تفاصيل معركة «وثائق البرنامج النووي الإيراني» بين طهران وتل أبيب
اشتعلت معركة «وثائق البرنامج النووي الإيراني» بين تل أبيب وطهران على خلفية كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ما أسماها « وثائق سرية» عن برنامج إيران النووي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إيران
كثفت جهودها لإخفاء الأدلة على برنامجها النووي بعد توقيع الاتفاق النووي عام
2015، وفي 2017 نقلت سجلاتها إلى مكان سري في منطقة شوراباد جنوبي طهران، مشيرا
إلى أن المستودع احتوى على الأرشيف الإيراني السري المحفوظ في ملفات ضخمة.
وأكد «نتنياهو» أن العملاء استطاعوا الاستيلاء على
"نصف طن من المواد"، التي تتكون من خمسة وخمسين ألف صفحة و 55 ألف ملف
آخر على 183 قرصا مضغوطا، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنها تؤكد استمرار إيران
في تطوير برنامجها النووي خرقا لالتزاماتها أمام المجتمع الدولي.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن لدى بلاده أدلة على أن المسئولين
الإيرانيين كانوا "يكذبون" عندما قالوا إن إيران لا تسعى للحصول على
أسلحة نووية، وأن الجمهورية الإسلامية تحتفظ "بأرشيف نووي" في مجمع سري.
في سياق متصل كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن
تفاصيل العملية التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على الوثائق التي قال
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها تثبت كذب طهران بشأن برنامجها النووي.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسئول إسرائيلي رفيع، أن
المخابرات الإسرائيلية «الموساد» اكتشفت في فبراير عام 2016 مستودعا سريا في طهران
كان يستخدم لتخزين ملفات خاصة ببرنامج إيران النووي، وقامت بمراقبة المبنى منذ ذلك
الحين.
وحسب المسئول الإسرائيلي، فإن عملاء الموساد اقتحموا
المبنى في إحدى ليالي يناير الماضي وسحبوا الوثائق الأصلية ونقلوها إلى إسرائيل في
نفس الليلة.
وأضاف المسئول، أن رئيس الموساد يوسي كوهين، أبلغ الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب بالعملية خلال زيارته إلى واشنطن في يناير، وأرجع المسئول سبب
التأخير في الإعلان عن محتوى المواد المستولى عليها، إلى أن تحليل الوثائق التي
كان معظمها باللغة الفارسية، استغرق قدرا من الوقت.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي «مايك بومبيو» الأدلة
التي قدمتها إسرائيل دامغة، مؤكدا على أن "الوثائق الاستخباراتية التي كشف
عنها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن امتلاك إيران برنامجا نوويا
عسكريا سريا هي وثائق حقيقية، وغالبيتها جديد بالنسبة إلى الخبراء الأميركيين.
لكن صحيفة «التايمز» البريطانية اعتبرت وصفت الوثائق
التي تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ« استعراض مسرحي، بلا
جديد»، وذلك من خلال مقال لكاثرين فيليب.
وتقول «فيليب»، إن نتنياهو تعهد بكشف ما وصفه
بـ"ملفات سرية نووية" لم يرها العالم من قبل تثبت أن إيران كانت تسعى
سرا لإنتاج أسلحة نووية، ولكن "في الواقع لا يوجد الجديد أو المثير للدهشة
فيما قاله للمراقب المطلع".
وتضيف أن وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة
كانت على علم بكل ما تحويه الوثائق التي كشفها نتنياهو قبل عام 2011، وأن الولايات
المتحدة كانت على علم به حتى قبل ذلك.
وتقول «فيليب»، إن ما كشفته الوثائق بالفعل هو الأسباب
التي دعت في المقام الأول إلى إبرام الاتفاق النووي الإيراني ولماذا كافحت الدول
الموقعة له لإتمامه: الحيلولة دون دخول إيران إلى سباق التسلح النووي وامتلاكها
القدرات التقنية والمعرفية والمواد اللازمة لتصنيع قنبلة نووية.
وترى «فيليب» أن الدراما الحقيقية في الأمر كان ضخامة
العملية الاستخباراتية التي حصلت بها إسرائيل على الوثائق، وعملية تقديم الوثائق
التي أدارها نتنياهو "بمهارة ساحر على خشبة المسرح".
وتختتم «فيليب» المقال بأن نتنياهو لم يكشف قيام إيران
بأي خرق للاتفاق النووي بل يكشف فقط أنها كذبت فيما يتعلق بتأكيدها أنها لم تسع قط
لامتلاك سلاح نووي، ولكن الإبقاء على الاتفاق مع إيران لا يعتمد على ما تقوله
إيران بل على عمليات التفتيش التي تقوم بها وكالة الطاقة الذرية.
فيما كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على حسابه على «تويتر»: «هذا الصبي لا يستطيع أن
يكف عن الكذب على غرار الراعي الكذاب، ويحاول من جديد أن يكرر عادته السابقة، فهو
لم يتعظ من فضيحة الرسم الذي عرضه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبإمكانه
فقط خداع بعض الناس أكثر من مرة».
وأوضح «ظريف» في تغريدة على حسابه في تويتر، أن ادعاءات
نتنياهو لا أساس لها من الصحة، ولا تلقى أي أهمية لدى العالم.
وأضاف «ظريف» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواصل طرح
اتهامات قديمة ضد إيران، بهدف الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.