دبلوماسي سابق لـ«النبأ»: ضرب إيران ضد المصالح الأمريكية.. وهذه هي أسباب فوز «حزب الله» و«إخوان تونس»
أثار تفوق حزب الله اللبناني، في الانتخابات النيابية في لبنان، وتقدم حزب حركة النهضة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البلدية في تونس، الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام.
حيث قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير
الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه بالنسبة لتقديم حزب النهضة
في تونس فهناك عدة اعتبارات، الاعتبار الأول هو أن التيار المدني يعاني من
الانقسام والخلافات وبالتالي لا يوجد كتلة مدنية موحدة أو صلبة، الاعتبار الثاني
يتمثل في عدم حدوث أي تحسن في الأوضاع الاقتصادية من جانب الحكومة التي يغلب عليها
الطابع المدني، وعدم شعور المواطن الفقير أو البسيط بأي انجازات من جانب هذه
الحكومة، الاعتبار الثالث أنه لم تظهر أي أفكار سياسية تنافس الأفكار التي يطرحها
حزب النهضة، فلا يزال الفكر الغالب في العالم العربي هو الفكر الإسلامي، كل هذه
الاعتبارات جعلت التيار الإسلامي متوغل في الفئات الشعبية وفي المناطق الريفية
والمدن الصغيرة، وبالتالي استطاع تحسين موقعه في الانتخابات البلدي، مشيرا إلى أن
وضع التيار الإسلامي وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين مختلف من دولة عربية لأخرى،
ففي تونس والمغرب والجزائر والأردن الإخوان المسلمين يشاركون في الحكم، ولهم تواجد
في الكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر، وفي السودان النظام الحاكم من الإخوان.
وأضاف «حسن»، أم تفوق حزب الله النسبي في
الانتخابات النيابية اللبنانية فيعود إلى عدة أسباب، منها الدور الذي تقوم به
إيران للحفاظ على وحدة سوريا ومساعدة النظام السوري في عدم تقسيم سوريا، ومحاربة
داعش وجبهة النصرة والجماعات الإرهابية الأخرى، ومشاركة حزب الله في هذا العمل،
إلى جانب موقف حزب الله من إسرائيل، ودفاعه عن جنوب لبنان، ومواقفه الواضحة
والمحددة سواء من إسرائيل أو من التدخل في سوريا كل ذلك زاد من شعبيته.
وأوضح عضو المجلس المصري للشئون الخارجية،
أن موقف إسرائيل مما يحدث في لبنان، وتهديدها لحزب الله غير مقبول على الإطلاق،
مؤكدا على أنه ليس من حق إسرائيل، الدولة العنصرية المارقة، التي تمارس إرهاب
الدولة ليل نهار ضد الفلسطينيين، التدخل في شئون الدول العربية، والتحدث عن حزب
الله أو حزب الشيطان، وليس من حقها تصنيف أي كيان على أنه إرهابي، مشيرا إلى أن
حزب الله لا يعتدي على إسرائيل، ولكنه يدافع عن جنوب لبنان ضد الاعتداءات
الإسرائيلية، ولم يستبعد قيام إسرائيل بضرب حزب الله في سوريا مثلما فعلت مع
إيران، لكنها لا تستطيع إقصاءه من المشهد السياسي اللبناني.
واستبعد«حسن»، قيام الولايات المتحدة
الأمريكية بضرب إيران، لأن ضرب إيران ضد المصالح الأمريكية لعدة أسباب منها، أنه
كلما قويت إيران عسكريا كلما تمسكت دول الخليج بالوجود الأمريكي لحمايتها مما يسمى
بالخطر الإيراني، وكلما قويت إيران عسكريا كلما استطاعت الولايات المتحدة
الأمريكية ابتزاز دول الخليج بمبيعات أسلحة لا لزوم لها ولن تستخدمها في حربها ضد
إيران، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية دائما تظهر إيران بأنها تمثل خطر على
أمن الخليج، من أجل أن تستمر في سيطرتها على دول الخليج.