاول نعمل من الفسيخ شربات «حوار»

محرر «النبأ» مع المهندس
محرر «النبأ» مع المهندس سيد سالم


تعد «ورش التبين» عصب السكة الحديد؛ لأنها المسئولة عن تجهيز جميع «جرارات» وعربات البضائع في الهيئة، وتعرضت هذه «الورش» للعديد من المشاكل مثل باقي قطاعات الدولة؛ نتيجة ارتفاع سعر الدولار، ما أثر بشكل بالغ الخطورة على توفير قطع الغيار اللازمة لها؛ لإجراء الصيانة الدورية لـ«جرارات» السكة الحديد.


«النبأ» فتحت هذا الملف الساخن مع المهندس سيد سالم، رئيس الهيئة القومية لـ«سكك حديد مصر»؛ لمعرفة تفاصيل هذه المشاكل، وكيفية التغلب عليها.


ما أهم المشاكل التي تعوق عمليات صيانة الجرارات؟

صيانة «الجرارات» وعربات البضائع الخاصة بنقل خام الحديد من المناجم في الواحات البحرية إلى مصنع الحديد في التبين تتم داخل ورش التبين؛ فهي الورش الرئيسية المتخصصة في عمل هذا النوع من الصيانة، وتبلغ مساحة هذه الورش 90 فدانًا، ويعمل بها 550 عاملًا ما بين مهندسين وفنيين وعمال، وهؤلاء الجنود المجهولون يجرون الصيانة والتجديد الشامل لـ90 عربة بضائع شهريًا، منها 30 عربة يتم عمل عمرة عمومية شاملة لها، بالإضافة إلى عمل عمرة «اسمية» لعدد 20 جرارًا شهريًا، ويتم تغيير أجزاء من الجرارات واستبدالها بقطع غيار أخرى جديدة، وهناك «عمرة شاملة» تتم بمعدل «2 جرارا» شهريًا، تستخدم ضمن أسطول جرارات السكة الحديد، في نقل الركاب يوميًا.


وما مشكلة نقص قطع الغيار التي تعاني منها ورش التبين؟

السكة الحديد مثلها مثل باقي قطاعات الدولة التي تأثرت بزيادة سعر الصرف، وهذا كان له تأثيره السلبي على توفير قطع الغيار اللازمة لعمل الصيانة للجرارات، بشكل كبير تكفي لتشغيل (907 رحلة قطار) يوميًا، هذه الرحلات مقسمة، (701 قطار مطور)، و(79 قطارا مكيفا)، و(99 قطارا مميزا)، و(28 قطارا مميزا ومكيفا)، ويوجد لدى هيئة السكة الحديد إجمالي "810 جرارات"، منها نسبة (70%) تعمل، وعددها 570 جرارًا، الباقي ما بين الصيانة والأعطال، وهناك جرارات انتهى عمرها الافتراضى منذ سنوات ولكن من خلال عمال السكة الحديد بـ«نحاول نعمل الفسيخ شربات» في ظل نقص الإمكانيات ونضطر للاستعانة بأجزاء من «الجرارات العطلانة»؛ لتجهيز القطارات قبل الرحلات يوميًا، وللتغلب على مشاكل الأعطال المتكررة للجرارات، تم توقيع عدد من العقود لتوريد قطع الغيار اللازمة، لعمل عمرات وصيانة للجرارات.


ماذا عن صيانة عربات الركاب؟

يوجد لدى الهيئة ورش أبي غاطس، تستخدم فى تجهيز وصيانة العربات المميزة وبعض العربات المكيفة، وأيضًا الجرارات قبل قيام رحلات القطارات اليومية، بالوجهين القبلى والبحرى، سواء كان القطار مكيفًا أو مميزًا؛ لتجهيز القطار قبل قيام الرحلة داخل هذه «الورش»، وهناك عدة أزمات تواجه ورش صيانة القطارات وفي ظل نقص قطع الغيار، وجرارات انتهى عمرها الافتراضي منذ سنوات لا تزال الهيئة تعتمد على جرارات «هنشل الألمانى» والتي تعمل بالهيئة منذ عام 1974 و1977 بفضل عمال السكة الحديد رغم أن العمر الافتراضى للجرار 25 سنة، لذلك يحدث تكرار في أعطال الجرارات.



هل حجم العمال داخل الورش كاف لتجهيز القطارات وإجراء الصيانة اللازمة للجرارات والعربات؟

ورش السكة الحديد تعمل بنظام «الورادي» على مدار الـ«24 ساعة»؛ لتجهيز القطارات، واستعدادها قبل الرحلات، بوقت كاف، وتسعى الهيئة خلال الفترة القادمة لتعيين عدد من الفنيين في التخصصات المختلفة؛ لسد العجز في العمالة الفنية، والتي تناقصت نتيجة الخروج علي المعاش، أو بسبب إصابات العمل، وعدم توفير التمويل اللازم لتوفير درجات للتعيين عليها، منذ سنوات، وسبق أن قامت السكة الحديد بالمطالبة بتوفير التمويل اللازم لحل مشاكل السكة الحديد وتوفير قطع الغيار المطلوبة لعمل الصيانة اللازمة للجرارات والعربات، ولكن لا يتم توفير الاعتمادات المالية بشكل كاف خاصة أن الهيئة قطاع خدمي، وفي الفترة الأخيرة تم وضع خطط علاجية لهذا المرفق الحيوي الهام، وبالفعل تم وضع السكة الحديد، ضمن قطاع الإصلاح الذي تشهده الدولة وهناك عدة عقود وقعتها السكة الحديد، لشراء قطع غيار ولكن التأخر في تنفيذ هذه الصفقات يرجع لعدم وجود التمويل اللازم لدفع الدفعة المقدمة من التعاقدات لكي يتم البدء في توريد قطع الغيار المتعاقد عليها.


هل تسمح السكة الحديد بخروج الجرارات من الورش وهي بها أعطال.. وكيف يتم توفيرها لمنع تأخير رحلات القطارات؟

أولًا يجب أن يعلم المواطن أن الأعطال واردة وللقضاء على هذه المشكلة تعمل الهيئة على توفير قطع الغيار؛ لتجهيز «الجرارات» لتقوم برحلاتها مع «إستوك» العربات المجهزة، ولا يتم السماح بخروج أي جرار إلا بعد إصلاح الأعطال في «الورش»، وهناك أعطال تحدث خلال الرحلة ويتم إصلاحها من خلال الفنيين، وفي حالة صعوبة إزالة العطل، يتم سحب الجرار للورشة، وإجراء فحص شامل له، واستبدال أى قطعة غيار غير صالحة للتشغيل، سواء إذا كانت متوفرة بالمخازن، أو تركيب قطع الغيار السليمة من الجرارات «العطلانة».


وما حقيقة الفيديو المتداول بمواقع التواصل الاجتماعي لركاب يرشقون القطارات بالحجارة؟

للأسف السكة الحديد تعاني من السلوكيات السلبية لبعض الجمهور؛ نتيجة أسباب خارجة عن إرادة الهيئة مثل الأعطال المفاجأة، أو عبور السيارات والتكاتك والجرارات الزراعية من أماكن غير مخصصة للعبور، والنتيجة تعرض القطارات للتخريب، وإهدار المال العام، نتيجة السلوكيات الخاطئة.


أما الفيديو الذي تداوله البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا الكلام عار من الصحة، لأن هذا الفيديو «قديم»، وهذه الواقعة كانت في "15/8/2017"، عقب حادث قطار خورشيد، حيث تم حجز أحد القطارات المميزة في محطة كفر الزيات لمرور قطار آخر سريع، وهذا الموضوع متعارف عليه في تشغيل السكة الحديد ولكن نتيجة وجود حالة شحن سلبية لدى الركاب عقب حادث تصادم قطار الإسكندرية «رشق» عدد من الركاب القطار السريع بالحجارة، ولكن قام بعض مثيري البلبلة، بإعادة نشر هذا المقطع في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لتشويه صورة السكة الحديد.


ماذا عن الصفقات الجديدة التي وقعتها السكة الحديد لتجديد أسطول الهيئة؟

تم خلال الفترة القليلة الماضية التوقيع النهائي والتعاقد مع شركة «جنرال إليكتريك»، على عقود بقيمة 575 مليون دولار تشمل توريد 100 جرار جديد، لتشغيلها في عربات الركاب والبضائع مع توفير عمليات الصيانة طويلة الأجل لمدة 15عاما،ً وتوفير قطع الغيار والدعم الفنى للجرارات الجديدة وأيضًا سيتم صيانة «81 جرار» موجودًا ضمن أسطول الهيئة حاليًا بتمويل من الشركة الأمريكية، كما تتضمن الاتفاقية قيام الشركة بتنفيذ برنامج تدريبي لأكثر من 275 مهندسا وفنيا، بما يساهم فى تحسين وتطوير الخدمة المقدمة لجمهور المسافرين من الركاب، واتفاق الصيانة سيسهم بشكل كبير فى الحفاظ على أداء أسطول الهيئة وصيانته، لسنوات طويلة، وجار الانتهاء من إجراءات القرض الأوروبي لإعادة الإعمار بقيمة 126 مليون يورو، لشراء 6 قطارات متكاملة «جرارت + عربات»، ومبلغ 290 مليون يورو لشراء 100 جرار جديدة.


ما آخر التطورات في خطة الهيئة لتحديث أسطول العربات؟

تقوم الهيئة حاليًا بالانتهاء من إجراءات شراء 1300 عربة ركاب جديدة، عبارة عن 800 غير مكيفة، و200 مكيفة للدرجات العادية، بالإضافة إلى 300 عربة مكيفة أولى وثانية، للعمل على خطوط الهيئة بالوجهين القبلى والبحرى، وجار تطوير 450 عربة مميزة لركاب المسافات الطويلة، وتحسين 1850 عربة لركاب الفروع والضواحي.