رئيس التحرير
خالد مهران

«جريمة فى ليلة رأس السنة».. قصة مقتل «مُسن» داخل شقته بـ«بولاق الدكرور»

النبأ


فى ليلة «رأس السنة» كانت الساعة تدق الحادية عشر مساءً، دخل لص منزل «طلعت.م»، معتقدًا أن أهل المنزل في الكنيسة في هذا الوقت للصلاة كالعادة مع بداية العام الميلادي المجيد، وفوجئ اللص بوجود صاحب الـ«70» عامًا جالسًا في بيته، نظرًا لمرضه الفترة الأخيرة وعدم قدرته على النزول والاحتفال في هذا اليوم كباقي جيرانه، فما كان من اللص إلا أن يبادر بقتله بسلاح أبيض كان بحوذته، حتى لا يفتضح أمره.


يقول «جمال.ع»، في العقد الخامس من عمره، صاحب ورشة، وجار المجني عليه: «يوم الحادث، كنت أعمل في الورشة خاصتي، وبعد عودتي للمنزل فوجئت بما حدث مع جارنا عم طلعت الطيب، صاحب القلب الكبير، وأن ابنته رشا، اكتشفت ما حدث لوالدها عندما كانت في طريق العودة لمنزلها، لشعورها بالقلق على أبيها، وعندما وصلت العقار طلبت رقم والدها على الهاتف، فسمعته يرن بحوزة شخص أخر كان في طريقه لمغادرة البيت، وقبل أن تسأله عن سر وجود الهاتف الخاص بأبيها معها، دفع بها من أمامه، وفر هاربًا».


ويروي «الحاج محمد»، في العقد السادس من عمره، أنه يعلم بمرض جاره، وعدم قدرته على الذهاب للكنيسة في هذا اليوم، فهو مريض سكر، وكان يستعد لعمل عملية الغدة قريبًا، هو رجل في حاله، لا يختلط كثيرًا بالجيران، معروف بالسمعة الطيبة، له ابنتان يأتيان لزيارته بين الحين والآخر للاطمئنان عليه، يعيش معه ابنه الوحيد أيمن.


ويتابع: "في ليلة رأس السنة سمعنا صوت كركبة قادمة من شقة الضحية، ولكننا اعتقدنا أنها نتيجة لترتيب البيت استعدادًا لاستقبال العيد، بالإضافة لخطوات سريعة لشخص يجري من أعلى السلم متجهًا لأسفل وكأنه في عجلة من أمره، ولم يخطر ببالنا قط، كل ما حدث لجارنا، حتى سمعنا صوت الصراخ يأتي من منزله، وهرولنا مسرعين لأعلى فرأينا ابنته تصرخ، وهو غارق في دمائه، فقمنا على الفور بإبلاغ رجال الشرطة».


ويوضح "أشرف"، نجل شقيق المجني عليه، أنهم جميعًا في حالة حزن على المرحوم، فبعد أن تم تشريح الجثمان، واستخراج تصريح بدفنه، واجهوا مشكلة بالمقبرة الخاصة بعائلتهم، ما جعلهم يحتفظون بالجثة لساعات إضافية قبل دفنه مساء أمس، تقريبًا في الساعة الثامنة بعد العشاء، وأن اليوم هو استكمال تلقي العزاء في الفقيد، في الكنيسة القريبة من مسكنهم.


تعود بداية الواقعة إلى تلقي العميد أسامة عبد الفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة بلاغا يفيد مقتل مسن داخل مسكنه ببولاق الدكرور، فكلف رجال المباحث بسرعة الانتقال إلى مكان الحادث لإجراء التحريات، وانتقل على الفور العقيد محمد الشاذلى مفتش مباحث غرب الجيزة، والرائد محمد الجوهرى رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور إلى محل الواقعة، وتبين أن المجنى عليه مسن، مصاب بجرح نافذ بالرقبة، وجرح باليد نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض، وتوصلت التحريات الأولية التى شارك بها النقباء أيمن سكورى وكريم عبد الرازق وأحمد مندور أن لصا تسلل للشقة لسرقتها، إلا أن المجنى عليه اكتشف أمره، وحاول ضبطه ما دفع المتهم للاعتداء عليه بسلاح أبيض وفر هاربا، بعد فشله فى سرقة شقته، وأدلت ابنة المجنى عليه بأوصاف المتهم.


وذكرت لرجال المباحث أنها أثناء صعودها سلم العقار الذى يقيم به والدها أجرت اتصالا على هاتفه المحمول، حتى تطلب منه فتح باب الشقة، إلا أنها فوجئت برنين الهاتف يصدر من ملابس أحد الأشخاص أثناء هبوطه سلم العقار مسرعا، وعندما حاولت إيقافه للاستفسار عن سبب حيازته لهاتف والدها دفعها وفر هاربا، وأضافت ابنة الضحية أنها أسرعت لشقة والدها واكتشفت مقتله وعثرت عليه غارقا فى دمائه بصالة الشقة، وتبين أن المتهم استولى على هاتفه المحمول.


وانتقل فريق من النيابة لإجراء المعاينة لمسرح الجريمة، ومناظرة جثة الضحية، كما انتقل الرائدان أحمد عبد العزيز ومحمد حسن خبيرى الأدلة الجنائية إلى محل الواقعة، لجمع الأدلة ورفع البصمات لإعداد تقرير بها، وبدأ رجال المباحث بقسم شرطة بولاق الدكرور فى فحص عدد من المسجلين خطر والمتهمين السابق القبض عليه فى قضايا سرقة لكشف هوية المتهم استنادا للأوصاف التى أدلت بها ابنة المجنى عليه، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثة مسن قتله لص بعدما سدد له طعنة نافذة فى الرقبة داخل مسكنه، وطلبت تقرير الطب الشرعى الخاص بتشريح الجثمان، وحرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.